72.6 ٪ من المواطنات لا يمانعن الزواج بشباب محدودي الإمكانات المالية

86 ٪ من المواطنين: تكاليف الزواج سبب العنوسة والاقتران بأجنبيات

الدراسة دعت إلى توسيع دائرة الوعي المجتمعي بدور «صندوق الزواج». الإمارات اليوم

حذّرت دراسة استطلاعية أعدها صندوق الزواج، خاصة بدراسة نسبة وعي الشباب المواطنين بضرورة تغيير العادات السلبية المتعلقة بتكاليف الزواج، من خطورة ظاهرة غلاء المهور على المستوى المجتمعي في الدولة، لافتة إلى أن تكاليف الزواج تلعب الدور الأبرز في تغذية ظاهرة الزواج بأجنبيات.

وأكد الصندوق أن الدراسة قدمت نتائج تتوافق مع أهدافها، وطرحت عدداً من الإجابات عن التساؤلات التي طرحتها إشكالية الدراسة بالنسبة لشروط قبول الزواج.

وتفصيلاً، أكد 91.7٪ من الشباب الذين شملتهم الدراسة أنهم لا يتفهمون سبب ارتفاع قيمة المهور، فيما رأى 86.8٪ أن تكاليف الزواج الباهظة هي السبب الرئيس لتأخر سن الزواج لدى الإماراتيات.

وأشار 86.1٪ إلى أن الزواج الجماعي يسهم في خفض تكاليف الزواج، وأكد 85.6٪ أن ارتفاع تكاليف الزواج يؤدي إلى الزواج بأجنبيات، فيما رأى 73.3٪ من المبحوثين أن تكاليف الزواج الباهظة لا تتناسب مع ظروف الحياة المعاصرة، ولفت 72.6٪ منهم إلى أنه لا مانع من قبول شباب من ذوي الإمكانات المالية المحدودة. وكشفت الدراسة أن 85.6٪ من الشباب يرون أن ارتفاع تكاليف الزواج يؤدي إلى الزواج بأجنبيات، وأشار 73.3٪ من المستطلعة آراؤهم إلى أن تكاليف الزواج الباهظة لا تتناسب مع ظروف الحياة المعاصرة، كما بينت أن نسبة وعي الشباب المواطنين من عينة الدراسة بخصوص المشكلات المترتبة على العادات السائدة التي تتمثل في مظاهر البذخ والمباهاة والمغالاة في المهور وتكاليف العرس بلغت أكثر من 73٪، ما يدلّ على أن هناك تغييرات عدة، إيجابية، أصابت المجتمع الإماراتي. وأكدت وزيرة الدولة، رئيس مجلس إدارة صندوق الزواج، الدكتورة ميثاء الشامسي، أن أهمية هذه الدراسة تكمن في ارتباطها بموضوع الزواج ومتطلباته التي أصبحت مشكلة تؤرق الشباب، وتجعل التفكير في الزواج أمراً مرهقاً للشباب وذويهم، في ظل ارتفاع تكاليف الزواج ارتفاعاً كبيراً ومتزايداً. وأوضحت أن صندوق الزواج يحاول من خلال هذه الدراسة معرفة رؤية الشباب، ومدى وعيهم بهذه المشكلة، والكشف عن توجهاتهم نحو تغيير العادات السلبية المتعلقة بتكاليف الزواج، بغرض اتخاذ الإجراءات اللازمة لتوعية الشباب والأهل، من خلال العمل على إقناعهم بالتقليل من مظاهر البذخ وصرف الأموال في غير مكانها.

وأفادت نتائج الدراسة بأن 88٪ من المبحوثين يعتقدون بأن السكن والمودة والرحمة أهم شروط قبول الزواج. كما أشار 72.6٪ إلى أنه لا مانع من قبول شباب من ذوي الإمكانات المالية المحدودة، وطلب 61.6٪ من المبحوثين أن يكون التزام الشخص بالأخلاق والمبادئ الدينية كفيلاً بقبوله زوجاً.

وبالنسبة لتغطية المهر ومتطلبات الزواج، أشار 74.7٪ منهم إلى أنه لا ينبغي على الأهل المبالغة في تقدير قيمة المهر لبناتهم، وأكد 52.8٪ وجود نوع من التباهي بالمهور المرتفعة لدى بعض الأسر.

