تشمل ميثاقاً لترسيخ استخدامها ومجلساً استشارياً وكلية للترجمة ومعهداً لتعليمـــــــــها لغير الناطقين بها

محمد بن راشد يُطلق حزمة مبـــــادرات لتعزيز مكانة اللغة العربية

محمد بن راشد وحمدان بن محمد خلال استقبالهما رئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية حماية اللغة العربية. وام

أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حزمة مبادرات لتعزيز مكانة اللغة العربية في المجتمع، مؤكدا أن «رؤية الإمارات ،2021 تهدف إلى جعل الدولة مركزا للامتياز في اللغة العربية»، كما شدد سموه على أن «اللغة العربية هي أداة رئيسة لتعزيز هويتنا الوطنية لدى أجيالنا القادمة، لأنها المعبرة عن قيمنا وثقافتنا وتميزنا التاريخي».

فارس الكلمة

عقب الكاتب عبدالغفار حسين على مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الخاصة باللغة العربية وتمكينها، متناولا قصيدة سموه المعنونة باسم «اللغة الخالدة» بالتحليل، ومتطرقا إلى بعض أبياتها، لافتا إلى أنها تعكس اهتمام وعشق محمد بن راشد للغته العربية.

وقال إن مبادرة سموه تأتي في إطار المبادرات الطيبة، التي يطلقها صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، خدمة لوطنه ومجتمعه وشعبه.

وأشار عبدالغفار حسين إلى أن «قصيدة سموه، التي نشرت قبل نحو سنتين، تجلت فيها الصور اللغوية الجمالية في المعنى والمغنى، وهي قصيدة غرّاء ذات قافية، ليست بالسهلة، خصوصا على من لا يحسن فهم اللغة العربية فهما كاملا ولا يعشقها»، مضيفا أن «القصيدة فيها بُعْد حضاري وإنساني للأمة العربية الناطقة بلغة القرآن»، مستشهدا بحديث نبوي شريف يقول، أو ما معناه، إن العربية هي اللسان، فمن تكلم العربية فهو عربي.

وتجسد بعض أبيات القصيدة عمق الفكر وقوة العزيمة لدى محمد بن راشد، كما قال الكاتب الذي وصف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بـ«فارس الكلمة»، فهو الشاعر الذي يتلذذ بجمالية لغته وعمق معانيها ويتذوق شعره الذي ينظمه، لأنه يغوص في بحور اللغة، ويختار من أعماقها الكلمات والصور التشبيهية لأبيات قصائده، خصوصا الوطنية منها والغزلية.

وتقدم عبدالغفار حسين باسمه، وباسم المثقفين والأدباء وشرائح مجتمعنا كافة، بالشكر والعرفان إلى صاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي على رعايته الكريمة، ومتابعته الشخصية لهموم لغتنا العربية الجميلة، الغنية بالمعاني الإنسانية، والصور البلاغية.

هوية قومية

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أنه يدعم ويشجع كل المبادرات والأنشطة الجماعية أو الفردية، التي تهدف إلى نشر وتمكين لغتنا الأم في أوساط مجتمع الإمارات، معتبرا أن لغتنا هي هويتنا الوطنية والقومية، ومبعث عزتنا وتفاخرنا، وعلى الجميع الحفاظ عليها وحمايتها من العبث والإهمال.

جاء ذلك خلال لقاء سموه، بقصر البحر في دبي ظهر أمس، بحضور سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، رئيس وأعضاء مجلس إدارة جمعية حماية اللغة العربية في الدولة برئاسة وكيل وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع المساعد للشؤون الثقافية بلال البدور.

وشرح البدور لصاحب السمو نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي تاريخ نشأة الجمعية، التي تأسست عام ،1999 ورسالتها وأنشطتها وأهدافها المتمثلة في حماية لغتنا العربية ونشر ثقافتها في أوساط جيل الشباب، خصوصا في الجامعات والمدارس التي يتخرج فيها الطلبة دون الحدّ الأدنى من الإلمام بلغتهم الأم.

