محمد بن راشد: الإمـــارات عاصمة عالمية للعمل الإنسانيّ
أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، بتغيير مسمى يوم العمل الإنساني الإماراتي إلى يوم زايد للعمل الإنساني. وقال سموه إن زايد الخير هو المعلم، والقدوة الإنسانية، مؤكدا أن دولة الإمارات أصبحت اليوم عاصمة عالمية للعمل الخيري. وأضاف في كلمة وجهها الى شعب الإمارات: أنتم جميعا أبناء زايد، أنتم شعب الخير، مشيراً إلى أن «يوم زايد للعمل الانساني»، هو محطة سنوية لاستذكار وترسيخ قيم الخير والبذل والعطاء في نفوس الأجيال الجديدة، والتخطيط لسنة كاملة مقبلة من العمل الإنساني، ترسيخا لوضع دولة الإمارات عاصمة عالمية لعمل الخير، ومحطة دولية رئيسة لإغاثة الملهوف والمحتاج.
ورعى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، فعالية «يوم زايد للعمل الانساني»، الذي يقام لأول مرة في مركز دبي التجاري العالمي، تخليدا لذكرى الراحل الكبير المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه.
وجاء إعلان يوم رحيل الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في 19 رمضان 2004، يوما للعمل الانساني، ليكون ذكرى سنوية لإحياء يوم العمل الخيري الاماراتي، خلال حفل خاص، عقد للإعلان عن بدء فعاليات يوم زايد للعمل الانساني، الذي سيتخلله ما يصل الى 1500 فعالية ومبادرة، تأتي في مقدمتها مبادرات مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الخيرية، ومبادرات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ومؤسساته الانسانية والخيرية.
وألقى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، كلمة، قال فيها إنه «لا يمكن الحديث عن عمل الخير في دولة الإمارات، من دون استذكار سيرة رائد العطاء والخير ومؤسس الدولة وباني سيرتها الإنسانية العالمية زايد رحمه الله، فهو المعلم وهو القدوة الإنسانية ليس فقط لشعب الإمارات بل للكثير من الشعوب في مجال العمل الخيري والإنساني، ولعل أهم ما كان يميز زايد رحمه الله في العمل الإنساني، هو أنه جزء أساسي من فطرته، وطبيعته، وحقيقته».
وتحدث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد عن زايد الخير، قائلا: «عاشرت زايد وصحبته، وتعلمت منه الكثير، كان رحمه الله يحب الناس، ويرحمهم، وكان يفرح كثيرا إذا رأى الراحة والرضا على وجوه الناس إذا أعطاهم، تبرعاته وعطاياه المعلنة كثيرة وأكثر منها ما كان تلقائيا وغير معلن، كانت حياته اليومية مليئة بأعمال الخير هذا هو زايد الذي امتزج حب الخير بنفسه وروحه، وأصبح اسمه مرادفا للزيادة في العطاء والكرم».
وقال سموه: «لا يحتاج زايد لشهادتنا، فالله سبحانه وتعالى يعلم ما قدم، وأعماله الخيرية والإنسانية ما زالت عنه تتكلم، كان رحمه الله كالفارس كلما سمع استغاثة لباها، وكلما رأى كارثة سارع إليها، سيرته في كثير من الأقطار ما زالت حاضرة، ومحفورة في حياة الكثير من الشعوب، له وقفات تاريخية لا تنسى مع أبناء فلسطين، عبر مشروعات سكنية وتعليمية وصحية وعناية بالمعالم الإسلامية، وموقف واضح وصريح من قضية العرب الأولى، له وقفة إنسانية شهد لها العالم أجمع من المأساة الإنسانية في البوسنة والهرسك، وقفة ضد الظلم مع المستضعفين والمغلوبين، عبر مساعدات إنسانية وطبية وسكنية وحتى عسكرية. ولزايد بصمات وشواهد في كل مكان، تشهد له المدن التي أقامها في مصر والمغرب وباكستان وغيرها من الدول، وتشهد له المستشفيات، والمدارس، ودور الأيتام التي أقامها في عشرات الدول الآسيوية والإفريقية. كان رحمه الله شديد التأثر بالكوارث الطبيعية التي تصيب الشعوب الفقيرة، وكانت الإمارات أول الموجودين في موقع الكارثة لمساعدة الشعوب في الأوقات الحرجة. رسخت تلك المواقف العظيمة علاقات الإمارات مع الكثير من دول العالم وأكسبتها احترام العالم وتقديره، وأصبحت الدولة محطة إنسانية مهمة عالمياً. ولكن الأهم من ذلك كله هو شيء آخر، لقد أحبتنا كثير من شعوب العالم بسبب زايد رحمه الله».
