اختيرت من بين 100 مرشح للوظيفة بعد أن تخلت عن منصبها في القطاع المصرفي

مريم الصفار.. تقود مترو دبي «آلياً»

الإجراءات التقنية المعقدة والترتيب الزمني الدقيق للرحلات جذبا مريم الصفار للعمل في مترو دبي. الإمارات اليوم

تسيطر مريم خليل الصفار، على حركة عربات مترو دبي باحتراف، وتجيد التخطيط لمساراته وحاراته، وتتعامل بسرعة ومهارة مع إشارات الإنذار، وعلامات مخارج الطوارئ. ولا تخفي أن انضباط حركة المترو، وسيره حسب الخطط المجدولة، وفق إجراءات تقنية، تصفها بالمعقدة، والترتيب الزمني الدقيق للرحلات، هي ما جذبها للعمل في مترو دبي، لتكون أول فتاة إماراتية تقود «آليا» قطارات مترو دبي، وتركت عملها في قطاع المصارف، بتفاصيله: (أوراق البنكنوت، والصكوك النقدية، ومعادلات سوق المال، وخدمات التجارة)، على الرغم من تبوئها مناصب إدارية وعملية إشرافية في سن صغيرة.

وقالت الصفار لـ«الإمارات اليوم»: «كنت عازمة على الاستمرار في عملي بقطاع البنوك، فهو قطاع حي ويتطوّر بسرعة، ويوفر العديد من الفرص الكبيرة للعاملين فيه، إلا أن تجربة مترو دبي تعدّ مختلفة وفريدة على مستوى المنطقة، فدفعتني للتعرف إليها، وخوض غمارها، واكتشاف أسرارها، لأنني أتوق إلى العمل في كل القطاعات الحيوية».

وأوضحت: «تقدمت إلى العمل في مترو دبي، من خلال معرض توظيف نظمته الشركة لمدة يوم واحد، تقدم إليه 100 شخص، واختير منهم ثمانية، ليبقى في التصفيات النهائية شخصان كنت أحدهما».

قبلت الصفار العمل في مترو دبي من دون أن تعلم نوع الوظيفة وطبيعتها، فتم تعيينها في بادئ الأمر في وظيفة إدارية، بناءً على اختيار إدارة الموارد البشرية في الشركة المشغلة، غير أن تميّزها وحبها للعمل أسهما في ترقيتها سريعاً، فعملت في وظيفة تنفيذي علاقات عامة وترويج في قسم التسويق، قبل أن يتم ترشيحها لوظيفة مساعد مدير خدمات الركاب، التي تعد من الوظائف الإشرافية المهمة في الشركة.

وأضافت أنها «عُينت في الموقع المشار إليه في مايو الماضي، وهو عمل يتطلب منها أن تتعرف وتتدرب على مهام مختلف الأقسام العاملة في تشغيل المترو، ومنها قيادة القطارات، الأمر الذي قالت إنه يستجيب لفضولها المعرفي وشغفها بالتعلم والعمل».

وتؤمن الصفار، التي تبدأ يوم عملها في ساعات الفجر الأولى، بحق كل موظف في المضي بدرب اعتلائه أي منصب من المناصب العليا خطوة خطوة، ليتمكن من فهم تفاصيل عمله، من خلال خبرة معرفية وعملية تمكنه من النجاح في تأدية مهامه. وانتقدت الخريجين الجدد من أبناء جيلها، «لأنهم يتطلعون إلى المناصب ولا يريدون بذل الجهد والتعب في بناء خبرات مهنية تؤهلهم إلى صعود السلم بالتدرج».

وشرحت الصفار، الحاصلة على رخصة قيادة القطار بعد اجتيازها الاختبارات المطلوبة، ثلاث حالات تتم خلالها قيادة القطار «يدوياً»، وليس «آلياً»، كما هي الحال عند تشغيله في ساعات عمله اليومي وخدمة الركاب، إذ أفادت بأن قيادة القطار أثناء التدريب العملي المتواصل تكون «يدوياً»، وذلك تحسباً لأي أعطال، أو لمواجهة الحالات الطارئة، في حين أن ثانية هذه الحالات هي قيادة القطار إلى محطة الإيواء وورشة التصليح، ليخضع للتدقيق والصيانة، أما الثالثة فهي عند قيادة القطار لأغراض التنظيف وفتح الطريق، من خلال القيادة «يدوياً» في الثالثة فجراً، ويرافق ذلك المسح الدقيق للمسارات قبل البدء بتشغيل قطارات نقل الركاب «آلياً» وتوجيهها نحو المحطات، مع التدقيق على جميع المخارج وإشارات الإنذار الخاصة بالطوارئ، قبل النزول بقطارات نقل الركاب إلى السكة، والتأكد أيضاً من عدم وجود أي عراقيل في طريق القطارات.

وتابعت: «قيادة القطار تتطلب الخضوع أيضاً لمجموعة من الدورات التدريبية التي تغطي النواحي الميكانيكية والكهربائيـة والفنيـة، إلى جانب الكشف عن أي عطل قد يُصيب أي جزء من أجزائه الداخلية أو الخارجية وصيانتها»، إضافة إلى تلقيها التدريبات الخاصـة بمسار القطارات، سواء في الأحوال العاديـة، أو عند وقوع حالات طوارئ، فيما تستعد لتلقي دورات تدريبية مكملة خارج البلاد.

تويتر