رداً على شكاوى من تسببه في تأخر استخراج تراخيص البناء

بلدية أبوظبي: «كود البناء» يطيـل عمر المبنى.. ويقلل تكلفته

«كود البناء» يساعد على تصميم وتنظيم المبنى بطريقة أفضل. الإمارات اليوم

أكد مدير إدارة تراخيص البناء في بلدية أبوظبي المهندس خلفان النعيمي، أن تطبيق اشتراطات كود البناء على الاستشاريين والمقاولين يحدث تناسقاً بين مفردات التصميم والبناء داخل المبنى الواحد، لافتاً إلى تمتع المنشأة العقارية بمواصفات سلامة أفضل، وتكلفة أقل، وديمومة تطيل عمر المبنى، وتجعله أكثر أماناً.

وقال لـ «الإمارات اليوم» معقباً على آراء استشاريين ومقاولوين أكدت تأثرهم سلباً بتطبيق الاشتراطات الجديدة، إن الكود يطبق رسمياً منذ بداية العام الجاري، وهو لم يحدث ربكة في استخراج تراخيص البناء، خصوصاً في المباني الصغيرة، لافتاً إلى ان اشتراطات الكود تمثل ضوابط هندسية متعارفاً عليها، يتم تدريسها في كثير من الجامعات.

وكانت «الإمارات اليوم» كشفت في تحقيق نشر أخيراً، أن تطبيق اشتراطات ومواصفات كود البناء الجديد قد تسبب في تأخر استصدار رخص البناء لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر، بعدما كان صدروها يستغرق أقل من شهر، حسب تأكيدات متعاملين في الشأن العقاري.

وأفاد استشاريون بأن الواقع الجديد أفرز معاملات ورقية وإجراءات معقدة، مؤكدين زيادة تكلفة البناء بنسبة تراوح من 25٪ إلى 30٪ على المشروعات الجديدة.

واعتبر مقاولون أن الواقع الجديد نزع الثقة وأخلّ بالبرامج الزمنية لتنفيذ المشروعات. كما تسبب في نزاعات بين أطراف العلاقة. وأكد ملاك، من جانبهم، أن الإجراءات الجديدة أحدثت توتراً مع الاستشاريين، منتقدين كثرة المراجعين لبلدية أبوظبي وتأخر إنجاز معاملاتهم.

وفي المقابل، رأت دائرة شؤون البلديات أن كود البناء يمثل قاعدة تشريعية تنظيمية للمتعاملين في القطاع العقاري، لافتة إلى توقع زيادة طفيفة في تكلفة البناء تراوح ما بين 1٪ إلى 2.5٪ يقابلها تعظيم العائدات، بسبب توفير استخدام الطاقة وإطالة العمر الافتراضي للبناء.

وأفاد النعيمي بأن الاستشاريين يطلعون أثناء التصميم على اشتراطات الكود التي تناسب المبنى، لافتاً إلى أن النظام الإنشائي والمداخل والمخارج وأنظمة الحريق وسلامة المبنى جميعها يحددها كود البناء.

وقال إنه مع تقديم الاستشاري للمخطط المعماري يقوم المهندس المختص بوضع ملاحظاته، على أن تتم الاستعانة بخبير في كود البناء للاطلاع على ملاحظات المهندس، وتصحيحها، إذا كان هناك ما يستدعي ذلك، مؤكداً أن بلدية أبوظبي تدرب مهندسين لتعريفهم بكيفية تطبيق اشتراطات الكود.

وأضاف أنه نظراً لبذل جهد من المصمم لمعرفة اشتراطات الكود، يرى الأغلبية انه يصعب تطبيقه، مؤكداً أن كود البناء أوجد حلولاً لمشكلات عدة.

وقال إن المدن التي لا تطبق كود البناء لا تمتلك نظاماً هندسياً، لأن كود البناء هو مجموعة من النظم والقوانين الهندسية التي تحكم تصميم المبنى، ولا تؤثر سلباً في عدد المعاملات أو طريقة إنجازها، بل تساعد المصمم على تصميم وتنظيم المبنى بطريقة أفضل.

وقال إنه لتعدد كودات البناء العالمية، وتعدد وجود الاستشاريين العالميين داخل إمارة ابوظبي، وجب تحديد كود بناء يكون ملزماً للجميع، مضيفاً أن استشاريي المشروعات الكبرى كانوا يسألون البلدية سابقاً عن كود البناء الذي توافق عليه، وكان الأكثر استخداماً في ذلك الوقت هو الكود البريطاني. ولدمج هذا الكود مع الكود الأوروبي أصبح لزاماً تحديد الكود الخاص والأنسب لإمارة أبوظبي. وبعد دراسات واستطلاع آراء المعنيين في المجال الهندسي، وجد أن الأنسب لإمارة أبوظبي كود البناء العالمي، المسمى بـ «إنترناشيونال بيلدنغ كود ibc»، مؤكداً أن هذا الكود كان مشاراً إلى استخدامه في اللائحة التنفيذية القديمة لقانون البناء في إمارة أبوظبي.

وقد أفاد استشاريون بأن تطبيق كود البناء سابقاً أكان يراعي معايير تخطيطية وثقافية وتراثية، لافتين إلى إجراء تعديلات على الكود كلما تطلبت الحاجة ذلك، بسبب تغير واقع الشأن العقاري، مشيرين إلى أن الكود الحالي باشتراطاته الأوروبية والاميركية لا يتناسب مع طبيعة البناء في إمارة أبوظبي، خصوصاً ما يتعلق منها بارتفاع حرارة الطقس وتوزيع الكثافة السكانية بنسب مقبولة على مساحات البناء.

وأكدوا أن تطبيق حزمة بنود واشتراطات كود البناء تحتاج إلى مزيد من المعاملات الورقية، ما يؤثر سلباً في زمن استخراج الرخصة، متوقعين أن يؤثر الوقت والجهد المتزايد مستقبلاً سلباً في المنظومة العقارية، وأن ينعكس على التكلفة المالية للمشروعات. وأضافوا أن الأصل في تحديث القوانين والاشتراطات العقارية تسهيل الإجراءات، لكن ما حدث هو العكس.

تويتر