وأكد سموه أنه «يمكن بناء علاقة متميزة مع حكومة أخرى، وفق مصالح مشتركة، ولكن لا يمكن كسب حب شعوب بأكملها بسهولة، يحتاج ذلك الى قائد تاريخي، له نظرة إنسانية واسعة، وإحساس كبير بمعاناة واحتياجات الشعوب الأخرى. أعظم إرث تركه زايد رحمه الله لنا هو محبة الكثير من شعوب العالم لشعب الإمارات، والتقدير والاحترام الذي يحصل عليه أبناء الإمارات أينما ذهبوا، عندما يفاخر الناس بإنجازات نحن نفاخر بزايد، وعندما يتحدث الناس عن تاريخ نتحدث نحن عن زايد، وعندما يتكلمون عن فعل الخير فيكفينا أننا نمضي على طريق زايد، واليوم نرى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله مستمراً على مسيرة والده، يمد يده لكل الشعوب، ويكمل مسيرة عظيمة ابتدأها زايد رحمه الله، وإخوانه يسابقونه في ذلك، وشعب الإمارات يتبعهم ويقتدي بهم ويسابق معهم في عمل الخيرات ولله الحمد والمنة.
خليفة بن زايد هو امتداد لزايد رحمه الله، يده بالخير معطاءة، ونفسه للبذل تواقة، وهمته لعمل الخير لا يدانيها همة ولا يسابقها أحد، هو صاحب القلب الإنساني المرهف، واليد البيضاء السباقة لكل خير». وقال سموه في كلمته: «بحمد الله ونعمته استطاعت حكومة الإمارات وشعب الإمارات تحويل الأعمال الإنسانية والخيرية إلى مؤسسات نظامية تطبق أفضل المعايير الإدارية والنظم المالية المتقدمة، وذلك بهدف استدامة الخير واستمراريته وضمان فاعليته ووصوله لكل محتاج، بل أكثر من ذلك أنشأنا وزارة للتنمية والتعاون الدولي بهدف تعزيز هذه المساعدات وتطويرها وتوفير الدعم لها والنهوض بقطاع المساعدات الخارجية لمستويات جديدة عبر تعاون دولي وإنساني واسع».
وختم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد قائلاً، إن «أعظم ما نتذكر به زايد، وأكبر ما قدم لنا جميعاً هو أنه كان يبني الإنسان، بنى زايد شعبا متعلماً، طموحاً، منفتحاً، وغرس في هذا الشعب أجمل معاني البذل والعطاء وحب الخير، أقول لشعب الإمارات، أنتم جميعا أبناء زايد، أنتم شعب الخير ودولة الإمارات هي دولة الخير، فحافظوا على عمل الخير واستمروا عليه. نريدها ثقافة وعادة وجزءا أساسيا من حياتنا ومن هويتنا في جميع أبناء شعب الإمارات، نريد أن نورثها لأبنائنا ونغرسها في أجيالنا، نريد أن تستمر دولة الإمارات محطة انسانية للمحتاج والملهوف، لأن هذا هو شكر نعم الله التي أنعم بها علينا، ولن يبقى للإنسان إلا ما قدم من عمل الخير. وأكد سموه الاستمرار في إطلاق المبادرات الإنسانية بشكل دائم، وقال: لن نتوقف، كلما أعطينا أكثر زادنا الله من نعمه، عطاء واستقرارًا وأمناً وأماناً وراحةً وحياةً كريمة.
