مختصون: جائحة «كورونا» عزّزت الوعي بالوقاية من الأمراض

%13.7 انخفاضاً بمصابي الأمراض المعدية في دبي خلال عام

صورة

كشفت إحصاءات رسمية انخفاض أعداد مصابي الأمراض المعدية في دبي بنسبة 13.7% خلال عام، فيما عزا أطباء مختصون الانخفاض إلى تنامي الوعي بالإجراءات الاحترازية لدى أفراد المجتمع على خلفية جائحة «كورونا»، واهتمام الناس بشكل أكبر باللقاحات.

وأكد الأطباء لـ«الإمارات اليوم» أن التغير الذي طرأ على المجتمع خلال العامين الأخيرين، كان من شأنه زيادة وعي الناس حول أهمية وآلية الإجراءات الاحترازية والوقائية، وتطور التقنيات العلاجية، الأمر الذي حدّ من انتشار الأمراض المعدية، خصوصاً الموسمية منها.

وكشفت إحصاءات رسمية صادرة عن هيئة الصحة في دبي، أن إجمالي المرضى المصابين بالأمراض المعدية بلغ 12 ألفاً و714 حالة العام الماضي، مقارنة بـ14 ألفاً و743 حالة سنة 2020، بمعدل تراجع بلغ 13.7%، من بينهم 2064 مواطناً، مقابل 10 آلاف و650 من المقيمين.

وحسب الإحصاءات الحديثة كانت الفئة العمرية بين 25 و35 عاماً الأكثر تعرضاً للأمراض المعدية، بنسبة بلغت 31.5%، تلتها الفئة العمرية بين 35 و44 عاماً، بنسبة 22.4%، وجاءت الفئة العمرية بين 45 و54 عاماً في المرتبة الثالثة بنسبة 11.4%، في حين جاءت النسبة الأقل من الإصابات في الفئة العمرية أقل من عام، بنسبة بلغت 1.3%.

وفي ما يخص نوعية الأمراض المعدية الأكثر انتشاراً جاءت الإنفلونزا الموسمية بعدد 4207 إصابات، بنسبة بلغت 33.1%، يليها مرض الزهري المبكر بإجمالي 1378 إصابة، بنسبة 10.8%، ثم مرض الجديري المائي بنسبة 6.3% من الإصابات.

وعزا أخصائي طب الأسرة في مستشفى فقيه الجامعي، الدكتور عادل سجواني، تراجع نسب الإصابة بالأمراض المعدية، نتيجة تشديد الترصد الوبائي من قبل الجهات المعنية وزيادة الوعي الصحي المجتمعي، مشيراً إلى أن جائحة «كورونا» زادت الضغط على الجهات الصحية، ورفعت الوعي بأهمية الترصد الوبائي لهذا النوع من الأمراض، الذي أدى إلى قلة حالات الإصابة بكل الأمراض المعدية أبرزها «كوفيد-19»، والإنفلونزا الموسمية، والنزلات المعوية، والحصبة الألمانية، وغيرها.

وأكد سجواني أن اللقاحات كان لها دور كبير أيضاً في الوقاية وتقليل الإصابة بهذه النوعية من الأمراض، لافتاً إلى أن الأطفال وكبار السن وأصحاب المناعة الضعيفة من أكثر الفئات عرضة للإصابة بهذه النوعية من الأمراض، إضافة إلى العاملين في القطاع الصحي والحوامل، والعاملين في البيئات التي تشهد ازدحاماً كبيراً مثل سكنات العمال.

من جهته، أفاد أخصائي الأمراض الباطنية في مستشفى «تداوي» في دبي الدكتور عمر السيد، بأن جائحة «كورونا» كانت الدرس الأكبر للبشرية حول أهمية الوعي الصحي والالتزام بالإجراءات الوقائية، خصوصاً أمراض الجهاز التنفسي التي عادة ما تتصدر قائمة الأمراض المعدية المنتشرة بين أفراد المجتمع، خصوصاً الإنفلونزا والبرد إلى جانب النزلات المعوية والالتهابات الجلدية التي تنتشر بين الأطفال.

وشدد على أهمية الاستمرار في المحافظة على الإجراءات والسلوكيات الوقائية، لتصبح أسلوب حياة لدى الجميع، وتجنب الاختلاط بالأشخاص المرضى، ولبس الكمامات في الأماكن المزدحمة، والاهتمام بتعزيز المناعة من خلال الغذاء الصحي المتوازن، وممارسة الرياضة بانتظام.

من جهته، قال أخصائي طب المجتمع، المتحدث الرسمي باسم جمعية الإمارات للصحة العامة، الدكتور سيف درويش، إن الأمراض المعدية عموماً تنتقل بطرق وآليات محدودة، مثل التنفس أو التلامس أو الاختلاط مع أشخاص مصابين، جميع هذه الطرق أصبح لدى أفراد المجتمع دراية ووعي كافٍ بآلية التعامل معها وتجنبها، كذلك أسهمت اللقاحات بشكل كبير في الحد من انتشار الأمراض المعدية وانتقالها بين أفراد المجتمع، مؤكداً أنها تُعد بمثابة المحور الأساسي وراء تراجع نسب الإصابة بالأمراض المعدية.

التقنيات العلاجية لمواجهة الأمراض

قال أخصائي طب المجتمع المتحدث الرسمي باسم جمعية الإمارات للصحة العامة الدكتور سيف درويش: «كل الأمراض المعدية تقل وتتراجع كلما صار المجتمع يعتمد على التقنيات العلاجية الحديثة في مواجهة الأمراض والتصدي لها، متوقعاً أن تستمر المعدلات في التراجع خلال السنوات المقبلة، مع تنامي الوعي وتوافر العلاجات الحديثة بشكل مستمر».

وشدّد على ضرورة التزام بعض الفئات بشكل أكبر بالإجراءات الوقائية أبرزها كبار السن، ومن لديهم أمراض مناعية، والأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة، كونهم أكثر عرضة لمخاطر الإصابة بهذه النوعية من الأمراض التي ينتشر أغلبها بشكل موسمي.

• الفئة العمرية بين 25 و35 عاماً الأكثر تعرضاً للأمراض المعدية.

تويتر