عن قرب
عليا.. مصرفية ضد الصورة النمطية
آل علي: نجاح المرأة في بيتها شرط أساسي لنجاحها في عملها. تصوير: مصطفى قاسمي
تؤمن مديرة فرع محطة عجمان الكبرى في بنك المشرق، عليا عيسى آل علي، بأن القيادي المصرفي الناجح يجب أن يعمل في أقسام البنك كافة، وأن يرى الجوانب الإيجابية في الصعوبات التي تواجهه في العمل حتى يجتازها، وتؤكد أن نجاح المرأة في بيتها شرط أساسي لنجاحها في عملها.
تخرجت عليا في البرنامج التدريبي «مشرق المستقبل»، قبل ثلاثة أشهر من نهايته، متفوقة بذلك على 12 زميلة مواطنة، لتصبح أصغر مديرات فروع البنوك في الدولة، وقبل انضمامها إلى البرنامج تخرجت في كلية التقنية في جامعة الشارقة، ثم تقدمت عبر الموقع الإلكتروني إلى العمل في بنك المشرق، مفضّلة القطاع الخاص على العمل الحكومي، الذي تميل إليه غالبية المواطنات، نظراً إلى محدودية ساعات العمل.
وتقول آل علي إنها مرت بثلاث مقابلات وامتحانين قبل قبولها في بنك المشرق، ثم فضّلت أن تعمل في أقسام البنك كافة لاكتساب الخبرة، فعملت صرافاً، ثم مسؤول خدمة عملاء، ثم انتقلت إلى وظيفة مسؤولة تسويق، ثم مساعدة مدير فرع، وأخيراً مديرة فرع.
وأضافت لـ«الإمارات اليوم»: «كانت أولى المشكلات التي واجهتني في بداية حياتي العملية هي محو الصورة النمطية السائدة عن أن المواطنة الإماراتية غير جادة في العمل، خصوصاً أن بعض الزميلات لم يبدين الجدية اللازمة، ولذلك كان الجميع ينظر إليّ باعتباري مرفهة لا تحتاج إلى العمل، ولا تريد أن تبذل أي جهد، ولكنني بعد فترة اندمجت مع كل الفئات، وتعلمت منهم، واكتسبت الخبرة الكافية لأتمكن من تغيير الانطباع السلبي عن المواطنات الإماراتيات».
وأكدت أن أهم الأشياء التي مكّنتها من التعاون مع فريق العمل كان عدم الحكم على الأمور من النظرة الأولى، والنظر إلى الجانب الإيجابي الذي يمكن أن يحدث في حال اجتياز الصعوبات التي تواجهها.
وأشارت آل علي إلى أنها نجحت في التوفيق بين عملها الذي يتطلب ساعات دوام طويلة، وكونها أماً لطفلتين، إذ كانت تترك أعباء الوظيفة فور عودتها إلى المنزل، وتتفرغ لأسرتها، معتبرة أن «نجاح المرأة في بيتها شرط أساسي لنجاحها في عملها».
وتؤكد آل علي، أهمية أن تدرك الفتاة المقبلة على الحياة العملية أنها قادرة على تغيير فكرة المجتمع عن جدية المرأة الإماراتية في العمل، وقدرتها على القيادة، وأنها إذا أثبتت ثقتها بنفسها سيتعاون الجميع معها وسيدعمونها، خصوصاً أن الفخر بالنجاح الذي يمكن أن تحققه، سيغير الفكرة السلبية حول المواطنة، وسيحول المعترضين إلى مؤيدين.
وتبتسم وهي تتذكر كيف استقبل الأصدقاء والأهل خبر تعيينها مديرة لأحد أفرع بنك المشرق، فتقول «حتى أطفالي أصبحوا سعداء بعملي، ويحفزونني على مواصلة العمل ونسيان التعب».
وأضافت «كان رد فعل أهلي وأصدقائي مشجعاً للغاية، حتى إنني أصبحت قدوة لأشقائي الصغار، ما جعلني أشعر بأن إرهاق العمل واستمراري إلى ساعات متأخرة لقضاء حاجات العملاء، لم يذهب سدى». مشيرة إلى أنه «لولا دعم الأسرة والوالد لما وصلت إلى ما حققته من نجاح، إذ كان الوالد يدعمني في كل خطوة، وينصحني دائماً بأن أثق بقدراتي، ويسألني في بداية عملي عن الصعوبات التي تواجهني، والأشياء الإيجابية في عملي، ولن أنسى كلماته لي بأنني سأنجح حتى في القطاع الخاص».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news