وبالنسبة لمراسم الزواج ومتطلباته رأى 86.3٪ من المبحوثين أن أهل الزوجة من الممكن أن يسهموا في تحمل جزء من تكاليف الزواج، و71٪ رأوا أن الأفضل تغيير العادات التي تفرض على الشاب المقبل على الزواج تحمل نفقات الزواج كاملة، في حين رأى 70٪ أنه يتوجب على الشاب المقبل على الزواج تحمل تكاليف الزواج كافة.

وبالنسبة للمشكلات الأسرية المرتبطة بتكاليف الزواج، أشار 96٪ من عينة الدراسة إلى أن الزواج الناجح يتحقق بالالتزام بالمبادئ والقيم والاحترام بين الزوجين، ولا يتحقق بتكاليف الزواج، وأكد 93٪ من المبحوثين أن الأسر الناجحة تتأسس على العلاقات الطيبة والمبادئ الأخلاقية، وليس التركيز على قيمة المهر أو التكاليف.

وشدد 91٪ من المبحوثين على ضرورة تنسيق الشباب مع صندوق الزواج لما له من أثر في تحقيق استقرار الأسرة، ورأى 91٪ أن مشكلة تأخر سن الزواج بالنسبة للإماراتيات تتطلب جهود توعية لمواجهة ثقافة التكاليف الباهظة، وقال 90٪ منهم إنه لا ينبغي للأسر الإصرار على تحقيق طلبات مادية لا عائد منها. وأفاد 88.3٪ بأن من الممكن أن يشارك أهل الزوجة في تأمين بعض المستلزمات الخاصة بالعرس، و82٪ رأوا أن من الأفضل ألا يجبر الزوج على تحمل تكاليف الزواج كاملة. وأشار 76.5٪ إلى أن تكاليف الزواج لها علاقة مباشرة مع شروط قبول الزواج، و60.8٪ أكدوا أن الهدايا وما تمثله من قيمة مالية هي من العادات السلبية في تكاليف الزواج، و60.2٪ اعتبروا أن حفل الزواج ومتطلباته هو السبب في تكاليف الزواج الباهظة، فيما عزا 48.5٪ القيمة المرتفعة للمهر كأحد أسباب ارتفاع تكاليف الزواج.

وأكدت مؤسسة صندوق الزواج أن الدراسة كشفت عن حزمة من القضايا والإشكاليات المترتبة على الانسياق وراء ثقافة سلبية دخيلة، تتمثل في التمسك بمظاهر غير مرغوب فيها، ما أدى إلى التنافس بين العائلات على نوع من المظاهر المادية لتنظيم حفل الزواج. وأكد 66٪ من عينة الدراسة ضرورة تقبل الزواج بمتطلباته، على الرغم من وعيهم ضرورة تغيير العادات السلبية، و78٪ لفتوا إلى أن هناك علاقة وثيقة بين ظاهرة تأخر سن الزواج المواطنات والمغالاة في تكاليف الزواج، فيما رأى 54٪ من المبحوثين أنه ليس من الضروري أن تكون ظاهرة العنوسة نتاجاً مباشراً لتكاليف الزواج.

وأوصت الدراسة بالارتقاء بوعي الشباب المواطنين لتغيير العادات السلبية والدخيلة على الموروث الثقافي، والمتعلق بتكاليف الزواج، بضرورة وضع برامج لرفع مستوى الوعي لدى الشباب الإماراتي للتخلي عن مظاهر البذخ والإسراف في تنظيم حفلات الزواج، وتوجيه الإعلام لوضع برامج لتنمية الحس الوطني وتعظيم الوعي لدى الشباب وعائلاتهم بسلبيات العادات والتقاليد المتعلقة بمراسم الزواج.

ودعت التوصيات إلى توسيع دائرة الوعي المجتمعي بالدور الذي تؤديه «مؤسسة صندوق الزواج» في شأن دعم الأسرة الإماراتية، وتنمية الحس الوطني، وإعداد برامج أو رسائل إعلامية هادفة لنشر الوعي بين أبناء المجتمع الإماراتي حول الآثار السلبية التي تنتج عن زيادة تكاليف الزواج، وتشجيع المبادرات والأنشطة والفعاليات مع الشركاء، التي تعزز ثقافة الشباب نحو تيسير أمور الزواج ونبذ العادات والثقافات السلبية لمواجهة زيادة تكاليف الزواج.

وشددت التوصيات على أهمية الدعوة للتوسع في تنظيم حفلات الزواج الجماعي تحت إشراف صندوق الزواج، والتركيز على نشر القيم الأخلاقية الإيجابية في المجتمع الإماراتي من خلال تفعيل ذلك في برنامج «نحن في خدمتكم»، الذي يتيح مساحة واسعة للتواصل مع الشباب.

تويتر