باحثون من الإمارات يكشفون عن 8 جينات تؤثر في شدة الإصابة بـ «كورونا»

توصل فريق بحثي في الإمارات إلى أن التركيب الجيني للفرد يسهم في قابلية التعرض للإصابة بفيروس كورونا وطبيعة الاستجابة له، حيث تلعب الجينات المضيفة دوراً بارزاً في درجة حدة المرض، وأظهرت الدراسة وجود ثمانية جينات في الرئتين يُتوقع ارتباطها بحالات الإصابة الخطيرة.

وتفصيلاً،ركز الفريق خلال الدراسة، على ما مجموعه 646 مريضاً مصاباً بفيروس «كوفيد-19»، تم نقل 482 منهم إلى المستشفى لحاجتهم إلى أجهزة التنفس الاصطناعي والأوكسجين نتيجة الإصابة بمتلازمة ضيق التنفس الحاد والالتهاب الرئوي ومضاعفات أخرى شديدة، حيث أظهرت نتائج الفحص الجيني لديهم وجود ثمانية جينات في الرئتين يُتوقع ارتباطها بحالات الإصابة الخطيرة التي تستدعي الدخول إلى المستشفى.

وأشار إلى أن الغموض في جائحة «كوفيد-19» يكمن في اختلاف شدة الإصابات بين الأفراد ما بين متوسطة وشديدة الخطورة وتتباين حالات الإصابة بالفيروس من عدم ظهور الأعراض إلى إصابات قد تعرض حياة الأفراد للخطر تتمثل في الالتهاب الرئوي الفيروسي ومتلازمة ضيق التنفس الحاد، على الرغم من الكشف عن بعض العوامل المتعلقة بشدة المرض، إلا أنها لا تفسر جميع هذه التباينات التي نشهدها.

ورصد الفريق البحثي خلال الدراسة بعض عوامل الخطورة وإدارة المرض والأنظمة الصحية المساهمة لمجموعة متنوّعة من أعراض الإصابة بـ«كوفيد-19» التي يمكن مشاهدتها، مشيراً إلى أن العديد من الدراسات المتمركزة حول العلاقة بين الجينات والإصابة بالفيروس أثبتت وجود رابط بين التركيب الجيني للمريض ومدى قابليته للإصابة الشديدة، كما تم الكشف عن ثمانية جينات تتميز بارتباطها الوثيق بحالات الإصابة شديدة الخطورة بفيروس «كوفيد-19»، بفضل الدراسة الأولى من نوعها في الإمارات التي ركزت على ارتباطات الجينوم بالمرض.وتوصلت الدراسة، إلى أن الإصابة بـ«كوفيد-19» تؤثر في التعبير الجيني الذي يرتبط بدوره بحدوث التهابات وعمليات أكسدة في الجسم، حيث تم رفع مستوى التعبير الجيني للجينات المسؤولة عن إنتاج أنواع أوكسجين تفاعلية، وهي أجزاء غير مستقرة تحتوي على الأوكسجين وتتفاعل بسهولة مع جزيئات أخرى داخل الخلية، بينما تم الحد من التعبير الجيني المؤثر في إنتاج مضادات الأكسدة، وهي جزيئات مسؤولة عن محاربة الجذور الحرة.وضم الفريق البحثي القائم على الدراسة كلاً من أستاذة مشاركة ومديرة مركز جامعة خليفة للتكنولوجيا الحيوية الدكتورة حبيبة الصفار، والدكتورة ميرا موسى، والباحثَين المشاركَين هيما فوريفي وحسين قنوط، وجميعهم من مركز جامعة خليفة للتكنولوجيا الحيوية، إلى جانب باحثين من مدينة الشيخ خليفة الطبية وهيئة الصحة بدبي وجامعة غرب أستراليا، وتم نشر نتائج الدراسة في المجلة الطبية المرموقة «ذي لانسيت».

وقالت الصفار: «يسهم تحديد المتغيرات الجينية المرتبطة بشدة الإصابة بفيروس (كوفيد-19) في الكشف عن معلومات بيولوجية جديدة حول أسباب المرض وتحديد الأهداف الميكانيكية لتطوير العلاجات واللقاحات، حيث أصبح بإمكاننا التعرف إلى الأفراد القابلين للإصابة الخطيرة بشكل خاص».

وأشارت إلى أن المنهجية التي صممها الفريق البحثي تهدف إلى الكشف عن المتغيرات المشتركة بين المجموعات العرقية والمتمثلة في الجينات الثمانية المؤثرة في مدى خطورة الإصابة بالفيروس بين مختلف السكان، حيث وُجدت هذه الجينات في الرئتين وترتبط بتطور أورام وأمراض الرئة وانسداد مجرى الهواء فيها، وفي مرضى «كوفيد-19» الخاضعين للعلاج في المستشفيات، ترتبط هذه الجينات بالتهابات الرئتين وفشل الجهاز التنفسي الذي يستدعي الحاجة لأجهزة التنفس الاصطناعي.

وأضافت: «يتعين علينا إجراء المزيد من الدراسات على جينات السكان في جميع أنحاء العالم ليتسنى لنا تحديد هذه الجينات في مجموعات سكانية أخرى خارج نطاق الدولة، لنقوم بعد ذلك بتطوير علاجات محددة حسب السكان للحد من خطورة هذا المرض عالمياً»، مشيرة إلى أن «نتائج الدراسة أكدت أهمية الدور الذي يلعبه التنوع الجيني في تحديد درجة الإصابة بفيروس سارس كوف-2 وطبيعة استجابة الجسم له».

• الدراسة ركّزت على 646 مريضاً مصاباً بـ«كوفيد-19»، تم نقل 482 منهم إلى المستشفى لحاجتهم إلى أجهزة التنفس الاصطناعي والأوكسجين.

الأكثر مشاركة