أسست شركة للتدريب المهني وتخطط لنشر فكرتها في مـنطقة الشرق الأوسط

الزعابي تنمّي مهارات وإبداع الموظفين بـ «الليغو»

صورة

اتجهت المواطنة طريفة الزعابي، إلى تأسيس شركة خاصة، ترعى التدريب المهني وتطوير مهارات الموظفين حتى يستطيعوا التعبير عن أفكارهم بطريقة جديدة بعيدة عن الروتين، لإيمانها بأن الموظف يجب أن يحس بانتمائه إلى مكان عمله لزيادة الإنتاجية والعمل بمنطق الفريق الواحد.

وقالت الزعابي إن المؤسسة «جو – جلوكل» لديها ثلاثة برامج لتدريب الموظفين في الشركات، والشباب، والأطفال بمساعدة أربعة مدربين، وتم تطوير عمل الشركة منذ افتتاحها في 2010 لتشمل جهات حكومية وخاصة عدة في مناطق مختلفة بالدولة.

«جو ـــ جلوكل»

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/05/133382.jpg

أفادت المواطنة طريفة الزعابي بأنها اختارت اسم «جو-جلوكل» لمؤسستها بعد سماعها كلمة «جلوكالازيشن»، وهي كلمة دمجت بين العالمية والمحلية، قالها الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، بقصد أن تكون مصادر المعلومات متعددة في التعليم والتدريب. وأوضحت أن الكلمة كانت مصدر إلهام في تبني فكرة المشروع، بحيث يستطيع المدرب والمتدرب التفكير بالعالمية وتنفيذ مبادراته المحلية.


معرض الوظائف

قالت مؤسسة شركة «جو – جلوكل»، طريفة الزعابي، إن الشركة بدأت في تقديم برامج تطوير المهارات للباحثين عن عمل، بالمشاركة في معرض الوظائف بدبي منذ ثلاث سنوات، موضحة أن البرامج التي تقدمها الشركة تحفزهم على التفكير والنقد الذاتي وإعطائهم الفرصة لتشكيل مجسمات خاصة بقطع الليغو، وشرح الهدف من وجود كل قطعة في المجسم، حتى يستطيع الأشخاص التعبير عن أنفسهم بهذه الطريقة بوضوح أكبر مما يمكنهم فعله خلال المقابلات الوظيفية التقليدية.

وأشارت إلى أنه يمكن معرفة مستوى مهارات الباحثين عن عمل، ومستوى طموحهم، والخطط التي وضعوها لأنفسهم من خلال المجسمات التي يبتكرونها، وتستطيع الجهات والشركات الحكومية تطوير مهارات الباحثين عن عمل بعد رؤية أعمالهم في تشكيل المجسمات، ومعرفة النقاط التي يمكن تطويرها لديهم، وشرح ماهية استخدام الباحث القطع التي تمثل طموحه للمستقبل، وتفكيره الإيجابي، والمزايا الأخرى التي يراها في نفسه.

وروت الزعابي قصة نجاح شركتها الخاصة لـ«الإمارات اليوم» قائلة إن الفكرة بدأت لديها عند تقديمها رسالة الدكتوراه في 2009، إذ إنها بحثت في المسؤولية الاجتماعية الفردية، وتمكين الأفراد، مضيفة أن جميع الممارسات التي اطلعت عليها اعتمدت على التدريب النظري، خلال المراحل الجامعية، وتاريخ المسؤولية المجتمعية.

وأضافت أن دور المؤسسات التعليمية التي تقدم دورات لا تسعى لتقديمها شيئاً جديداً لينخرط الفرد في المسؤولية الاجتماعية، أو أن يقدم حلولاً جديدة، متابعة «فوجئت بأحد الأبحاث يقدم مكعبات (الليغو)، للمساعدة في ابتكار الأفكار للأشخاص، ومساعدتهم على تقديم حلول بناءة».

وأشارت الزعابي إلى أنها تواصلت مع الشركة المصنعة لـ«الليغو» في الدنمارك، للاطلاع على الفكرة والتدرب عليها، وسافرت إلى الدنمارك مدة أسبوعين للاستفادة من تجارب الشركة المصنعة، والتعرف إلى مبدأ التدريب وزارت مؤسسات عدة تطبق الفكرة ذاتها للإطلاع على طريقة عملها.

وأكملت أنها بعد أن تعرفت إلى مبدأ التدريب باستخدام قطع الليغو، رأت أن تدرس المشروع جيداً، وتعرف نقاط الضعف في أساليب التدريب والمراكز التي تتبعها، وتطوير المشروع لحل المشكلات الاجتماعية، إلا أنها واجهت صعوبة في تفهم الأشخاص الآخرين لفكرة التدريب باستخدام القطع، مضيفة أن البعض يرى «الليغو» لعبة للأطفال ولا يمكن للبالغين استخدامها.

