المستشفى الأمريكي دبي يوفر فحوصاً مجانية للمواطنين ضمن «خَلّك بخير بعد الأربعين»

أطباء: الكشف المبكر بعد سن الـ 40 يحمي من 8 أمراض صامتة.. أشهرها السرطان

صورة

أكد أطباء أن مرحلة ما بعد سن الـ40 تُعد مرحلة صحية مفصلية في حياة الإنسان، نظراً إلى ارتفاع احتمالات الإصابة بما يُعرف بـ«الأمراض الصامتة»، مشيرين إلى أن نحو 80% من هذه الأمراض يزداد حدوثها بعد هذا العمر، من دون أن ترافقها أعراض واضحة في مراحلها الأولى، ما يجعل الفحص عند الـ40 ضرورة صحية ملحّة.

وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن الأمراض الصامتة التي تستوجب الفحص الاستباقي بعد الـ40 تشمل ثمانية أمراض، هي «سرطان الرئة، وسرطان الثدي لدى النساء، وسرطان القولون، وسرطان البروستات لدى الرجال، إضافة إلى أمراض القلب وتصلب الشرايين، ومرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، والأمراض المرتبطة بالتدخين».

واستعرض الأطباء حالات واقعية من الممارسة الطبية، تؤكد خطورة تجاهل الفحوص الدورية، من بينها مريضة مواطنة في منتصف الأربعينات اكتُشف لديها سرطان الرئة مصادفة أثناء فحص آلام بسيطة في البطن، وأخرى جرى تشخيص إصابتها بسرطان الثدي في مرحلة متقدمة بعد تجاهل كتلة لسنوات، في مقابل حالات إيجابية لمرضى أسهم الكشف المبكر في علاجهم والشفاء التام وعودتهم لحياتهم الطبيعية.

وفي السياق ذاته، أعلن المستشفى الأمريكي دبي، إطلاق مبادرة وطنية رائدة تحت عنوان «خَلّك بخير بعد الأربعين»، تهدف إلى توفير فحوص ذكية واستباقية مجانية للمواطنين للكشف المبكر عن أورام البروستات والرئة والثدي وعنق الرحم، بالاعتماد على التكنولوجيا الطبية المتقدمة، بما يسهم في الحد من حالات الاكتشاف المتأخر للأورام، وتعزيز فرص العلاج المبكر، والارتقاء بجودة الحياة الصحية للمواطنين بعد سن الـ40.

أمراض القلب

وتفصيلاً، أكد استشاري الأمراض الصدرية والعناية المركزة، الدكتور مازن زويهد، أن مرحلة ما بعد سن الـ40 تُعد مفصلية في حياة الإنسان صحياً، نظراً لارتفاع احتمالات الإصابة بما يُعرف بـ«الأمراض الصامتة»، مشيراً إلى أن نحو 80% من هذه الأمراض يزداد حدوثها بعد هذا العمر دون أن ترافقها أعراض واضحة في مراحلها الأولى.

وأوضح أن أبرز الأمراض الصامتة التي تستوجب الفحص الاستباقي يشمل ثمانية أمراض، هي «سرطان الرئة، وسرطان الثدي لدى النساء، وسرطان القولون، وسرطان البروستات لدى الرجال، إضافة إلى أمراض القلب وتصلب الشرايين، ومرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، والأمراض المرتبطة بالتدخين».

وبيّن أن خطورة هذه الأمراض تكمن في كونها لا تُظهر أعراضاً في بداياتها، ما يجعل الفحوص الدورية الوسيلة الوحيدة لاكتشافها مبكراً، لافتاً إلى أن الفحوص الموصى بها بعد الـ40 تشمل: «تحاليل السكر وضغط الدم والكوليسترول، فحوص الكشف المبكر عن السرطانات، وفحوص القلب، مثل اختبار الجهد أو التصوير الطبقي المحوري بالصبغة، خصوصاً للأشخاص الذين لديهم عوامل خطورة كالتدخين أو السمنة أو التاريخ العائلي».

