خطة لزراعته في الأراضي المهجورة بالدولة

حصد محصول «الكينوا» بديل القمح الشهر المقبل

تجربة زراعة «الكينوا» تمّت في 4 مواقع في الدولة وحققت 5 أطنان للهكتار الواحد. الإمارات اليوم

أفاد خبير التربة في المركز الدولي للزراعة الملحية في دبي (إيكبا)، عبدالله الشنقيطي، بأن «الدولة أجرت تجارب زراعية محلية لإنتاج نبات (الكينوا) بديلاً عن القمح، في نوفمبر وديسمبر الماضيين، وسيتم حصد الإنتاج الشهر المقبل، ووفقاً له سيتحدد الموسم الزراعي المناسب للنبات في الدولة».

وأضاف الشنقيطي لـ «الإمارات اليوم» أن «الدولة يمكنها الاستفادة من المزارع التي هجرها أصحابها بسبب ارتفاع نسبة ملوحة التربة، وتصل مساحتها إلى 10 آلاف هكتار على مستوى الدولة، لتعاد زراعتها بنبات أثبت قدرته على إنتاج ضعف المعدلات العالمية في أراضٍ مرتفعة الملوحة». وتابع أن «(الكينوا) أثبت نجاحاً كبيراً في الإنتاج محلياً، إذ حققت أربع مناطق في الدولة نسبة إنتاج تصل إلى خمسة أطنان للهكتار الواحد، بزيادة على المعدلات العالمية التي لا تزيد على طنين للهكتار»، وهذه المناطق عبارة عن محطات تابعة للمركز، الأولى في مقر المركز في دبي، والثانية في منطقة دبا، والثالثة في الحمرانية، والرابعة في مدينة الذيد، وزرع دونم واحد (1000 متر مربع) في كل محطة بالأصناف الخمسة التي تم انتقاؤها من بين 100 صنف تم استيرادها»، موضحاً أنه «يمكن الوصول بالإنتاج المحلي إلى 50 ألف طن إذا ما زرع في الأراضي المهجورة على مستوى الدولة».

«الكينوا»

يعد «الكينوا» من المحاصيل التي تنمو في جبال الأنديز في بوليفيا وشيلي والبيرو، وتستخدم بذورها لصنع الطحين والحساء وحبوب الإفطار، كما تعطي نتائج أفضل عند خلطها بدقيق القمح أو الذرة في صنع البسكويت وبعض أنواع الطعام. ويصل سعر الطن إلى 5000 دولار (18 ألفاً و300 درهم)، ما يعني وصول الميزانية التقديرية التي يتم توفيرها من شراء القمح إلى نحو مليار و284 مليون درهم (ما قيمته 350 مليون دولار)، فضلاً عن أنه سيوفر على الدولة استهلاك المياه العذبة في زراعته، وسيساعد أصحاب المزارع، التي تأثرت بارتفاع نسبة الملوحة ولم تعد تزرع، على إعادة استخدام هذه الأراضي.

ونظم، أمس، المركز الدولي للزراعة الملحية منتدى علمياً بعنوان: «الكينوا كمحصول جديد في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا»، شارك فيه عدد من الخبراء من المنظمات الدولية ومراكز البحوث والجامعات ووزارة البيئة والمياه، وافتتحه وكيل الوزارة المساعد للشؤون الزراعية والحيوانية، المهندس سيف الشرع، الذي أكد أهمية «الكينوا»، مشجعاً على تنفيذ المزيد من البحوث في الدولة للتعرف إلى خصائصه وإنتاجيته وقيمته الاقتصادية وإمكانية تأقلمه مع عوامل التغير المناخي.

وكان مدير عام وزارة الاقتصاد، المهندس محمد عبدالعزيز الشحي، قال في وقت سابق، إن «الدولة تنتهج خطة واضحة لتحقيق استراتيجية للأمن الغذائي، من أبرز خطوطها تقليل الاعتماد على واردات القمح، وزيادة البدائل المحلية له».

وأضاف أن «استراتيجية الدولة تتمثل في تنوع الناتج المحلي وتقليص الاستيراد، فيما ندعم التجارب التي من شأنها أن تعزز من الإنتاج المحلي للمحاصيل الزراعية، في سعي لتحقيق جزئي للاكتفاء الذاتي من القمح أو بدائله المدروسة، فضلاً عما يحققه ذلك من خطة الدولة في سبيل تحقيق الأمن الغذائي».

من جهتها، قالت المدير العام للمركز الدولي للزراعة الملحية، الدكتورة أسمهان الوافي، إن «آفاق استخدام (الكينوا) واعدة، ويبحث المركز إمكانية استخدامه محصولاً بديلاً لتغذية البشر والماشية في المناطق المتضررة بالملوحة في بعض دول الشرق الأوسط التي تعاني شح موارد المياه، والملوحة، خصوصاً التي يمثل الإنتاج الزراعي فيها حصة كبيرة من الناتج المحلي الإجمالي».

تويتر