وشرحت «متخذو القرار في مراكز التدريب والأفراد لم يتقبلوا فكرة التدريب باستخدام القطع، أو كيف يمكنهم الحضور إلى ورشة العمل دون إحساسهم بتضييع الوقت؟»، مضيفة أنها عندما لم تجد دعماً للفكرة، نصحها أحد معارفها بالاستعانة بمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم لدعم مشاريع الشباب، لتبني الفكرة.

وأوضحت أنها تلقت الدعم المعنوي أكثر من المادي، خصوصاً في الإعلان عن المشروع والتواصل مع مراكز التدريب، وبعد التخطيط ووضع الاستراتيجيات للمؤسسة لمدة عام كامل، تمكنت من البدء بالتدريب في 2010، كمؤسسة اجتماعية غير ربحية، غرضها التدريب والتوعية بأهمية التحليل والنقد البناء باستخدام قطع الليغو.

وذكرت الزعابي أن المؤسسة تستهدف ثلاثة شرائح للتدريب، وهم الشركات والمؤسسات، والأفراد والمجموعات، والأطفال بشكل عام، مضيفة أن لكل مجموعة برامج محددة للتدريب تتناسب والأعمال التي تقوم بها، والفئة العمرية المحددة.

وتابعت أن الشركات يجب أن تركز برامجها على العمل والإنتاجية في القطاعات المختلفة، والتركيز على شعور الموظف بانتمائه إلى مكان عمله، ويمكن الوصول لها من خلال إشراك متخذي القرار والمسؤولين في الشركات والهيئات مع موظفيهم باستخدام المكعبات، وتعزيز روح الفريق في ما بينهم، وبالتالي تزيد الإنتاجية، مضيفة أن الفائدة يمكن رؤيتها مباشرة بعد التدريب، ويستطيع الفرد الحكم على عمله والتطور فيه في الوقت نفسه.

وأضافت أن برامج الشباب تتضمن تطوير المهارات القيادية لديهم «بما أن الشباب لديهم فضول أكبر وتجاوب أسرع، خصوصاً الذين تراوح أعمارهم بين 11 و18 عاماً»، لافتة إلى أنها «تعاونت مع هيئة الشباب والرياضة، ومراكز الأميرة هيا في دبي، إذ إن تعاونها أكبر في إيجاد حلول لتدريب الشباب باستخدام الطرق الحديثة».

وأكدت أن إشراك الأطفال في التدريب كان الأسهل، لأنهم يحبون قطع الليغو، واللعب بشكل عام، مضيفة أنهم بدأوا مع نادي السيدات في الشارقة، ومدينة الطفل في دبي، وإنشاء أكاديمية للعب لتنمية التعاون بين الأطفال وسلاسة الحوار في ما بينهم، وحل مشكلة الفراغ، والتقليل من استخدامهم الألعاب الإلكترونية، خصوصاً بالتركيز على ذوي الإعاقة الذين يعانون بطء التعلم وطيف التوحد.

وأشارت الزعابي، إلى أنها عملت بمفردها خلال السنوات الثلاث الأولى، وكانت تنظم ورش عمل وتدريب للمؤسسات المتعاونة معها، وفي السنة الرابعة تم تعيين أربعة مدربين لتنظيم ورش العمل، خصوصاً بعد ازدياد الطلب على التدريب في مناطق مختلفة من الدولة.وأضافت أنها تفكر في التوسع ،خصوصاً بعد تلقيها طلبات للتدريب من لبنان والسعودية، ومصر لنقل التدريب باستخدام قطع الليغو، وإدخال الفكرة في جميع المؤسسات، مشيرة إلى أنها تحاول إقامة مركز متكامل لأكاديمية المكعبات في الدولة، ليتمكن أفراد الأسرة من قضاء أوقاتهم في المركز والاستفادة من التعلم وقضاء أوقات فراغهم.

ولفتت إلى أن لجنة الاختيار والموافقة على المشروعات في مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم لدعم مشاريع الشباب، وهي عضوة فيها، تبنت فكرة قطع الليغو لتقييم الأفكار التجارية وإيجاد الإيجابيات والسلبيات في كل فكرة، ومعرفة نقاط القوة وارتباط الشخص بالمشروع.

وأضافت أن المجموعات التي يشارك فيها أصحاب المشروعات في التدريب تساعدهم على تحسين مشروعاتهم قبل إعطائهم الموافقات النهائية، وبالتالي التقليل من خطورة فشل المشروع، وإعطاء صاحب المشروع القدرة على النظر إلى جميع نواحي الفكرة وأخذ الآراء من المجموعات.

تويتر