بداه: دراسات أثبتت أنه يُفقد الإنسان 75٪ من تركيزه

«أتعهد» تنطلق اليوم لوقف اسـتخدام الهاتف أثناء القيادة

خبراء مرور يؤكدون أن استخدام الهواتف أثناء القيادة يتسبب في حوادث قاتلة. الإمارات اليوم

تنطلق اليوم رسمياً حملة «أتعهد» التي تنظمها «الإمارات اليوم» لوقف استخدام الهاتف أثناء قيادة السيارات، بمشاركة كلّ من وزارة الداخلية و«اتصالات» في وقت أعربت فيه دوائر حكومية اتحادية ومحلية عن استعدادها للمشاركة في الحملة، من خلال نشر التوعية اللازمة بمخاطر هذه الظاهرة.

وتدعو «الإمارات اليوم» الجهات والأشخاص الراغبين في مساندة حملتها والاشتراك في التعهد الخاص بالحملة إلى زيارة موقع الصحيفة على الانترنت، لافتة إلى أن الحملة تشتمل على صيغة تعهد بالتوقف التام عن استخدام الهواتف أثناء القيادة، حفاظاً على أرواح مستخدمي الطريق.

ويمكن للراغبين في الاشتراك الدخول الى الموقع، وتسجيل أسمائهم، وتوقيع تعهداتهم.

وفي حين أعرب كثير من المؤسسات الحكومية الاتحادية والمحلية عن رغبتها في مساندة الحملة، حذر مدير إدارة العلاقات العامة بالإنابة في وزارة الداخلية العميد محمد صالح بداه العوضي، من استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة، سواء للتحدث أو لكتابة الرسائل النصية أو لـ«الشات» عبر الهواتف الحديثة، لافتاً إلى أن ذلك يعرض حياة السائق لخطر الاصطدام بمركبات أخرى، أو بأي جسم ثابت على الطريق.

وأكد أن الدراسات العلمية بينت أن الإنسان لا يمكنه التحكم في تركيزه الذهني تجاه أكثر من عمل في وقت واحد، ومن ثم يقل تركيز سائق المركبة بالطريق بنسبة تصل إلى 75٪ عند المحادثة الهاتفية والكتابية أثناء القيادة حيث يتشتت انتباهه بين من يحادثه وبين ما يقوم بكتابته وما يستقبله من رسائل من الطرف الآخر، فضلاً عن الطريق.

وبين أن التحدث أثناء القيادة ينعكس سلباً على سلوك القيادة عند السائق، إذ يضغط بصورة لا إرادية على دواسة البنزين فتزيد سرعة مركبته، وربما يحدث العكس، وفي الحالين قد يتسبب في التصادم مع مركبات أخرى، أو الانحراف عن المسار أو الطريق.

كما أن من ينشغل بالمحادثة الكتابية أثناء القيادة، يضطر إلى تنحية رأسه للأسفل، حتى يتمكن من الضغط على الحروف في جهاز الهاتف، أو حتى يتمكن من قراءة الرسائل المستقبلة، وهو ما يجعله يغيب عن مشهد الطريق من أمامه للحظات، ومن ثم فإنه يفاجأ بانحراف مركبته عن الطريق، أو اصطدامها بجسم ثابت، لتقع الكارثة، مشيراً إلى أن هذه الفئة من السائقين لا يقدرون مخاطر الطريق بشكل صحيح، ولا يعرفون أنهم قد يخسرون حياتهم نتيجة التحدث في أمور سطحية، لا تستحق المغامرة.

ونصح بداه السائقين بالتوقف على جانب الطريق عند استخدام الهاتف، إذا كان هناك ما يستدعي ذلك، واستئناف قيادة المركبة بعد إتمام المكالمة. كما نصحهم باستخدام سماعة الأذن في الردّ على المكالمات الهاتفية الضرورية لفترات قصيرة، وخفض السرعة إلى نحو 60 كم في الساعة، وعدم الانشغال أثناء القيادة بأمور أخرى سوى الطريق.

ولا توجد إحصاءات دقيقة حول الحوادث التي يتسبب فيها استخدام الهاتف المتحرك اثناء القيادة، لكن خبراء المرور يؤكدون ان استخدامها اثناء القيادة ربما كان السبب في كثير من حوادث الاصطدام والتدهور القاتلة.

ويحجم كثير من السائقين الذين يرتكبون حوادث مرورية بسبب استخدامهم الهواتف المتحركة عن الاعتراف بالسبب، حتى لا تسجل ضدهم مخالفات مرورية.

وأفاد المدير التنفيذي لشؤون التسويق والدعم المؤسسي في «دبي للإعلام»، الزميل أحمد الحمادي، بأن الحملة تستهدف الحد من حوادث المرور التي تتصل أسبابها بكتابة الرسائل النصية والمحادثات التراسلية عبر أجهزة الهواتف المتحركة، خصوصاً أن «هذا النوع من الحوادث يكون مفجعاً، ومعظم ضحاياه من الشباب». وأوضح الحمادي أن «الحملة التي انطلقت اليوم شعبية تماماً، على الرغم من مشاركة وزارة الداخلية، وعدد من الأجهزة الرسمية في الدولة، إلى جانب بعض الشركات في رعايتها، فهي ستتوجه إلى الشباب مباشرة، وبخطاب توعوي ناضج، بعيداً عن التلويح بالمخالفات والعقوبات، وللوصول إليهم في أماكنهم ستتم دعوة الجهات التي تضم أعداداً كبيرة من الفئة المستهدفة، مثل الجامعات والكليات والمدارس، إضافة إلى الأندية الرياضية، والمراكز الشبابية الأخرى للاشتراك في الحملة».

وتتضمن حملة «أتعهد» أفكاراً ذات طبيعة تفاعلية، لتحقيق أكبر قدر من الاستجابة من الشباب، ومنها جمع أكبر عدد ممكن من التوقيعات على تعهد مكتوب بالتوقف عن استخدام أجهزة الهواتف المتحركة خلال قيادة السيارات.

ولقيت الحملة ترحيباً وتشجيعاً من وزارة الداخلية، التي أبدت استعدادها لدعمها بمختلف الوسائل، كما تلقت دعماً من بعض مؤسسات القطاع الخاص، مثل «اتصالات».

إلى ذلك، لفت الحمادي إلى أن «الحملة تتضمن نشر العديد من التقارير الصحافية المتعلقة بحوادث استخدام الهواتف أثناء القيادة، كما سيتم إجراء استطلاع للرأي بين الشباب، في حين تتابع الإذاعات ومحطات التلفزيون التابعة لمؤسسة (دبي للإعلام) فعاليات الحملة، وإعداد تقارير خاصة عنها، للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور».

تويتر