وأشار البدور إلى أن مجلس الإدارة مؤلف من سبعة شباب، من مختلف التخصصات العلمية، وتضم الجمعية في عضويتها نحو 700 عضو من أبناء وبنات الامارات.

ووجه سموه بضرورة متابعة ودعم جهود جمعية حماية اللغة العربية من مؤسسات المجتمع المدني الخاصة والعامة كافة، كي تتمكن من أداء رسالتها على أكمل وجه وتفعيل دورها الوطني، خصوصا لجهة تنظيم الدورات بالعربية، والمحاضرات، وتوفير الفرص المناسبة لشباب الوطن، كي ينخرطوا في مثل هذه الدورات اللغوية والثقافية التي تعزز شهاداتهم العلمية، مؤكدا أن مجتمعنا بحاجة ماسة إلى مثقفين ومتعلمين، متسلحين باللغة العربية لغة القرآن الكريم.

دبي ــ وام

وقال سموه إن «لغتنا العربية لغة حية غنية، نابضة بالحياة، بقيت محافظة على أصالتها لأكثر من 2000 عام، وتتميز بقدرتها على مواكبة الحاضر والمستقبل، والإسهام في الحفاظ على اللغة العربية هو قيمة إسلامية، وفريضة وطنية، وترسيخ لهويتنا وجذورنا التاريخية».

وشملت المبادرات ميثاقا للغة العربية لتعزيز استخدامها في الحياة العامة، ومجلسا استشاريا برئاسة وزير الثقافة لتطبيق مبادئ الميثاق، ورعاية الجهود الهادفة لتعزيز وضع اللغة العربية، إلى جانب مبادرات أخرى تتعلق بإحياء اللغة العربية لغة للعلم والمعرفة، وإبراز المبدعين من الطلبة فيها، تشمل إطلاق كلية للترجمة، ومعهد لتعليم العربية لغير الناطقين بها، إضافة إلى مبادرة إلكترونية، لتعزيز المحتوى العربي على شبكة الإنترنت.

وتم الإعلان عن المبادرات، خلال تدشين الجلسة الأولى لمجلس محمد بن راشد للسياسات، الذي أمر سموه بإطلاقه ليكون قناة جديدة للتواصل مع فئات المجتمع كافة، ومنصة جديدة لطرح الأفكار الوطنية المبدعة.

وأكد سموه أن «تعزيز مكانة اللغة العربية يمثل مصلحة وطنية رئيسة، لأن الهوية الإماراتية مرتبطة بشكل كبير باللغة العربية، فهي أداة الفكر، ووعاء الثقافة، وهي المعبرة عن قيمنا وأصالتنا وجذورنا العربية والإسلامية، ولابد لأبنائنا أن يرتبطوا بثقافتهم ومجتمعهم وقيمهم».

وتشمل حزمة المبادرات، أيضا، ميثاق اللغة العربية الذي يهدف إلى تعزيز وضع اللغة العربية، والتركيز على مكانتها في المجتمع، وليكون مرجعا لجميع السياسات والقوانين المتعلقة بحماية اللغة العربية، وتعزيز استخدامها في الحياة العامة، مثل استخدام اللغة العربية في التعاملات الحكومية الداخلية والخارجية، وفي الخدمات الحكومية كافة المقدمة إلى الجمهور، وإعطاء الأولوية بالبرامج الإعلامية على القنوات المحلية للغة العربية، إضافة إلى توفير المعلومات التي يحتاج إليها المستهلك باللغة العربية، بجانب اللغات الأخرى.

أما المجلس الاستشاري للغة العربية، الذي أطلق أيضا في الجلسة نفسها، فسيكون مسؤولا عن رعاية ودعم الجهود الرامية إلى تطبيق مبادئ وتوصيات ميثاق اللغة العربية، ويترأسه وزير الثقافة، فيما يضمّ نخبة من العلماء والأكاديميين والمتخصصين، ويشرف المجلس على تعزيز ورعاية جهود الحفاظ على اللغة العربية على مستوى الإمارات، وتنسيق الجهود الحكومية والأهلية في هذا المجال.

