صيادلة دعوا إلى تسليمها للجهات المعنية لاختبار فعاليتها

أشخاص يتبرعون بأدوية فائضة عبر الـ «واتس أب»..ومختصون يحذرون من خطورتها

صورة

يفتح كثيرون منا خزانات الثياب، أو الثلاجات، فيرون جداراً من الأدوية يحدق بهم. بعضها صرف لأمراض محددة، واستخدم بنشاط وانتظام خلال فترة معينة، والبعض الآخر لم يستخدم منذ شهور، أو ربما على الإطلاق.

بدلاً من التمسك بالأدوية غير المرغوب فيها، أو غير الضرورية، يختار كثيرون منا التبرع بها، فيعلنون على مجموعات «واتس أب» عن توفر أدوية أمراض مزمنة لديهم، كحبوب السكر وإبر الأنسولين وأدوية الضغط، طالبين ممن يحتاج إليها التواصل معهم للحصول عليها..

وتحذر الجهات المختصة من تبادل الأدوية، أو التبرع بها، وتؤكد خطورة استخدام أدوية مخزنة بطرق غير معروفة، أو غير صحيحة، لافتة إلى احتمالات تعرضها للتلف، أو انتهاء صلاحية المواد الفعالة المكونة للدواء، ما ينعكس سلباً على صحة المرضى الذين يتناولونها.

وأفاد صيادلة وأطباء بأن معظم المتبرعين الذين يخزنون هذه الأدوية، لا يعرفون طرق تخزينها الصحيحة، بما فيها درجة الحرارة المناسبة، والعوامل التي تثبط فعالية الأدوية، مؤكدين أن الأنسولين، مثلاً، شديد الحساسية للحرارة والبرودة، ويمكن أن يتعرض للتلف إذا تغيرت الحرارة بضع درجات فقط.

ودعوا الراغبين بالتبرع بأدويتهم للتوجه إلى الجهات المعنية، للتأكد من صلاحيتها قبل وصولها إلى أيدي المرضى المحتاجين.

وتفصيلاً، دعت الصيدلانية مها صالح، إلى التخلص الآمن من الأدوية الفائضة، أو التوجه بها إلى الجهات المعنية بجمع الأدوية وفرزها لتحديد المناسب للصرف منها، محذرةً من التصرف بطريقة عشوائية بها، «لأن البعض يظن أنه من الخير التبرع بها، إلا أن عدم معرفة طرق حفظها وتخزينها يجعلها مصدر خطر على مستخدميها».

وشددت على ضرورة نشر الوعي بطرق التعامل مع الأدوية، وموجبات استخدامها، وأساليب حفظها، ومخاطر التبرع العشوائي بها، لتجنب أي مضاعفات محتملة قد تنجم عن طرق تخزينها الخاطئة.

وأيدها في الرأي الصيدلاني محمد عبدالرؤوف، قائلاً إن عدداً كبيراً من الأشخاص يتوجهون إلى الصيدلانيين بالسؤال عن كيفية استرداد الأدوية، وإمكان إعطائها لأشخاص محتاجين. وهناك من يحملون الأدوية الفائضة لديهم إلى الصيدلية للتخلص منها بشكل آمن.

وأضاف أنه «من الطبيعي أن يكون هناك كثير من الأدوية الفائضة عن الحاجة في المنازل، نتيجة صرف بعض المستشفيات كميات كبيرة منها لأصحاب الأمراض المزمنة، أو بسبب تغير الخطة العلاجية. إلا أن وجود هذه الكميات من الدواء في المنزل يشكل خطراً كبيراً على الأطفال الذين يدفعهم الفضول لتناولها».

من جهتها، أكدت طبيبة الأسنان صفاء النقبي، أن «دافع الأشخاص الذين يتبادلون الأدوية مع أقاربهم، أو يتبرعون بالفائض منها لهم، غالباً ما يكون حب الخير للغير، إلا أن نتائج هذا التبرع قد تكون مضاعفات خطيرة لدى الأشخاص الذين استخدموها».

وأشارت إلى أن الجهات المعنية باستلام الأدوية الفائضة، كصيدليات المستشفيات الحكومية، تتعامل معها بطريقة محددة، تضمن سلامتها قبل تسليمها للمرضى الذين يحتاجون إليها، مشيرة إلى فرزها وتصنيفها والتأكد من فعالياتها، قبل اتخاذ قرار بصرفها للمرضى الذين يعجزون عن شراء الأدوية.

وطالبت أي شخص يفكر في التبرع، بأن يضع في اعتباره التعرف إلى كل دواء بحسب المعايير الموضوعة له من الشركة المصنعة، لأن بعضها يعتمد على العمر الافتراضي للدواء بعد فتح العلبة، فالبخاخات والمراهم صالحة لمدة شهر واحد فقط، أما الأدوية السائلة فتعتمد على طرق التخزين والحفظ، وهي تختلف باختلاف الشركة المصنعة. كما أن طرق حفظ المضادات الحيوية تختلف عن طرق حفظ الأدوية السائلة، وتعتمد طرق تخزين الأقراص والكبسولات على التغليف ومكان الحفظ، مؤكدة أن هناك معايير دقيقة لحفظ الأدوية في مكان جاف وبارد ودرجة حرارة وبرودة معينة، يصعب على الشخص غير المتخصص اتباعها بدقة عالية.

وأكد مدير جمعية الفجيرة الخيرية، يوسف المرشودي، أن الجمعية تسعى لإبرام اتفاقيات بشأن التبرع بالأدوية، للاستفادة منها للمرضى المحتاجين، مضيفاً أن الجمعية تصنف الحالات المرضية التي تتولاها ما بين «عاجلة» و«غير عاجلة»، فيما يتكفل المحسنون بتأمين العلاج.

• غالبية المتبرعين بالأدوية لا يعرفون الطرق الصحيحة لتخزينها.

• وجود كميات كبيرة من الدواء في المنزل يشكل خطراً كبيراً على الأطفال.

تويتر