بطل سباقات الكراسي المتحركة يحلم بذهبية أولمبياد لندن 2012

«الناعور» تحدّى الإعاقة وحصل على 50 ميدالية «عربية وعالمية»

الناعور مع مدربه في النادي استعداداً لأولمبياد لندن .2012 الإمارات اليوم

تحدى المواطن جاسم الناعور (31 عاما)، الإعاقة والصعوبات بإرادة فولاذية وحقق ما عجز عن تحقيقه الاسوياء، وحصد 50 ميدالية ذهبية وفضية وبرونزية، في سباقات عربية وعالمية، وصار بطل سباقات الكراسي المتحركة، وهو أول إماراتي يحرز ميدالية ذهبية في مباراة دمج بين الأسوياء وذوي الإعاقة، وتم اختياره أخيراً للمشاركة في أولمبياد لندن لسنة .2012

والناعور بطل من مدينة خورفكان يعمل في جهة حكومية منذ ،2002 غير متزوج، تفرغ لحصد ميداليات ذهبية وبرونزية وفضية، في سباقات عربية وعالمية، إضافة إلى الكؤوس والدروع المختلفة.

لاعب مخضرم

قال مدرب الكراسي المتحركة في نادي خورفكان، سومر المرشد إن الناعور من اللاعبين المخضرمين على مستوى الوطن العربي، لذلك تم اختياره لأولمبياد لندن وهو لاعب متميز ومثابر، على الرغم من ارتباطه بوظيفته. وتابع أن العوامل التي ساعدت على نجاح الناعور، هي إرادته الفولاذية وتصميمه والتزامه بالتمرين واتباع التعليمات بحذافيرها، من أجل الوصول إلى المستوى المطلوب.

وذكر المرشد أن أهم الميداليات التي حصل عليها من البطولات التي شارك فيها جاسم الناعور، هي حصوله على ميدالية ذهبية ببطولة آرافورا في استراليا ،2011 وميدالية برونزية في بطولة العالم بالهند في ،2009 والذهبية ببطولة غرب آسيا ،2008 والذهبية في البطولة العربية في مصر .2006 ونصح المرشد اللاعبين بوضع أهداف نصب أعينهم، لتحقيق النجاح في البطولات، والوصول إلى الأولمبياد.

وعن إصابته بالإعاقة قال الناعور لـ«الإمارات اليوم»، إنني «أعاني الإعاقة منذ طفولتي، بسبب عدم التطعيم ضد شلل الأطفال، ما أدى إلى أصابتي بالحمى ولم أتمكن من المشي على رجلي منذ ذلك التاريخ».

وتابع «لم أستسلم للإعاقة واعتبرتها تحديا كبيرا امامي، واستطعت تجاوز هذه المرحلة من خلال تنمية قدراتي والاختلاط بالاخرين والرياضة»، لافتاً إلى أن أسرته كان لها دور كبير في ما وصل إليه بفضل تشجيعها له على ممارسة الرياضة والوقوف إلى جانبه في كل الصعاب التي واجهها.

وأضاف الناعور أنه «لا ينسى وقفة الشيخ محمد بن صقر القاسمي، رئيس مجلس إدارة نادي (ثقة) للمعاقين، إلى جانبي إذ أمر بشراء كرسي متحرك لي، للمشاركة في سباقات الكراسي المتحركة، ووعدته في ذلك الوقت بتحقيق الأفضل، وبالفعل وفيت بوعدي له».

وقال: «أنا أول لاعب إماراتي يحرز ميدالية ذهبية في مباراة دمج بين الأسوياء وذوي الإعاقة، كما حققت أفضل إنجاز في البطولة العربية في مصر ،2006 وحصلت على الميدالية الذهبية، ولعبت في بطولة العالم في الهند لمسافة 1500 متر عام ،2009 وأحرزت ميدالية فضية على الرغم من إصابتي يومها ولكني سعيت لتحقيق الأفضل حتى لو لم أفز في السباق».

وعن اختياره رياضة سباقات الكراسي المتحركة، أفاد جاسم «كنت أتابع برامج في التلفزيون ومنها أنواع الرياضات التي يمارسها المعاقون، وأكتشفت يومها أن رياضة المعاقين عبارة عن ألعاب جماعية وبعضها فردي مثل رياضة القرص والرمح ورمي الجلة، وأحببت سباقات الكراسي المتحركة، وقررت أن أخوض التجربة وواجهت صعوبات شديدة في البداية، لكن بالصبر والإرادة نجحت في تخطيها».

وتابع جاسم أنه بالإضافة لممارسة سباقات الكراسي المتحركة، فهو يجيد أيضا لعبة كرة السلة، وتم اختياره ضمن لاعبي منتخب كرة السلة، وشارك في بطولة الخليج، التي أقيمت بالكويت عام ،2007 كما شارك في بطولة المغرب وأحرز مع الفريق المركز الرابع.

وعن حياته اليومية وطموحاته، قال الناعور «أمارس حياتي بشكل طبيعي، وأعتمد على نفسي في كل شيء، من دون مساعدة أحد، وحالياً كل هدفي تحقيق ميدالية ذهبية أولمبياد لندن ،2012 كونها أهم مسابقة في رياضة الكراسي المتحركة، وسينافس على هذه الميدالية مشاركون من 70 دولة».

وأضاف «أتمنى أن يتم الاهتمام بنا وتفريغنا كلاعبين لمتابعة التدريب، لأني أعمل في الصباح وأعود منهكاً من العمل، ولا أملك متسعاً من الوقت للتمرين الا ايام اجازتي الأسبوعية ورواتبنا التي نتقاضاها من النادي لا تتجاوز الـ200 درهم، في حين تصرف بعض الأندية أضعاف هذا المبلغ للاعبيها، وعلى الرغم من ذلك سأعمل بكل جهد من أجل الفوز، بعدها سأتفرغ لحياتي الخاصة وأتزوج وأكمل تعليمي.

وعن المواقف التي لا ينساها، تابع الناعور «يوم لقاء الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، أثناء مراجعتي الديوان في أبوظبي لتسديد ديون، إذ شجعني سموه بعد أن علم أني رياضي، كما أوصى بدعم نادي خورفكان، فسعدت بلقائه واهتمامه بنا».

تويتر