«الصحة» دعت إلى عدم الخروج إلا للضرورة القصوى لتجنب استنشاق الأتربة

نصائح للتعامل الصحي والآمن خلال الأمطار والرياح الشديدة

صورة

قدم أطباء نصائح إرشادية حول كيفية التعامل الصحي والآمن خلال فترة هطول الأمطار وهبوب الرياح الشديدة، وذلك تجنباً للإصابة بالأمراض التي تكثر خلال هذه الفترات وفي مقدمتها نزلات البرد، وحساسية الجيوب الأنفية والأمراض التنفسية، بالإضافة إلى الأزمات الصحية التي تصيب مرضى الأمراض الصدرية، حيث تشكل زيادة الرطوبة ونمو المواد المسببة للحساسية في الأماكن المغلقة تحديات للأشخاص المصابين بالربو، ما يتطلب الالتزام ببعض التدابير الوقائية والعادات المدروسة.

وتضمنت النصائح والإرشادات الحرص على ارتداء الملابس المناسبة خلال هطول الأمطار، وعدم التعرض المباشر للأمطار، والحرص على النظافة الشخصية، والتأكد من إغلاق النوافذ في المنازل والسيارات بشكل صحيح، لمنع دخول مسببات الحساسية، وتجنب دخول الماء إلى المنزل أو السيارة أثناء هطول الأمطار الغزيرة، وتنظيف مساحات المعيشة لاحتجاز مسببات الحساسية المحمولة جواً، وإصلاح أي تسرب على الفور، لمنع تراكم الرطوبة، مع تطهير المناطق الرطبة لتجنب تكون العفن، بالإضافة إلى احتفاظ مرضى الربو بجهاز الاستنشاق الخاص بهم في متناول أيديهم في حالة التفاقم المفاجئ، مع استشارة الطبيب لتعديل نظام الدواء الخاص بهم خلال موسم الأمطار والرياح المحملة بالأتربة.

وتفصيلاً، أكدت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، أن الإجراءات الواجب اتخاذها للحفاظ على الصحة والسلامة خلال العواصف والأمطار الغزيرة، تشمل فصل الكهرباء عن الأجهزة الإلكترونية خلال المطر الغزير، وفي حال العواصف الرعدية تجنب استخدام الهواتف المحمولة أو السلكية، خاصة في الأماكن المفتوحة، إلا للضرورة، وتجنب لمس الأسلاك الكهربائية المكشوفة، وإغلاق النوافذ جيداً لمنع دخول المياه، والابتعاد عن الأماكن التي تتجمع فيها المياه، والحرص على قيادة السيارة بحذر.

ودعت الوزارة إلى تجنب الخروج إلا للضرورة القصوى، وارتداء كمامة عند الخروج لتجنب استنشاق الأتربة، والجلوس في أماكن جيدة التهوية، وإيقاف السيارة في مكان مناسب خلال العاصفة والبحث عن مأوى آمن وتجنب ارتياد البحر، بالإضافة إلى الاتصال بالشرطة وتزويدها بالمعلومات اللازمة لمساعدة أهل البيت من المرضى وأصحاب الهمم إذا كانوا معرضين للخطر أثناء تقلبات الطقس، مشددة على أن الحفاظ على الهدوء يعزز قدرة الفرد على التعامل مع الطوارئ ويساعد في دعم الآخرين.

من جانبه، حذر استشاري أمراض الرئة والجهاز التنفسي في مدينة برجيل الطبية، الدكتور عماد النمنم، مرضى الربو والجهاز التنفسي، من موجة الأتربة والغبار التي يشهدها الطقس خلال الفترة الحالية، حيث تكون محملة بالبكتيريا والفطريات والفيروسات التي تهدد السلامة الصحية.

وقال: «موجات الغبار التي ترافق الأمطار الحالية تؤثر في الجهاز التنفسي وتؤثر بشكل خاص في المرضى الذين يعانون أزمات الربو أو مرضى التهاب الشعب الهوائية المزمنة، حيث تؤثر موجات الغبار في الشعب الهوائية مباشرة، وقد تتسبب في تهيج الغشاء الداخلي للشعب الهوائية، وبذلك تزداد نوبات السعال وزيادة سيلان الأنف والبلغم المصاحب لذلك، وقد ينتج عنها ضيق في التنفس».

