«حمدة» معاقة ذهنياً.. و«مريم» مصابة بـ «متلازمة داون»

«زعفرانة» ترعى بطلتين في «الأولمبياد الخاص»

صورة

أمضت الستينية زعفرانة أحمد الحوسني معظم حياتها في رعاية ابنتيها المعاقتين حمدة علي الحوسني ( 24 عاماً) المعاقة ذهنياً، ومريم (23 عاماً) المصابة بـ«متلازمة داون»، أو ما يُعرف بالسحنة المنغولية، لكنّ الفتاتين استفادتا من رعاية أمهما، وتوّجتا بطلتين في «الأولمبياد الخاص»، وحصدتا جوائز ذهبية باسم الإمارات.

زعفرانة امرأة أميّة، وهي أم لأربعة أولاد وسبع بنات، وقد شملتهم جميعاً بعناية الأم وحرصها، لكنها رفضت الاستسلام لفكرة وجود فتاتين معاقتين، فقررت أن تخوض مواجهة مع ظروفها الخاصة، وتركز أكثر فأكثر على العناية بحمدة ومريم، ومرافقتهما أثناء تدريباتهما الرياضية الخاصة، وكذلك السفر معهما للمشاركة في البطولات الدولية.

من أجل ذلك، التحقت زعفرانة، أخيراً، بالدورة الثانية لبرنامج «تآلف» لتدريب الوالدين، الذي يُعد من أبرز برامج «مؤسسة الجليلة»، التي تُعنى بتوفير التدريب السلوكي لأهالي الأطفال ذوي الإعاقة، وكانت زعفرانة من أكبر الخريجات في احتفال تخريج الدورة، الذي نُظم في مجمع محمد بن راشد الأكاديمي الطبي، وتستعد للمشاركة في دورة عن تعليم أهالي ذوي الإعاقة استخدام الحاسب الآلي في جامعة أبوظبي قريباً.

تقول زعفرانة لـ«الإمارات اليوم» إنها «نذرت نفسها لخدمة ابنتيها من دون الاستعانة بمتخصصة تعتني بهما في ظل وجودها، ما جعلها تقترب منهما أكثر وتعي احتياجاتهما بشكل أكبر».

وتضيف: «حرصت على توفير التعليم والمهارات المناسبة التي تتلاءم وحالتهما الصحية، إذ درست ابنتي حمدة حتى الصف الخامس في إحدى المدارس الحكومية، كما حصلت مريم على تعليم جيد، بالنسبة لإصابتها بـ«متلازمة داون»، في إحدى المدارس الخاصة، وكذلك قمت بإلحاقهما بمركز أبوظبي لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، لتحقيق الرعايتين الاجتماعية والنفسية لهما، وتأهيلهما للاعتماد على الذات استعداداً لاندماجهما في المجتمع».

وتذكر زعفرانة «لم أكتف بتعليمهما وإكسابهما المهارات، بل عمدت إلى إلحاقهما بنادي أبوظبي لذوي الاحتياجات الخاصة، التابع لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانيّة، للحصول على التدريبات الرياضية التي أبرزت إمكاناتهما المتنوّعة، حيث أثبتت حمدة جدارة كبيرة في رياضات عدة، كألعاب القوى وكرة السلة، أما مريم فقد تمكنت بقوة من رياضة البولينغ».

وأوضحت: «أرافق حمدة ومريم بالباص أثناء ذهابهما إلى التدريبات، وأظل أراقبهما فرحاً وحرصاً على سلامتهما، وكذلك الحال بالنسبة لمشاركاتهما الخارجية، بعدها تم تعييني مشرفة على الباص».

نجحت حمدة ومريم في جني العديد من الميداليات الذهبية خارج الدولة تحت اسم الإمارات، وقد فازت حمدة بذهبية من تونس، وذهبيتين من سورية، وذهبيتين من اليونان، وظفرت مريم بذهبية وفضية من سورية، وذهبية وبرونزية من اليونان.

تويتر