الإعلام حلمه الضائع.. والكشافة عشقه الدائم

«رفيع» لواء يجوب الجبال والوديان بدراجة نارية

صورة

يحلم مساعد القائد العام لشرطة دبي لخدمة المجتمع والتجهيزات، اللواء عبدالرحمن محمد رفيع، بالعمل في مجال الإعلام منذ طفولته، لكنه وجد الأبواب مغلقة أمامه، فانخرط في المجال العسكري من بوابة حبه لعمل ونشاط الكشافة، وعلى الرغم من انشغاله في العمل، إلا أنه يعطي جانباً من وقته، لممارسة هواياته القديمة، خصوصاً التصوير والزراعة وركوب الدراجات النارية واكتشاف المناطق النائية وارتياد الجبال والنزول إلى الوديان بالدراجة النارية التي يجيد استخدامها منذ الصغر.

ذكريات الحلوى العمانية

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/05/141022.jpg

قال مساعد القائد العام لشرطة دبي لخدمة المجتمع والتجهيزات، اللواء عبدالرحمن محمد رفيع، أنه ولد في فريج البطين من منطقة الرأس بديرة، لافتاً إلى أن أعيان البلاد كانوا يتسابقون بالخيول في هذه المنطقة، وكان الأكابر من القوم يتراهنون على الشارة، وكثيراً ما كانوا يتوقفون أمام دكان الحلوى لتناول بعضها، وكان تناول الحلوى العمانية آنذاك نوعاً من الوجاهة، لأن سعر السكر كان غالياً، وهو المكوّن الرئيس، خصوصاً بعد انقشاع الحرب العالمية وشح الأسواق، ومن يفوز بالسباق يحصل على كميات من الحلوى العمانية، وتلك الحياة البسيطة أثرت في شخصيتي.

وتابع أن «الحياة كانت قاسية والموارد قليلة، إلا من يسافر إلى العمل أو التجارة أو ارتياد مهنة الغوص وهي شاقة، وكان والدي، رحمه الله، يعمل في شركة بابكو في البحرين، ومعظم أهل البلاد كانوا يعملون في دول الخليج التي سبقتنا للثروة البترولية، خصوصاً أن الموارد كانت شحيحة، وبالتالي كانوا يسافرون من أجل العمل».

وأضاف أن الحياة علمتنا كيف نوجه أنفسنا، ولا أذكر أن والدي قال لي لا تدخن أو ادرس أو أفعل كذا واترك كذا، بل كنا نوجه أنفسنا، لذلك نادراً ما يقوم أحد في الفريج بارتكاب سلوكيات مشينة.

وفاقت مسيرة عطائه الأمني 47 عاماً، قدم خلالها الكثير في المجال الشرطي، عاصر عدداً من القيادات الأجنبية للأجهزة الأمنية مثل قائد شرطة دبي، بريكس، في فترة السبعينات.

ويقول رفيع لـ«الإمارات اليوم» إنه كان يحلم في بداية حياته بأن يصبح إعلامياً ذا شهرة واسعة يعرفه كل الناس من خلال العمل في الإذاعة، لأنه كان يهوى الإعلام والتصوير، لافتاً إلى أن مشاركاته في معسكرات الكشافة أسهمت في إقامة علاقات مع الإعلاميين، وعمل صداقات مع المؤسسات الإعلامية، وبات يتردد على تلفزيون دبي والدخول إلى استوديوهاته بشكل شبه يومي.

وأضاف أن شخصين شجعاه على التقدم إلى وظيفة مذيع، المغفور له المذيع، خلفان المر، وصابر محمد من إذاعة صوت الساحل من الإمارات المتصالحة، التي كانت تبث من معسكر المرقاب أثناء حقبة الاستعمار البريطاني، لافتاً «تقدمت لاختبار وظيفة مذيع، وجاء الرد بعد أداء الامتحان أن صوتي غير إذاعي، والوجه ليس مناسباً للتصوير، أيام التلفزيون الأبيض والأسود، وهذا الجواب أحزنني لأنني أردت أن أكون مذيعاً، لكنه لم ينل من عزيمتي، أو يمنعني من المضي قدماً إلى الأمام».