وأكد أن أمراض القلب لاتزال القاتل الأول عالمياً، وأن حالات الوفاة المفاجئة غالباً ما تكون نتيجة تصلب الشرايين غير المكتشف، داعياً جميع من تجاوزوا سن الـ40 إلى عدم انتظار الأعراض، والتزام الفحوص الاستباقية المنتظمة باعتبارها خط الدفاع الأول للحفاظ على الصحة والحياة.

وشدد على أن الكشف المبكر يغيّر مسار المرض بالكامل، موضحاً أن اكتشاف السرطانات في مراحلها الأولى يرفع نسب الشفاء إلى أكثر من 95%، في حين أن اكتشافها في مراحل متأخرة يؤدي إلى نتائج علاجية ضعيفة وارتفاع معدلات الوفيات.

واستعرض نماذج واقعية من الممارسة الطبية، تؤكد أهمية الكشف المبكر، موضحاً أن مريضة مواطنة في منتصف الأربعينات راجعت العيادة بسبب آلام بسيطة في البطن، وخلال إجراء تصوير طبقي للبطن، تم اكتشاف كتلة في قاعدة الرئة مصادفة، وبعد أخذ خزعة تبيّن إصابتها بسرطان الرئة في مرحلة متقدمة، رغم عدم معاناتها أي أعراض تنفسية.

كما أشار إلى حالة أخرى لرجل كان يخضع لفحوص روتينية للبروستات باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي، حيث أظهر الفحص وجود كتلة في القولون مصادفة، وبعد إجراء منظار وأخذ خزعة تبيّن أنها سرطان قولون، رغم أن المريض لم يكن يعاني أي أعراض تُذكر، محذراً من أن تأخر اكتشاف مثل هذه الحالات كان سيؤدي إلى مضاعفات خطرة، مثل انسداد الأمعاء أو انتشار المرض.

الأمراض الخبيثة

وقالت جرّاحة الثدي مديرة قسم أورام الثدي بالمستشفى الأمريكي دبي، الدكتورة مريان خطيب، إن مرحلة ما بعد سن الـ40 تُعد من المراحل الصحية المهمة والخطرة، نظراً لشيوع وارتفاع معدلات انتشار الأمراض الخبيثة، ما يجعل الفحص الدوري والكشف المبكر ضرورة أساسية وليس خياراً.

وأوضحت أن سرطان الثدي يُعد الأكثر شيوعاً بين النساء، إلى جانب سرطان عنق الرحم، وسرطان الرئة، وسرطان القولون، وسرطان البروستات لدى الرجال، مشيرة إلى أن الفحوص الموصى بها بعد الـ40 بسيطة وغير مؤلمة ولا تُعد إجراءات تدخّلية.

وبيّنت أن فحوص الكشف المبكر تشمل التصوير بالماموغرام والألتراساوند للثدي، فحص الدم للبروستات (PSA)، التصوير الطبقي المحوري للرئة، إضافة إلى تنظير القولون للكشف عن سرطان الأمعاء الغليظة، مؤكدة أن هذه الفحوص تسهم بشكل كبير في اكتشاف المرض في مراحله الأولى وزيادة فرص الشفاء.

وشددت على أهمية عدم تجاهل أي تغيّرات صحية أو أعراض جديدة، لافتة إلى أن الخوف أو الإنكار لا يمنعان المرض، بل يؤديان في كثير من الأحيان إلى تأخر التشخيص وصعوبة العلاج.

واستعرضت حالات واقعية من الممارسة الطبية، موضحة أنها واجهت حالات لنساء شعرن بوجود كتل في الثدي لسنوات ولم يتوجهن للفحص بدافع الخوف، من بينها امرأة في الـ41 من عمرها كانت تشعر بكتلة قبل سن الـ40، لكنها تجاهلت الأمر لسنوات عدة، وعند مراجعتها لاحقاً تبيّن أن المرض وصل إلى الغدد الليمفاوية، ما جعل العلاج أكثر تعقيداً.

