نصح الأهالي بعدم معاملة المريض كـ «مجرم»

«الوطني للتأهيل»: الإدمان مرض مزمن يحتاج دعماً اجتماعياً وأسرياً

المركز أكد أن مراحل التعافي من إدمان المخدرات تتضمن النية الصادقة للإقلاع. من المصدر

أكد المركز الوطني للتأهيل أن الإدمان من الأمراض المزمنة التي يمكن علاجها والشفاء منها، ناصحاً أهالي مريض الإدمان، بعدم اليأس من محاولات العلاج والبحث عن الأسباب التي أدت إلى إدمانه لحلها، وعدم معاملة المدمن على أنه مجرم، بل على أنه ضحية ومريض بحاجة إلى العلاج.

ونصح المركز الأهالي بعدم مراقبة المريض بشكل صارم، ومنحه المسؤولية والثقة بالنفس، وتقوية الترابط بين الأهل وإعادة إشراكه تدريجياً في الأنشطة الأسرية، وتنمية مهاراته وهواياته، مؤكداً أهمية التثقيف بمرض الإدمان، وطلب المساعدة في سرية تامة بالاتصال بالمركز الوطني للتأهيل.

وحدّد المركز ثلاث مراحل يمر بها المريض للتعافي من إدمان المؤثرات العقلية، وهي إزالة السمية والتخلص من الأعراض الانسحابية، وإعادة التأهيل مع الاستشارات النفسية والخدمات الاجتماعية وبرامج المهارات الحياتية، والدعم الاجتماعي والمتابعة وبرامج تلافي الانتكاسة.

وأكد المركز أن مراحل التعافي من إدمان المخدرات، تتضمن النية الصادقة للإقلاع مع التصميم على طلب العلاج، والتواصل مع الجهات والمراكز المتخصصة في علاج الإدمان، والحصول على الاستشارة الطبية، وتقييم الحالة ووضع الخطة العلاجية اللازمة.

ووجه المركز الوطني للتأهيل الأسر باتباع مجموعة من الأساليب السليمة، للتعامل مع مريض الإدمان، وهي احتواء المتعافي والتقرب منه وبث روح الأمان في جو عائلي مستقر، وفهم طبيعة مرضه وتشجيعه بالكلمات التحفيزية وعدم جرح مشاعره وتذكيره بما مضى. ونصح أهالي مرضى الإدمان، بالتحلي بالصبر وتقوية الإيمان، والمحافظة على محبة المريض، والإنصات إليه ومنحه وقتاً واهتماماً من دون أي تشتيت. كما وجه المركز الأهالي، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي (إكس)، نصائح عدة للتعامل مع الأبناء المراهقين، ومنها إظهار الاحترام للابن والحرص على الاستماع له، والتعرّف إلى أصدقائه وملاحظة سلوكياتهم، ومساندته ومساعدته على تحقيق أهدافه.

ويستخدم المركز أحدث الوسائل العلاجية والوقائية من خلال التعاون والتنسيق مع المنظمات الإقليمية والدولية العاملة في مجال علاج الإدمان، من أجل استحداث أنظمة جديدة لعلاج ووقاية المدمنين ومتابعة تأهيلهم بعد الشفاء لإعادة إدماجهم في المجتمع وتأمين الرعاية المناسبة لهم.

تأثيرات ومضاعفات

أوضح المركز الوطني للتأهيل أن الإدمان مرض مزمن انتكاسي يصيب الدماغ وله تأثيرات ومضاعفات على النفس والسلوك الشخصي والاجتماعي، ويتصف المدمن بالبحث الدائم عن المخدرات واستخدامها بشكل قهري تصعب السيطرة عليه، وذلك على الرغم من الأضرار الصحية والنفسية والاجتماعية الناجمة عن الإدمان.

ويختلف العلاج باختلاف حالة المريض وشدة الإدمان والمضاعفات المصاحبة، بحيث يجب تغطية كل النواحي المرضية الجسدية والنفسية والسلوكية والاجتماعية مع تنمية المهارات الحياتية للمريض، وقد يحتاج المريض إلى دورات علاجية عدة والمتابعة المستمرة لضمان النجاح، لذلك من الضروري إتمام المدة الموصوفة للعلاج والتي تختلف حسب حالة كل مريض واحتياجاته والالتزام بالخطة العلاجية. وحدد المركز علامات الإدمان منها على سبيل المثال لا الحصر: اضطراب الكلام وكثرة النسيان وضعف التركيز والانفعال الشديد وفقدان الوزن والأرق وإهمال المظهر العام والنظافة الشخصية، والكذب والمراوغة وتغيير الأصدقاء وإهدار الأموال والانقطاع عن العمل وعدم المصارحة والتكتم على المشكلة.

تويتر