وأشار رفيع إلى أن الكشافة كانت شغله الشاغل منذ أن كان طالباً في المراحل الابتدائية، عندما كان مفعماً بالحيوية والنشاط، واستمر في مجال الكشافة إلى الآن، حيث شغل منصب نائب رئيس مجلس إدارة كشافة الإمارات، ورئيس مجلس إدارة مفوضية كشافة دبي، موضحاً أن الكشافة هواية أثرت في شخصيته وعلمته الالتزام والجدية والانضباط، ومهدت إلى التحاقه بالعمل العسكري، وعلمته العطاء من دون انتظار المقابل.

وعن بداية حياته العملية أشار إلى أنه بدأ مشواره موظفاً في جمارك دبي، ولكن نظرته إلى ضباط الشرطة وعملهم كانت تجذبه لهذا العالم، والعمل العسكري كان يستهويه امتداداً للقناعة الكشفية، وبدأ العمل في العسكرية في عهد القائد الإنجليزي بريكس الذي كان يعمل في قوات كشافة ساحل عمان في إمارة الشارقة، وكان ضابط القيادة هو أول منصب ناله من القائد الإنجليزي، وشاءت الظروف أن يعمل في بداية السبعينات، وكانت القيادة لاتزال إنجليزية، ومن خلال خبرته الواسعة في مجال المستعمرات البريطانية تعلم منهم مهارات الإدارة والتنظيم، لأن الإنجليز بطبيعة تكوينهم معروف عنهم النظام والانضباط في المواعيد وحب التنظيم والترتيب.

وتخرج رفيع عام 1974 في مدرسة الشرطة برتبة ضابط قيادة عامة، وشهدت مسيرته تجارب متنوعة تبوأ خلالها مناصب عدة، إذ عمل في أقسام صيانة المباني والمنشآت والتجهيزات عند إنشائها، ثم انتقل إلى مبنى المكتب العام الخاص، واشتغل في شؤون الأفراد والشؤون الإدارية في القيادة، المعروف حينها بمكتب القوة.

وعقب عهد القائد بريكس عمل رفيع في مركز شرطة المرقبات كضابط مناوب ليتحول لاحقاً إلى إدارة المرور، وأثناء فترة عمله في القيادة شهد تأسيس وإدارة قسم التوثيق والإجراءات بنظام الميكروفيلم، ثم عين نائباً لمدير إدارة التخطيط والعلاقات العامة، وبعد تغيير مسمى الإدارة إلى التخطيط والتوجيه المعنوي أصبح مديراً لها، ومكث فترة طويلة في مسؤوليته الجديدة، ثم عاد إلى إدارة المرور في منصب مدير، وبعد إنشاء الإدارة العامة لخدمة المجتمع انتقل إليها ليكمل فيها رحلته ومسيرته الشرطية مساعداً للقائد العام لخدمة المجتمع والتجهيزات برصيد 47 عاماً في الخدمة العسكرية.

ويعشق رفيع التصوير وهو هواية قديمة مارسها في عام 1958 أثناء انضمامه للكشافة التي كان يحرص على الوجود فيها عند الصغر، كما يعشق ركوب الخيل والقراءة والاطلاع والسفر، إضافة إلى حرصه على اقتناء احدث الدراجات النارية والمحافظة على البيئة من حيث زراعة أشجار القرم في إجازة نهاية الأسبوع مع زوجته في منطقة رأس الخور، حيث حرص منذ السبعينات مع المغفور له، خلفان تميم، والد نائب رئيس الشرطة والأمن العام في إمارة دبي الفريق ضاحي خلفان تميم، على زراعة أشجار القرم لنشر الرقعة الخضراء في المنطقة.

تتكون أسرة رفيع من أربعة أبناء، ولدان وبنتان، أكبرهم ناصر يعمل في شركة إعمار العقارية، وسعود ضابط في شرطة دبي.

تويتر