وأضاف النمنم: «ننصح الأفراد من الكبار والأطفال، الذين لديهم أمراض مزمنة في الجهاز التنفسي ومرضى الربو، بأخذ العلاج قبل حدوث الأعراض (الكحة وضيق التنفس)، وذلك حتى لا يحتاج المريض إلى الذهاب إلى الطوارئ، فيما أن بعض الحالات لا يمكن السيطرة عليها عن طريق البخاخ الخاص بالتنفس، خاصة مرضى الربو الحاد، حيث يحتاجون إلى زيارة المستشفى في هذه الحالة، وأخذ العلاج المناسب للتقليل من حدة ضيق النفس، وتقليص الأعراض»، مشيراً إلى ضرورة التزام المنزل لهذه الحالات قدر الإمكان، وإغلاق المنافذ، وشرب كمية كافية من المياه بما لا يقل عن ثلاثة لترات يومياً، للحفاظ على ترطيب الغشاء الداخلي للشعب الهوائية، وتخفيف الأعراض التي تصيب المرضى، كما نصح باستخدام أجهزة تنقية الهواء داخل المنازل، لتخفيف تأثير الغبار في الجهاز التنفسي.

فيما حذرت استشارية علم الأمراض الجراحية في مدينة برجيل الطبية، الدكتورة راوية مبارك، من إمكانية زيادة فرص انتقال الأمراض المنقولة عن طريق الغذاء، عقب هطول الأمطار الغزيرة، مشيرة إلى ضرورة اتخاذ بعض الإجراءات الاحترازية، ومنها ضمان نظافة المياه، والتأكد من شراء المياه النقية والمعبأة من مصادر آمنة، وغسل الفواكه والخضراوات لإزالة الأوساخ والبكتيريا، والتأكد من نظافة اليدين عند تحضير الطعام وتناوله، بالإضافة إلى التخزين الصحيح للأطعمة في درجة حرارة مناسبة، وفي أماكن نظيفة وجافة، والتأكد من طهي اللحوم والدواجن والبيض والأسماك بشكل كامل وجيد.

فيما أجمع أطباء من تخصصات مختلفة، طب أسرة وطب عام، وأخصائي التغذية العلاجية، عمر النديم، ومصطفى عبدالله، وإسراء عبدالحميد، وسارة خالد، أهمية اتباع عدد من الإرشادات والالتزام بها خلال نزول المطر، لضمان الوقاية من الإصابة بالأمراض، ومنها تجنب الخوض أو التعرض لمياه الأمطار، لمنع التعرض للملوثات والميكروبات، وزيادة فرص الإصابة بالإمراض، نظراً لتراجع قدرة الجهاز المناعي على محاربة العدوى بشكل كبير في هذه الأحوال، كما حذروا من السماح للأطفال بالخروج أو اللعب في مياه الأمطار، حتى لا يتعرضوا للبلل، خاصة أن ماء المطر يحمل معه الأتربة والغبار والجراثيم الموجودة في الهواء.

وأشاروا إلى أن الاحتياطات التي يجب اتخاذها خلال هطول الأمطار تشمل الابتعاد عن المياه الموجودة على الطريق، لاحتوائها بكتيريا تتسبب في عدد من الأمراض الفيروسية والالتهابات الفطرية، وتجفيف أماكن تجمع المياه داخل المنزل أو حوله، لمنع تكاثر الحشرات والآفات، وتجنب الجدران الرطبة، خاصة مرضى الحساسية، حيث تتسبب الأمطار الشديدة في ظهور طبقة من الفطريات على الجدران المبللة الرطبة.

إجراءات وقائية

حددت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، عدداً من الإجراءات الوقائية، لتجنب مخاطر الأمطار الغزيرة والصواعق والعواصف الرعدية، شملت توخي الحيطة والحذر خلال التغيرات التي تحدث في الطريق، نتيجة تغير حالة الطقس، وتفقد قنوات تصريف المياه والمناهل، مع إجراء الصيانة اللازمة لها، وتثبيت الأجسام القابلة للتطاير جراء الرياح الشديدة كالألواح المعدنية وشبكات التلفاز، وحفظ رقم هاتف الطوارئ (999) الموحد في الدولة، وإجراء الصيانة الدورية اللازمة للتمديدات الكهربائية وشبكات المياه، ومتابعة النشرات الجوية، وعدم مغادرة المنزل إلا للضرورة القصوى. ودعت الهيئة، إلى عدم السماح للأطفال باللعب خارج المنزل أثناء الظروف الجوية غير الاعتيادية، وعدم محاولة السير أو السباحة في المياه المتدفقة أو البرك ومجاري الأودية والسدود، وعدم استخدام السيارة للتنقل في المناطق المغمورة بالمياه، وفصل التيار الكهربائي عن الأجهزة المنزلية لحمايتها خلال العواصف الرعدية، وتجنب العمل أو الوقوف في المناطق المرتفعة وعلى أسطح المباني وقيد الإنشاء، واستخدام الإشارات التحذيرية والمصابيح، وتخفيف السرعة، وعدم التجاوز، وترك مسافة كافية بين المركبات خلال قيادة المركبة أثناء هطول الأمطار.

تويتر