ترفض اعتبارهم «منتهي الصلاحية»

«تنمية المجتمع» تطلق مشروع «إسعاد كبار السن»

مجموعة من كبار السن خلال زيارة حديقة الزهور في دبي. من المصدر

أطلقت هيئة تنمية المجتمع في دبي مشروعاً لإسعاد كبار السن، خلال مؤتمر صحافي أمس، بالتعاون مع جمعية بيت الخير، بهدف إنشاء منظومة متكاملة من البرامج الاجتماعية والثقافية والترفيهية، تتضمن عقد ملتقيات وتأسيس أندية تنتشر في الاحياء السكنية، يكون الغرض منها إدماج كبار السن مع فئات المجتمع الاخرى، خصوصاً الذين يعيشون منهم بمفردهم، والذين وصل عدد المسجلين منهم في الهيئة، حسب أحدث الاحصاءات، 149 مسناً من إجمالي 486 مسناً يعيشون بمفردهم في إمارة دبي.

30 نقطة تبرّع

قال مدير عام جمعية بيت الخير، عابدين طاهر العوضي، إن الجمعية ستخصص 30 نقطة تبرع، تنتشر في المراكز والأسواق التجارية، والمواقع الأخرى في كل أنحاء الامارات، لجمع التبرعات المطلوبة لتنفيذ المشروع، حيث ستتوافر كوبونات بفئة 10 دراهم، وأخرى بـ50 درهماً، بالإضافة إلى إمكانية التبرع مباشرة على حساب الحملة في بنك دبي التجاري على رقم 1001246162.

وأضاف أن شريحة كبار السن تشكل إحدى الفئات المعرضة لتداعيات الضعف الجسدي والمادي، الأمر الذي حمل جمعية «بيت الخير» على التعاون مع هيئة تنمية المجتمع في دبي في حملة «إسعاد كبار السن» من أجل النهوض بهؤلاء الآباء، وحفظ شيبتهم، وحمايتهم من ضغط الحاجة وضعف المورد، ومآلات العجز والمرض».

يذكر أن الأموال، التي ستجمع لصالح الحملة، لن تستخدم في تقديم مبالغ مالية نقدية أو مساعدات عينية من التبرعات، بل سيتم تخصيصها فقط في الإنفاق على الخدمات التي تقدم لها.

وقال مدير عام الهيئة، خالد الكمدة، إن الهيئة ترفض إنشاء مراكز إيواء للمسنين، لأن ذلك يجعل التعامل مع فئة كبار السن كأنها منتج انتهت صلاحيته، في وقت تمثل فيه هذه الفئة الاصل والاساس في بناء البلاد، الأمر الذي يجعل رعايتهم والاهتمام بهم والاستفادة من خبراتهم وآرائهم واجباً إنسانياً واجتماعياً، يتسق مع أخلاق ومبادئ أبناء المجتمع الإماراتي.

وأشار إلى أن المشروع سيتكامل مع مشروعات الرعاية، التي تعمل الهيئة على تنفيذها لحماية ورعاية كبار السن، الذين يبلغ عددهم 8800 مسن في دبي، بحيث لا تقتصر الرعاية على تخصيص موظفين يتابعون حالاتهم الصحية والنفسية، وتدريب القائمين على رعايتهم، بل تتعداها إلى حمل كل فئات المجتمع، بما فيهم الاطفال على التواصل مع كبار السن، ومشاركتهم حياتهم اليومية، لافتاً إلى أن الهيئة بدأت في تأسيس أول مراكز اللقاء بالمسنين في منطقة البرشاء، الذي سيكون جاهزاً لاستقبال كبار السن وزوارهم من سكان الاحياء، فور الانتهاء من تأثيثه قريباً.

وأكد الكمدة أن حاجة كبار السن لا تقتصر على المتطلبات المادية، كتوفير الدواء والغذاء والمسكن، بل توجد حاجة نفسية واجتماعية يغفل عنها الكثيرون، رغم أهميتها، متابعاً أنه في الوقت الذي تجبر ظروف الحياة المعاصرة الأبناء على الخروج للعمل ساعات طويلة، ويبقى كبير السن دون رعاية أو مراقبة، فإن إيجاد البديل الذي يقوم برعايته بشكل مباشر، من خلال مراقبته الصحية، ومتابعة أدويته والعناية به يعد ضرورة أولية، غير أن شغل فراغ كبير السن، وملء وحدته ودمجه في المجتمع، تعتبر أيضاً ضرورة لصحته النفسية، التي تنعكس بشكل مباشر على مختلف جوانب حياته.

وستكون جمعية بيت الخير ذراع الهيئة في توفير مورد مادي لدعم المشروع، حيث سيتم جمع التبرعات والهبات عبر الجمعية، التي تتعاون مع الهيئة منذ عام 2010، في تنفيذ مشروعات اجتماعية، وستستخدم التبرعات لصالح خدمة الرعاية المنزلية التي تقدمها الهيئة لكبار السن، بالإضافة الى مشروع إسعاد كبار السن، الذي سيعمل على إيجاد منظمة متكاملة مكونة من جميع أفراد المجتمع لرعاية كبار السن.

تويتر