المرشد الأسري

صورة

تقول القارئة (رانيا.ع) إن أكثر خلافاتي مع زوجي في كيفية تربية أبنائنا، إذ نختلف في أسلوب التربية فتنشأ بيننا الخلافات والنزاعات، كأن يجد الطفل المنع من أمه مثلاً ثم يرى العطاء من أبيه بكل رحب وسخاء.. فما الحل؟

 

يجيب المستشار الأسري عيسى المسكري:

التعاون في تربية الأبناء أمر غاية في الأهمية، والتكاتف في تعليمهم وسيلة ناجحة في تكوين شخصية الطفل، والتوافق بين أسلوب التأديب والتحفيز سلم يرتقي به الأبناء إلى قمة التفوق والإبداع، كما أن التناغم بين المنع والعطاء يصنع جواً هادئاً يشع بمكارم الأخلاق والصفات الحميدة، فالابن الذي يرى الاحترام والتقدير بين الوالدين تنشأ شخصيته مستقلة تقدر ذاته وتحترم الآخرين بعيداً عن ازدواجية السلوك، وتضارب الرأي والتفكير، وما يراه الطفل من ازدواجية التعامل بين الوالدين، كأن تكون الأم حازمة والأب لا يكترث بها بل يعاكسها في التربية، عطفاً وحناناً، يدفع الطفل إلى الانحراف السلوكي والاضطراب النفسي، ويقلل من شأن أمه التي تعد مصدراً أساسياً في التربية، فيتعلم من خلالها آفات التمرد والعصيان. الطفل يحتاج دائماً إلى رؤية التناغم الخطابي بين الوالدين، ويسمع لغة الانسجام بينهما، فيقتنع بما يراه ويسمعه ويلمسه، وقد تؤدي الخلافات الزوجية وكثرتها إلى صرف جلّ وقت الوالدين في حلها، كما أن المشكلات بذاتها ترهق الذهن وتتعب الأعصاب، وتصرف كل مسؤول عن مسؤوليته في التعليم والتربية، فالحياة العاطفية بذاتها تربية، والتوافق السلوكي خصلة نغرسها في نفوس الأبناء، ولغة الحب بين الوالدين مدرسة للأخلاق، والحوار الهادف مهارة راقية للأجيال المقبلة.

 

تويتر