محمد بن زايد يشهد محاضرة «معالجة التأثيرات السلبية ضمن الشبكات الاجتماعية»

باحث في علم الجينات يؤكد أن البدانة مُعدية اجتماعياً

شهد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بمجلس سموه في البطين، أول من أمس، محاضرة بعنوان «معالجة التأثيرات السلبية ضمن الشبكات الاجتماعية»، ألقاها عالم الاجتماع الدكتور نيكولاس كريستاكيس، الذي تتمحور أبحاثه حول العلوم الاجتماعية الحيوية، وعلوم الشبكات، وعلم الجينات السلوكي، وأفاد خلال المحاضرة بأن البدانة مُعدية، ليست مثل العدوى الفيروسية ولكن بمعنى اجتماعي، مؤكداً في الوقت نفسه أن الاعتماد والتصديق يكونان للأصدقاء الحقيقيين وليس الافتراضيين.

وتناولت المحاضرة خمسة محاور تضمنت الفرق بين المجموعة الاجتماعية والشبكة الاجتماعية، والأساس الارتقائي للتفاعلات البشرية الاجتماعية وبنية الشبكات الاجتماعية، وكيفية انتشار التأثير الاجتماعي من شخص إلى آخر بطريقة تؤثر في صحتنا وثروتنا وأمننا وسعادتنا، وطرق التدخل ضمن الشبكات الاجتماعية لتعزيز الصحة والتعاون والابتكار، وكيف يكون الكل بمجمله أعظم من مجموع أجزائه عندما يتعلق الأمر بالتجمعات السكانية البشرية.

وقال كريستاكيس إن «البشر يختارون أصدقاءهم وجيرانهم وزملاءهم في العمل، ولكننا لا نختار أقاربنا، وجميع الناس الذين نرتبط معهم هم كذلك، وهكذا ننتظم جميعاً في نهاية الأمر ضمن شبكات اجتماعية واسعة وقريبة من بعضها الآخر وهي أشبه ما تكون بمستعمرات النمل».

وتساءل: لماذا نفعل ذلك؟ وكيف يؤثر تجمعنا ضمن شبكات اجتماعية في حياتنا وصحتنا ومشاعرنا وأفكارنا وأفعالنا؟ ولماذا نقلد ما يفعله أصدقاؤنا بل وما يفعله أصدقاء أصدقائنا؟ وكيف يمكن استخدام فهمنا لبنية وآلية عمل الشبكات الاجتماعية البشرية من أجل التدخل في العالم وجعله أفضل.

وأوضح كريستاكيس «سنراجع القواعد الرياضية والبيولوجية والنفسية والاجتماعية التي تحكم سلوك الشبكات الاجتماعية، وتطرق بصورة خاصة إلى الأبحاث الأخيرة حول نوعين من التدخل ضمن الشبكات الاجتماعية، خارج نطاق الإنترنت وعبر الإنترنت، وهما: التدخل الذي يعيد صياغة ارتباطاتنا مع الناس، وذلك الذي يعالج العمليات التي تتفشى كعدوى، ضارباً بعض الأمثلة حول ما يمكننا عمله باستخدام العديد من التجارب ضمن بيئات متنوعة، مثل تعزيز التعاون، أو الإقلاع عن التدخين في المجموعات البشرية المرتبطة على الإنترنت، بالإضافة إلى المساعدة في تعزيز السلوك الصحي في المجتمعات، وتسهيل انتشار الابتكار والإبداع بين شبكات الأطباء. من خلال مراعاة التلاحم البنيوي للبشر ضمن الشبكات الاجتماعية وفهم التأثير الاجتماعي، كما انه من الممكن التدخل ضمن الأنظمة الاجتماعية لتعزيز خصائص معينة مثل الصحة، والثروة، والتعاون، والإبداع، والمناعة، على مستوى الشرائح السكانية الواسع».

الحضور

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/07/1714112%20(2).jpg

شهد المحاضرة سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي، ولي عهد عجمان، وسمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، ولي عهد رأس الخيمة، وسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، وسمو الشيخ طحنون آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، وسمو الشيخ سرور بن محمد آل نهيان، وسمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، وسمو الشيخ عمر بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، وسمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس إدارة «طيران الاتحاد»، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، والشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ورئيس جمهورية إندونيسيا السابق، الدكتور بحر الدين يوسف حبيبي، وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين وأعضاء السلك الدبلوماسي لدى الدولة.

وتابع أن البدانة معدية، ليست مثل العدوى الفيروسية ولكن بمعنى اجتماعي، مشيراً إلى زيادة البدانة في ثلثي أنحاء الولايات المتحدة، حيث يعاني ثلثا الأميركيين زيادة الوزن، والثلث الباقي بدناء تقريباً من الناحية الفنية.