وفي المقابل، أشارت إلى نموذج إيجابي لامرأة بلغت الـ40 قررت إجراء فحوص روتينية رغم عدم شعورها بأي أعراض، وتمارس الرياضة بانتظام، حيث أظهر فحص الماموغرام وجود كتلة صغيرة، وبعد أخذ خزعة تبيّن أنها سرطان ثدي في مراحله الأولى، وتم علاجها بنجاح وتعيش اليوم حياة طبيعية.

وأكدت أن انتشار السرطانات يعود إلى عوامل عدة، منها الوراثة ونمط الحياة، داعية إلى تبني أسلوب حياة صحي يشمل التغذية المتوازنة، وممارسة الرياضة بانتظام، والابتعاد عن التدخين والكحول، باعتبارها عناصر أساسية للوقاية، وتعزيز جودة الحياة.

مبادرة وطنية

وأعلن المستشفى الأمريكي دبي، إطلاق مبادرة وطنية رائدة تحت عنوان «خَلّك بخير بعد الأربعين»، وذلك بالتماشي مع توجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، الرامية إلى ترسيخ نهج الوقاية الصحية، وتعزيز خدمات الكشف المبكر لمواطني إمارة دبي.

وجرى إطلاق المبادرة خلال حفل رسمي أقيم في مقر المستشفى الأمريكي دبي، بحضور المدير العام لهيئة الصحة بدبي، الدكتور علوي الشيخ علي، والرئيس التنفيذي لمجموعة محمد وعبيد الملا والمستشفى الأمريكي دبي شريف بشارة، إلى جانب نخبة من المسؤولين في قطاع الرعاية الصحية بدبي، وشركاء القطاع الصحي.

وتهدف المبادرة إلى توفير فحوص ذكية واستباقية مجانية للكشف المبكر عن أورام البروستات والرئة والثدي وعنق الرحم، بالاعتماد على التكنولوجيا الطبية المتقدمة، بما يسهم في الحد من حالات الاكتشاف المتأخر للأورام، وتعزيز فرص العلاج المبكر، والارتقاء بجودة الحياة الصحية للمواطنين بعد سن الـ40.

وتندرج هذه المبادرة ضمن الجهود المستمرة لإمارة دبي في تطوير منظومة رعاية صحية متكاملة ومستدامة، ترتكز على الوقاية والابتكار، وتُمكّن المواطنين من الوصول إلى خدمات طبية عالمية المستوى، انسجاماً مع رؤية دبي بأن تكون من أكثر المدن صحة وجودة حياة على مستوى العالم.

وقال شريف بشارة: «نفخر بإطلاق مبادرة (خَلّك بخير بعد الأربعين)، التي تعكس التزامنا الراسخ دعم توجهات القيادة الرشيدة في تعزيز صحة المجتمع، ومن خلال توظيف الذكاء الاصطناعي وأحدث التقنيات الطبية في برامج الفحص المبكر، نسعى إلى تمكين المواطنين من اكتشاف الأمراض الخطرة في مراحلها الأولى، قبل ظهور الأعراض، بما يسهم في رفع معدلات الشفاء وتحسين جودة الحياة».

وتستهدف المبادرة مواطني دولة الإمارات المقيمين في إمارة دبي، حيث سيتم تقديم الفحوص في المستشفى الأمريكي دبي وفق أعلى المعايير الطبية العالمية، وتحت إشراف نخبة من الأطباء والاستشاريين المتخصصين في مجال الأورام.

ودعا المستشفى الأمريكي دبي وهيئة الصحة بدبي، المواطنين في إمارة دبي إلى إجراء الفحوص المجانية والاستفادة من هذه الفرصة النوعية لتعزيز الوعي الصحي وترسيخ ثقافة الوقاية، انسجاماً مع شعار المبادرة: «خَلّك بخير بعد الأربعين».

تويتر