دشن «ميناء خليفة» وشدّد على تطوير الكوادر الوطنية واستيعابها في مختلف التخـــصصات

رئيس الدولة: الإمارات ماضية فــي تنفيذ مشـروعاتها العملاقة

خليفة بن زايد دشن رسمياً ميناء خليفة بحضور محمد بن راشد. وام

اعتبر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، تدشين «ميناء خليفة» نقطة مهمة في مسيرة التحديث، التي تشهدها الإمارات بسواعد أبنائها.

وأكد سموه أن الإمارات ماضية في تنفيذ مشروعاتها العملاقة الهادفة إلى دعم اقتصادها الوطني، مشدداً على تطوير الكوادر البشرية الوطنية، واستيعابها في مختلف التخصصات.

وكان سموه دشن في أبوظبي، أمس، «ميناء خليفة»، بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية.

إلى ذلك، أكدت شركة أبوظبي للموانئ أن ميناء خليفة سيناول جميعِ أنواع البضائع، مع التركيزِ على التعامل مع السفن العملاقة، مشيرة إلى أن الاستطاعة التشغيلية للميناء حالياً تصل إلى ‬2.5 مليون حاوية سنوياً، وأنها قابلة للزيادة إلى ‬15 مليون حاوية.

وتوقعت أن يستقبل الميناء أكثر من مليون حاوية نمطية العام المقبل، كما أن من المتوقع أن يستقبل الميناء نحو ‬800 ألف حاوية بحلول نهاية العام الجاري.

مسيرة التحديث

تفصيلاً، قال صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، إن «تدشين (ميناء خليفة)، الذي بني وفق أحدث المعايير العالمية، سيكون نقطة مهمة في مسيرة التحديث والتطوير التي تشهدها بلادنا بسواعد أبنائها، والاستفادة من الخبرات العالمية»، معرباً عن اعتزازه بإقامة المشروعات التي تصب في مصلحة الوطن والمواطنين، وتعزز اقتصاد الدولة الوطني».

وأكد سموه توافر الدعم اللازم لقطاع النقل البحري في الدولة، خصوصاً «ميناء خليفة» لاستكمال مراحل بنائه، ليكون أحد أهم الموانئ التجارية في المنطقة، وعلى مستوى الشرق الأوسط، وحلقة وصل بين مناطق العالم الاقتصادية، من خلال الاستفادة من موقعه وموقع الإمارات الاستراتيجي.

وأضاف سموه أن «افتتاح هذا الصرح الضخم، يعزز من توجهاتنا نحو استكمال (رؤية أبوظبي ‬2030) بخطوات واثقة، وبما يسهم في استمرار عملية النمو التي تشهدها الإمارات، بوتيرة عالية، بما يلبي طموحات أبناء الوطن في بناء قاعدة اقتصادية مهمة».

وأشار سموه إلى أن «الإمارات ماضية في تنفيذ مشروعاتها العملاقة الهادفة إلى دعم اقتصادها الوطني، وتطويره، للوصول إلى رفعة الوطن وتعزيز مكانته على خارطة الاقتصاد العالمي».

وأعرب سموه عن تقديره لكل الجهود الوطنية التي بذلت في إنجاز هذا الصرح الاقتصادي الكبير، مشدداً على أن «من أولوياتنا الاهتمام بدعم وتطوير الكوادر البشرية الوطنية، واستيعابها في مختلف التخصصات، لتأخذ دورها الفاعل في مسيرة تقدم وطننا الغالي ورفعته».

وتمنى سموه لجميع العاملين في الميناء النجاح في عملهم، بما يحقق الفائدة القصوى من الإمكانات الضخمة التي توافرت في الميناء ليكون ميناء خليفة أحد شرايين الحياة التي تربط بلادنا مع العالم الخارجي.

وكان صاحب السمو رئيس الدولة، دشن رسمياً «ميناء خليفة» بإدارة عجلة التحكم التي تمثل نموذجاً لدفة سفينة البوم كتب عليها «ميناء خليفة» ‬12/‬12/‬2012، إيذاناً بالافتتاح الرسمي للميناء.

واطلع سموه ـ عبر شاشة كبيرة ـ على مراحل وخطوات إنشاء الميناء من بداية العمل، وحتى وصوله إلى المراحل التشغيلية، لاستيعاب أضخم الناقلات في العالم، إضافة إلى ما يتمتع به الميناء من إمكانات عالية الجودة ومتطورة في مجال رافعات الحاويات.

