تعلّم 2000 حرف في دراسة اللغة اليابانية خلال عام ونصف العام

الكعبي: نهضة الإمارات تنطوي على ملامح يابانية

راشد الكعبي: اليابان قصة حضارية غنية، تأسست على ثقافة «الساموراي»، واستطاعت أن تجد هويتها وشخصيتها المتفرّدة، ونهضتها العمرانية تشبه نهضة الإمارات وإصرارها على كتابة قصة نجاح وسط رمال الصحراء.

لا يستطيع دارسو التقنية والبرمجيات في المؤسسات الأكاديمية اليابانية استيعاب تخصصاتهم وتفاصيلها وأسرارها، إلا إذا تعلّموا اللغة اليابانية، وهذا ما شكّل تحدياً كبيراً للطالب الإماراتي، راشد كرم الكعبي، الذي يدرس هندسة الكمبيوتر في «جامعة طوكيو للتكنولوجيا»، ويرى أن نهضة الإمارات تنطوي على ملامح من التجربة اليابانية.

بذل الكعبي جهوداً استثنائية في تعلّم اللغة اليابانية «التي تُعد من أصعب اللغات في العالم، فهي مشتقة من اللغة الصينية، وللتحدث بها بطلاقة لابد من تعلّم 2000 حرف»، ما يستدعي عاماً ونصف العام من الدراسة في معهد لغة متخصص، فضلاً عن الممارسة والتدريب عبر محادثات جماعية مع يابانيين متطوعين لمساعدة الأجانب على تعلّم لغة بلادهم.

لعب إصرار الكعبي على الاحتكاك المباشر بالمواطنين اليابانيين، دوراً بارزاً في تعلم اليابانية «لاسيما أنهم يرفضون التواصل بلغة غير لغتهم الأم»، ما أسهم في تعزيز مفرداته وتطويرها، إضافة إلى المواظبة على القراءة المستمرة لكتب «المانقا»، وهي القصص المصورة المنتجة في اليابان ذات الصيت الواسع.

يرى الكعبي أن «اليابان قصة حضارية غنية، تأسست على ثقافة (الساموراي)، واستطاعت أن تجد هويتها وشخصيتها المتفردة».

ويشير إلى أن «نهضتها العمرانية تشبه نهضة الإمارات وإصرارها على كتابة قصة نجاح، وسط رمال الصحراء».

استطاع الكعبي، بعد نجاحه في معهد اللغة المتخصص، وإتقانه نسبياً اللغة اليابانية، الالتحاق بـ«جامعة طوكيو للتكنولوجيا» التي وجد نفسه فيها ملزماً بحضور دروس للغة اليابانية «بهدف تحقيق استزادة أكبر، والتأكد من جدارته في إدراكها وفهمها بالصورة الصحيحة»، ليتخصص لاحقاً في هندسة الكمبيوتر، التي تمثل حلمه الأكاديمي في أولى مراحله الجامعية.

نجح الكعبي في تحقيق حلمه الأكاديمي بالتخصص في هندسة الكمبيوتر، واليوم يعكف على إنجاز مشروع تخرّجه مع مجموعة من الطلاب اليابانيين، المتمثل في «تصميم دائرة كهربائية جديدة تسهم في تطوير التكنولوجيا، مثل السماعات، وغيرها من الإلكترونيات، إضافة إلى مشروع آخر، وهو العمل على إنشاء نظام أمني جديد في مجال التكنولوجيا والإنترنت».

جنى الكعبي من تجربة الدراسة في الغربة الكثير، فإلى جانب اللغة اليابانية التي مثلت التحدي الأكبر بالنسبة له، تعلم الكعبي «كيفية الاعتماد على النفس، إلى جانب التواصل مع الآخرين، والتعرف إلى ثقافاتهم وخلفياتهم، ومحاولة الاستفادة من جوانبها الثرية، والعمل على تكوين صداقات معهم»، محولاً بذلك صعوبات الغربة إلى دروس مفيدة.

يستثمر الكعبي، بعد أن تكيف مع الغربة، أوقات فراغه برفقة أصدقاء الجامعة اليابانيين، من خلال القيام برحلات خارج العاصمة، ومنها «عاصمة اليابان سابقاً «كيوتو»، ومدينة «أوساكا» عاصمة مقاطعة أوساكا، التي تقع جنوب جزيرة هونشو أكبر جزر البر الياباني.

تويتر