طالب يحوّل زيت الطعام المستخدم إلى ديزل

المشرخ يشرح ابتكاره لزائرة في أحد المعارض العلمية. تصوير: نجيب محمد

نجح الطالب المواطن، محمد المشرخ، في تحويل زيت الطعام المستخدم إلى وقود الديزل الحيوي (البيو ديزل)، للاستفادة منه في الصناعات وتشغيل السيارات والماكينات التي تعمل بوقود الديزل، إضافة إلى استخراج مادة الجلسرين التي تستخدم في الصناعات الكيميائية، ويجري تجارب حالياً لتحويل زيت الطعام المستخدم إلى كيروسين خاص بالطائرات.
وأكد المشرخ، الذي يدرس الماجستير في الهندسة الميكانيكية بمعهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، عضو برنامج القادة، أن الديزل الناتج عن زيت الطعام المستخدم صديق للبيئة، ولا يتسبب في أي أضرار، ودرجة نقائه أعلى من الديزل المستخرج من مشتقات البترول.
وقال: «(البيو ديزل) الذي يتم إنتاجه من زيت الطعام المستخدم قادم من زيوت طبيعية، وله كفاءة الديزل العادي نفسها، ولا يؤثر إطلاقاً في الماكينة المستخدمة ويعطي قوة التشغيل والسرعة نفسيهما».
وأضاف «كلفة إنتاج (البيو ديزل) أقل بكثير من كلفة الديزل العادي، والمشكلة الوحيدة التي تقابلنا هي كيفية تجميع زيوت الطعام المستخدمة لإنتاج كميات كبيرة منها، وتحويلها إلى ديزل صديق للبيئة».
وأوضح أن عملية تحويل زيوت الطعام إلى ديزل تتم عبر استخدام مادة الميثانول، حيث يتم خلط 90% من زيت الطعام بـ10% من الميثانول، وتركهما لمدة ساعتين للتفاعل، ويتم عقب ذلك وضعه في أنبوب خاص بالترسيب، ثم تُستخرج منهما مادة الجلسرين المستخدمة في صناعة الصابون، وبعد ذلك يتم غسل «البيو ديزل» بالماء، وتصفيته ليخرج المنتج في صورته النهائية جاهزاً للاستخدام.
وأكد المشرخ أن الديزل الحيوي (بيو ديزل) سيحل العديد من المشكلات كالمحافظة على البيئة من التلوث، وضمان مورد طبيعي يمكن الاعتماد عليه في حال نضوب البترول المهدد بالنفاد، خصوصاً أن الاستهلاك الحالي للطاقة غير المتجددة كبير جداً، لافتاً إلى أنه سعى، من خلال دراسته، لتحويل زيوت القلي المستعملة إلى وقود حيوي بديلاً عن الوقود الأحفوري، نظراً إلى زيادة الاحتياج إلى وقود الجازولين والسولار.
وقال: «يجب تشجيع التجربة وتطبيقها بشكل أوسع، خصوصاً إذا استطعنا توفير كميات من زيوت الطعام المستعملة التي تقدّر كمياتها بآلاف الأطنان سنوياً، والاستفادة منها بدلاً من أن تصرف هذه الكميات من الزيوت المستعملة في المصارف، وتتسبب في تلوث بيئي كبير يُبذل في حلّها كثير من الأموال والطاقات المهدرة».
وتابع المشرخ «يعتبر الديزل الحيوي أحد أنواع الوقود النظيفة، إذ إنه قليل السُمية ويتحلل حيوياً، ولا يحتوي على عناصر تسبب بعد احتراقها انبعاث ملوثات للهواء الجوي مقارنة بالوقود البترولي، إضافة إلى أن تلك الزيوت النباتية التي استعملت في القلي تعالج بطرق بسيطة لتحويلها إلى سولار حيوي، للتخلص من درجة لُزُوجتها العالية التي تكوّن رواسب كربونية داخل ماكينات وآلات الاحتراق الداخلي، حيث يتم إجراء عملية أسترة عكسية باستخدام الميثانول»، لافتاً إلى أن تحاليل الديزل الحيوي الناتج عن زيوت الطعام المستعملة أكدت أنه مصدر جديد للطاقة صديق للبيئة، لا تنبعث منه غازات ضارة بالبيئة، إضافة إلى أنه غير سام.
 

تويتر