مشروع عملاق

من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة شركة أبوظبي للموانئ، الدكتور سلطان أحمد الجابر، في كلمة له، إن «إنشاء ميناء خليفة، ومنطقة خليفة الصناعية، مشروعاً عملاقاً ومتكاملاً، يسهم في مواكبة النمو الاقتصادي الذي تشهده الإمارات»، مشيراً إلى أن «الميناء سيناول جميعِ أنواع البضائع، مع التركيزِ على التعامل مع السفن العملاقة، إذ إن عمق حوض المرفأ والقناة المؤدية إليه يصل إلى ‬16 متراً قابلة للزيادة حتى ‬18 متراً، وفي مجال الحاويات تبلغ الاستطاعة التشغيلية حالياً ‬2.5 مليون حاوية سنوياً، وهي قابلة للزيادة إلى ‬15 مليون حاوية».

وأكد أن «(ميناء خليفة) سيكون ركيزة أساسية في البنية التحتيّة لقطاع النقل البحري في الإمارات»، لافتاً إلى أن «الدول التي تواكب التطور في قطاع النقل وبنيته التحتية هي وحدها التي ستكون قادرة على القيام بدور فاعل في منظومة التجارة العالمية».

وقال إن «المشروع سيسهم في تهيئة مزيد من فرص العمل، إذ وضعت شركة أبوظبي للموانئ نصب أعينها توطين الموارد البشرية، من خلال برامج لتطوير وتدريب الكوادر الإماراتية».

مليون حاوية

إلى ذلك، توقع نائب الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي للموانئ، رئيس مجلس إدارة شركة مرافئ أبوظبي، الكابتن محمد الشامسي، أن يستقبل ميناء خليفة أكثر من مليون حاوية نمطية العام المقبل، مشيراً إلى أن من المتوقع أن يستقبل الميناء نحو ‬800 ألف حاوية العام الجاري.

وأوضح أن «ميناء زايد استقبل العام الماضي ‬767 ألف حاوية، وهي أقصى طاقة استيعابية له».

وقال الشامسي، في مؤتمر صحافي، أمس، على هامش الافتتاح الرسمي للميناء، إن «ميناء خليفة شهد أمس ثلاثة أحداث كبرى صاحبت حفل التدشين، أولها تصدير أول شحنة من منتجات مصنع الإمارات للألمنيوم (إيمال) من الميناء، وتمثلت هذه الشحنة في نحو ‬40 حاوية، ومن المقرر أن يتم زيادة عدد الحاويات قريباً، كما تم استقبال أول شحنة ديزل ومشتقات بترولية عبر الميناء، واستقبل الميناء سفينة البحرية الصينية العملاقة، التي تعد من أضخم سفن الشحن في العالم، والتي تحمل أكثر من ‬14 ألف حاوية».

تسهيلات

لمشاهدة المزيد من التفاصيل عن الموضوع ، يرجى الضغط على هذا الرابط.

وأوضح الشامسي أن «ميناء خليفة يقدم مجموعة من التسهيلات والحوافز، من أهمها التخليص المسبق للبضائع، وإنجاز جميع المعاملات إلكترونياً، ووجود ربط كامل كبير مع جميع الدوائر الحكومية والمعنية في أبوظبي، كما توجد في الميناء جميع الخدمات المقدمة من الجهات الحكومية التي تتعامل معها الشركات العاملة في مجال النقل والاستيراد والتصدير كخدمات الجمارك والتخليص والتفتيش، إضافة إلى الدفاع المدني ووزارة البيئة والمياه وجهاز أبوظبي للرقابة الغذائية، كما أن كل البوابات تعمل آلياً، ما ينعكس بصورة كبيرة على سهولة دخول وإخراج البضائع».

وحول كلفة المشروع، كشف الشامسي أن «الكلفة المبدئية لميناء ومدينة خليفة الصناعية بلغت ‬26.5 مليار درهم، إلا أن الشركة أنجزت مشروع الميناء في وقت قياسي وقبل موعده المحدد وبكلفة أقل».

وقال إنه «توجد حالياً بالميناء ست رافعات عملاقة ونحو ‬30 رافعة آلية، ومن المتوقع أن تصل الميناء ثلاث رافعات جديدة خلال الربع الأول من العام المقبل، وطلبت الشركة زيادة عدد رافعات التكديس لتصل إلى ‬12 رافعة خلال المرحلة المقبلة، ومن المقرر أن تصل ‬13 رافعة جديدة في عام ‬2014، للوصول إلى الهدف المتوقع باستقبال ‬2.5 مليون حاوية سنوياً».

وكشف الشامسي أنه «يتم حالياً إنشاء مركز تحكم رئيس لحركة جميع السفن في جميع الموانئ العاملة في أبوظبي»، مشيراً إلى أنه «تم تدريب نحو ‬150 مرشداً على ذلك، كما بدأت الشركة مشروع توطين المرشدين البحريين».

تويتر