إضاءات من الحدث
•• استهل الحفل بكلمة أثنت على جهود الوالد المؤسس، الشيخ زايد بن سلطان، التي أسهمت في نشر ثقافة العمل الانساني على مستوى العالم. وذكّرت الكلمة بدور الشيخ زايد، وإسهاماته التي اقترنت بشتى أنواع العطاء والخير في كل بلدان العالم، مشيرة إلى أن اسمه اقترن دوما إما بمسجد أو مدرسة أو إسكان، أو مركز بحث وعلم، أو دار لرعاية الأيتام، أو مركز لعلاج ذوي الإعاقة، وما الى ذلك من المشروعات الانسانية والخيرية، التي أسسها في بلدان ومدن، امتدت في كل أصقاع الارض.
•• نوهت الكلمة بجهود صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لاسيما في الحملة الإنسانية، التي أطلقها لكسوة مليون طفل في العالم، وتجاوزت الحدّ في أقل من 10 أيام. وجاء في مراسم الحفل الخاص بالإعلان عن يوم زايد للعمل الانساني، عرض لمادة مرئية، ألقت الضوء على مسيرة الشيخ زايد في ترسيخ أسس العمل الانساني الاماراتي، وجهود القيادة التي حملت نبراس العطاء معه، ومن بعده لتصبح اليوم دولة الامارات العربية المتحدة من أهم الدول المؤسسة والداعمة للعمل الانساني الخيري والتنموي على مستوى العالم.
•• في ختام الحفل، تسلم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عدداً من شهادات الشكر من ممثلي المنظمات الدولية الانسانية، وعلى رأسهم ممثل عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي أشاد بإسهامات الإمارات، وأعرب عن تقديره والمنظمة الدولية للجهود والدور المهم الذي تقوم به دولة الإمارات، في مجالات دعم عمل وأنشطة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، في مجال العمل الانساني.
مؤسسات خيرية إماراتية
•• مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان: واحدة من أكبر المؤسسات الإنسانية المانحة، التي تدعم شعوب العالم العربي والإسلامي، إضافة الى المؤسسات الإماراتية المانحة الأخرى.
•• صندوق أبوظبي للتنمية: مؤسسة مستقلة تملكها حكومة أبوظبي. وقد أنشئ الصندوق بأمر من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في يوليو 1971، بهدف توفير المساعدة للبلدان النامية أساساً على شكل قروض ميسرة للمشروعات.
•• هيئة الهلال الأحمر الإماراتي: تأسست في عام 1983 فهي المؤسسة الرئيسة لدولة الإمارات المعنية بالإغاثة، وهي جهة مستقلة تضطلع بدور ريادي في الأنشطة الإنسانية نيابة عن الحكومة الإماراتية.
•• مؤسسة دبي العطاء: أنشئت في سبتمبر من عام 2007 من خلال حملة جمع التبرعات، والتي لاقت نجاحاً منقطع النظير، والتي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وتبرع سموه بقيمة مساوية لما تم جمعه من قبل المتبرعين لنشر التعليم باعتباره الوسيلة الفعالة لمعالجة ظاهرة الفقر.
•• مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية: تأسست في عام 1997 وهي تتولى تقديم المساعدات داخل الدولة وخارجها، إذ تقدم مساعدات تشمل بناء المستشفيات والمدارس والمساجد وحفر الآبار والاستجابة لحالات الطوارئ، سواء أكانت كوارث طبيعية أو من صنع الإنسان.
•• هيئة آل مكتوم الخيرية: أطلقت أنشطتها في قطاع المساعدات الإنسانية في عام 1997، لتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والصحية والتعليمية.