العامري: الغربة تعلّم الصبر واحترام ثقافة الآخر

يترقب المواطن أحمد صالح العامري (24 عاماً)، تخرّجه بعد أسبوعين بدرجة البكالوريوس في مجال الهندسة الصناعية والإدارة الهندسية من «جامعة ولاية أريزونا» الأميركية، لتحقيق طموحه في «دعم تطوّر المجال الاقتصادي المحلي، بأقل كلفة وأعلى جودة».

يدرك العامري، المبتعث من مكتب بعثات رئيس الدولة، أهمية تخصصه الذي يهتم، على حد قوله، بـ«تصميم وعمل الآلات والمعدات، مع الأخذ في الحسبان طبيعة البشر الذين سيشغّلونها، وتكاليف تصنيعها وتشغيلها، ما يسهم في الحفاظ على الموارد بأقل التكاليف، لاسيما أن من الأهداف الرئيسة للهندسة الصناعية تنفيذ ما تريده الإدارة، بأقل كلفة وأعلى جودة ممكنة».

ويرى العامري أن تخصصه يسهم بشكل كبير في لعب دور بارز في «الاقتصاد المحلي، الذي يشهد انتعاشة جديدة، في ظل الاعتماد على قطاع النفط الخام مصدراً رئيساً للنشاط الاقتصادي».

ويصف تجربته في الغربة، التي يكمل فيها عامه الرابع، بـ«المدرسة الثرية، التي تعلمت فيها الكثير الذي جعلني أكثر وعياً ونضجاً في أمور الحياة، من خلال الاحتكاك والتعايش مع مجموعة واسعة من الأفراد، الذين ينتمون إلى جنسيات مختلفة وأعمار متفاوتة، ما أسهم في تكوين شخصيتي الجديدة».

وأضاف العامري «تعلمت من الغربة التعامل واحترام الآخر، وتقدير ثقافته، وكيف أكون شخصاً مسؤولاً قادراً على الاعتماد على نفسه في تدبير شؤونه قدر المستطاع، وبِتّ أدرك قيمة الأشياء التي تحيطني مهما كانت صغيرة، وأصبحت شخصاً صبوراً، الأمر الذي ترجمته بالتحكم في تنظيم الوقت للدراسة، في ظل ضغوط المواد الدراسية التي تجمع بين الجانبين النظري والتطبيقي العملي».

نجح العامري، الذي يدرس ويعيش في مدينة تمبي بولاية أريزونا، في التصدي لتحديات الدراسة، والتكيف مع الغربة والتعلم منها، إلا أنه لم يستطع تعويض ما يفتقد من «حنين الأسرة ودفئها وترابط وتكاتف أفرادها، فضلاً عن الأصدقاء الذين يواظب على التواصل معهم، والالتفاف حول مائدة واحدة يتذوق فيها المأكولات الإماراتية التقليدية».

يقضي العامري أوقات فراغه في ظل ضغوط الدراسة «في ممارسة أنواع مختلفة من الرياضة التي تُعد هوايته المفضلة، إلى جانب تنظيم الرحلات البرية مع أصدقائه».