وعرض كريستاكيس صورة لمجموعة من النقاط المتقاربة والمتوازية تمثل صلات وعلاقات شخصية لدراسة شملت سجلات نحو 12 ألف شخص، ولوحظت صحتهم وعاداتهم بانتظام، وتمت دعوة الأبناء والأزواج والزوجات إلى الانضمام للدراسة حتى إذا كانوا قد غيروا أماكن إقاماتهم بعيداً، ودرس الباحثون حالات الأصدقاء والأقارب المشاركين خلال فترة الدراسة، التي استمرت نحو 32 عاماً، ثم بدأوا يبحثون من أصبح بديناً منهم ومتى.

وقال «أظهرت الدراسة أنه حين أصبح شخص ما بديناً زادت بنسبة 57% احتمالات أن يصبح أصدقاؤه بدناء على مدى الأعوام الـ30، واتضح أن الأثر يستمر على ثلاث درجات بشكل منفصل، فإذا أصبح الشخص بديناً فإنه لا تزيد فقط احتمالات أن يصبح أصدقاؤه بدناء لكن أصدقاء الأصدقاء أيضاً قد يصبحون كذلك، كما أن ذلك يحدث في فترات زمنية أقصر في غضون فترة الـ30 سنة.

وأضاف أن «هذه النتائج تعزز الفكرة القائلة إن البدانة ليست مجرد مشكلة فردية لكنها مشكلة جماعية، فالناس ينظرون حولهم ويرون آخرين تزيد أوزانهم بما قد يغير اتجاههم بشأن ما يرونه حجماً مقبولاً للجسم، فربما تقول إنه لا غضاضة في أن يزيد وزني».

وأكد أن السلوك يمكن أن ينتقل إلى الآخرين حتى إن كانوا غير مدركين لذلك، مشيراً إلى أن البيولوجيا الانتقائية تظهر العواطف على الوجه وتمثل شكلاً من أشكال التعبير الاجتماعي، فمثلاً إذا ابتسم شخص في وجهك فأنت ترد الابتسامة، وفي حالة الغضب أيضاً إذا انتقل من شخص لآخر ممكن أن يتحول إلى شغب، وهذا يدل على أن الشبكات الاجتماعية يمكن أن يزيد ما يبرز فيها.

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/07/1714112%20(1).jpg

عالم الاجتماع الدكتور نيكولاس كريستاكيس. وام


«الناس ينظرون حولهم ويرون آخرين تزيد أوزانهم بما قد يغير اتجاههم بشأن ما يرونه حجماً مقبولاً للجسم».

«الروابط على الإنترنت ليس لها تأثير حقيقي بالشكل والقوة نفسيهما كما في الحقيقة».

وأشار كريستاكيس إلى أن سعادة الفرد هي في الأساس تعتمد في جزء كبير منها على سعادة الأصدقاء، بل سعادة أصدقاء الأصدقاء، وحتى أصدقاء أصدقائهم، مشيراً إلى أن سعادة شخص واحد يمكن أن تسبب السعادة لأفراد آخرين، ويمكن تصنيفها إلى ثلاث درجات، فإن كنت أنت سعيداً ومرحاً فإن فرصة صديقك المقرب أن يصبح سعيداً أيضاً هي 25%، وتزيد فرصة صديق صديقك بنسبة 10٪، وصديق صديق صديقك لديه فرصة 5.6٪ ليصبح أيضا سعيداً.

وأكد أن الأمور في العالم الحقيقي ليست مماثلة للعالم الافتراضي على الإنترنت، حيث إنه في العالم الحقيقي مقابل ست صلات حقيقية لكل شخص هناك 110 صلة للشخص على الإنترنت، مشيراً إلى أن الروابط على الإنترنت ليس لها تأثير حقيقي بالشكل والقوة نفسيهما كما في الحقيقة، خصوصاً أن الشخص تكون لديه نزعة لتصديق الصديق الحقيقي عن تصديق صديق الإنترنت.

ولفت كريستاكيس إلى أن إحدى الممثلات الأميركيات، لديها مليون متابع على الإنترنت، قامت بعمل تغريدة عن أحد الكتب، فزار موقع المكتبة المختصة ببيع هذا الكتاب مليونا شخص في يوم واحد، لكن في النهاية لم تزد مبيعات الكتاب أي نسخة إضافية، ما يؤكد أن الاعتماد والتصديق يكونان للأصدقاء الحقيقيين وليس للافتراضيين.

وأوضح أن العلاقات الاجتماعية يمكن استخدامها في التوعية الصحية، فيمكن من خلال 5% من سكان قرية معالجة 70% من هذه القرية عن طريق التوعية، واكتسابهم وجهة النظر نفسها، مشيراً إلى أن طريقة تواصل البشر ظلت كما هي منذ 10 آلاف عام، ولم تتغير على الرغم من اختراع الإنسان لكل شيء.

تويتر