بشرى سارة لمرضى الصداع النصفي.. "فيبتي" أول علاج يقدمه مستشفى رأس الخيمة

أعلن مستشفى رأس الخيمة عن تقديمه (فيبتي) أول علاج للوقاية من الصداع النصفي عن طريق تثبيط الببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين، والذي يقلل فترة المعاناة من الصداع النصفي بنسبة تصل إلى 75%، ولفت المستشفى إلى أن 25% من سكان الدولة يعانون من الصداع النصفي وفقاً لآخر التقارير الصحية.

وقالت أخصائية الأعصاب في مستشفى رأس الخيمة الدكتورة سويتا أداتيا،  إن العلاج الجديد للصداع النصفي أصبح متوفراً الآن في مستشفى رأس الخيمة، من خلال تقديم علاج يسمى (فيبتي) عن طريق الوريد يقدم للمريض على أربع جرعات سنوياً وتستغرق كل جرعة 30 دقيقة.

وأوضحت أنه يتوفر للمرضى فرصة الاختيار من بين ثلاث فئات مختلفة من العلاجات المضادة للببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين والتي يقدمها المستشفى، وآخرها علاج فيبتي، حيث يتم إعطاء العلاجين الآخرين إيموفيج (إرنوماب) وإمجاليتي (جلكانيزوماب) تحت الجلد مرة واحدة شهرياً، وتابعت وتعد هذه العلاجات من أهم طرق علاج الصداع النصفي والوقاية منه منذ عقود، حيث تم تصميمها لاستهداف الببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين، وهو البروتين المعروف بتسببه في نوبات الصداع النصفي، من خلال عمل الجسم المضاد أحادي النسيلة في الدواء على تثبيط فعالية الببتيد.

وأضافت أنه في ظل عدم توافر دواء مخصص للوقاية من الصداع النصفي يعالج الأطباء حتى حالات الصداع النصفي باستخدام أدوية وقائية، مثل مضادات الاكتئاب وأدوية الصرع ومضادات ارتفاع ضغط الدم، لكن الأدوية المضادة للببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين تستهدف السبب الجذري للمشكلة وتفيد المرضى بشكل كبير من خلال تقليل فترة المعاناة من الصداع النصفي بنسبة تتراوح بين 50 إلى75%.

وذكرت أن الببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين موجود في الدماغ، وهو المسبب الرئيسي للألم، حيث قام المستشفى بإطلاق أول علاج مضاد له في منتصف عام 2020 بوصف علاج على نطاق واسع للمرضى الذين شهدوا جميعاً تحسناً واضحاً في نوعية حياتهم، وعليه امتلك المستشفى الخبرة الكافية في توفير العلاجات الثلاثة المضادة للببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين، بما فيها علاج "فيبتي"، والذي يعطى على شكل حقنة وريدية كل ثلاثة أشهر.

وأضافت أنه يتم اختبار الأجسام المضادة أحادية النسيلة للكشف عن الصداع النصفي مع إنذار مسبق والصداع النصفي بدون إنذار مسبق والصداع النصفي العَرضي والصداع النصفي المزمن والصداع الناتج عن الإفراط في تناول الأدوية، وقد أثبت العلاج "فيبتي" فعالية كبيرة في علاج كل نوع منها، مما يشجع الأشخاص الذين لم تتحسن حالتهم باستخدام الأساليب الوقائية على تجريبها.

ولفت إلى أن الصداع النصفي يعتبر من الأمراض التي لا يتم تشخيصها وعلاجها بشكل ملائم في معظم الحالات والذي يؤثر سلباً على جميع جوانب حياة المرضى، ولا سيما الجوانب الشخصية والمهنية فهو يؤثر على جودة حياة المريض ويؤدي إلى تراجع إنتاجيته وقدرته على تنفيذ المهام اليومية، فضلاً عن نظرة المجتمع السلبية تجاهه.

وشرحت أن 25% من سكان الدولة، بمعدل 1 من كل 4 أشخاص يعانون من الصداع النصفي على الرغم من أنه لم يتم تشخيص العديد من الحالات على مدى طويل. ووفقاً للبيانات الصحية، إذ تستغرق فترة العلاج حوالي 5 سنوات وسطياً منذ ظهور الأعراض السريرية الأولى وحتى تشخيص وجود حالة الصداع النصفي بشكل صحيح.

وأضافت أداتيا، "يزور عياداتنا الخارجية أكثر من 100 مريض يعانون من الصداع شهرياً، 60% منهم يعانون من مرض الصداع النصفي، ومن المعروف أن الإناث يشكلن 70% من مرضى الصداع النصفي مقابل 30% من الذكور.

وأوضحت " يمكن أن تستمر نوبة الصداع النصفي لدى المريض من أربع ساعات إلى ثلاثة أيام وقد تسبب إنهاكاً شديداً وتترافق مع آلام الرأس والخفقان والغثيان والقيئ والحساسية من الضوء والصوت، وقد يضطر بعض المرضى لقضاء من 15 إلى 18 يوماً من الشهر في غرف مظلمة بسبب نوبات الصداع النصفي التي يمكن أن تؤدي إلى إعاقة تؤثر على قدرة الشخص على العمل بشكل طبيعي.

وتابعت أنه قد تظهر أعراض تحذيرية عند بعض الأشخاص تُعرف بالأورة التي تسبق الشعور بالصداع أو تترافق معه، ويمكن أن تشمل هذه الأعراض اضطرابات بصرية، مثل رؤية ومضات ضوئية أو نقاط عمياء، أو اضطرابات أخرى، مثل الشعور بالوخز في جانب واحد من الوجه أو في الذراع أو الساق وصعوبة في التحدث.

ومن جهته أشار الرئيس التنفيذي في مستشفى رأس الخيمة، الدكتور رضا صديقي "إلى أن طرق العلاجي الجديدة تعتبر الأفضل للمرضى الذين يعانون من الصداع النصفي، ويعتبر مستشفى رأس الخيمة من أوائل المؤسسات الصحية التي توفر جميع الخيارات للمرضى بالدولة.

وبدورها قالت المريضة إيمي ماي شينك، التي شهدت نتائج ملحوظة مع العلاج الجديد المضاد للببتيد المرتبط بجين الكالسيتونين، " أشعر بأنني شخص مختلف تماماً بدأت حياتها من جديد فبعد معاناة استمرت على مدى 13 عاماً، استشرت خلالها العديد من الأطباء والمتخصصين وجربت فيها مجموعةً كاملةً من العلاجات، بما فيها الوخز بالإبر وجلسات العلاج بتقويم العمود الفقري والواقيات الفموية وغيرها الكثير، حتى وصلت إلى حالة من اليأس واستسلمت للألم، لكن العلاج الجديد كان سبباً في إنهاء معاناتي.

وأوضحت " منذ بدأت في تلقي علاج فيبتي (ابتينزماب) الوريدي انخفض معدل التعرض لنوبات الصداع من مرة في اليوم إلى مرة في الأسبوع، حيث عانيت في الماضي من آلام شديدة ومشاكل في الرؤية إضافةً إلى حالات الإقياء والغثيان اليومية، لكني أصبحت قادرة الآن وبعد عدة سنوات على قضاء وقت ممتع مع عائلتي ومتابعة دراستي، الأمر الذي كان مخيفاً بالنسبة لي بسبب حالتي الصحية.

تويتر