كما أعلن عن تشكيل لجنة خبراء عربية دولية، تهدف إلى إعادة إحياء اللغة العربية لغة للعلم والمعرفة، وتحديث أساليب تعليمها، وتقديم نموذج عصري لتعليمها، بما يعود بالفائدة على الدول العربية كافة، وليس على دولة الإمارات وحدها.

ويترأس اللجنة الدكتور فاروق الباز، فيما تضمّ أعضاء بارزين من العلماء والكتاب والتربويين، إضافة إلى شخصيات عالمية من الخبراء بأساليب تعلم اللغة العربية واللغات الأخرى، وستكون أولى مهامها إعداد تقرير يتضمن مقترحات تطوير تعلم اللغة العربية، ويكون مدخلا لتطوير مناهج اللغة العربية وأساليب تعليمها، بهدف إحداث تغيير جذري وشامل في هذه الأساليب، ويمكن للدول العربية كافة استخدام نتائج عمل اللجنة، بهدف إعادة مكانة اللغة العربية لغة حضارة وعلم وثقافة لهذه الأمة.

ومن ضمن المبادرات الجديدة والهادفة إلى تعزيز اللغة العربية في المدارس، تم الإعلان عن تنظيم مسابقات مدرسية في المدارس الحكومية والخاصة، تهدف إلى إبراز المبدعين والمتميزين في اللغة العربية من الطلبة، ورعايتهم، وستشمل المسابقات مجالات الكتابة، والخط العربي، والقراءة، إضافة إلى الشعر العربي، وستشرف على هذه المسابقات وزارة التربية والتعليم، ضمن سلسلة من الفعاليات السنوية الرئيسة، خلال العام الدراسي.

وتشمل المبادرات التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، معهدا لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها عن طريق جامعة زايد، وهو أول معهد سيكون ضمن شبكة من المعاهد، وسيتم التعاون فيه مع الجامعات المتخصصة حول العالم لإيفاد الطلاب والبعثات لتعلم اللغة العربية في الإمارات، ليشكل فرصة لجميع المهتمين حول العالم بالاطلاع على التراث العربي الغني، كما يهدف المعهد إلى تلبية الطلب المتنامي عالميا على تعلم اللغة العربية، لتكون الإمارات مركزا رئيسا لذلك على مستوى المنطقة.

ومن ضمن مبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لخدمة اللغة العربية، الإعلان أيضا عن إنشاء كلية للترجمة ضمن مظلة كلية محمد بن راشد للإعلام بالجامعة الأميركية في دبي، تهدف إلى تخريج المترجمين، الذين ستتزايد الحاجة إليهم، خصوصا مع السياسات والقوانين الجديدة، التي ستعزز اللغة العربية في المجتمع، وتهدف الكلية إلى تعزيز وضع الإمارات مركزا حضاريا لترجمة العلوم والمعرفة، وحركة التعريب في المنطقة.

كما تم الإعلان أيضا في مجلس محمد بن راشد للسياسات عن مبادرة إلكترونية لتعزيز المحتوى العربي على «الإنترنت»، إذ سيشرف صندوق الاتصالات ونظم المعلومات، التابع للهيئة العامة للاتصالات، على هذه المبادرة، التي تهدف إلى تطوير الأدوات والبرامج التي ستعمل على تعزيز المحتوى العربي على الشبكة العنكبوتية، بالتعاون مع الباحثين والمهتمين في هذا المجال من المؤسسات والأفراد.

وتأتي مبادرة مجلس محمد بن راشد للسياسات بناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لتعزيز التواصل مع المجتمع بفئاته وشرائحه كافة، وليكون مجلس سموه منصة لإثراء النقاش حول العديد من الموضوعات الثقافية والاجتماعية والفكرية، ولإطلاق المبادرات المجتمعية المبدعة، وليكون وعاء جديدا لمناقشة الأفكار والنظريات الحديثة، في الإدارة والاقتصاد والمعرفة الإنسانية بشكل عام.

 

تويتر