من الولادة إلى سن 18 عاماً

دبي تصدر دليلاً إرشادياً إكلينيكياً لدعم ذوي اضطراب طيف التوحد

أصدرت حكومة دبي، في إطار اهتمامها الكبير بتوفير أفضل عوامل الدعم لأصحاب الهمم، دليل دبي الإرشادي الإكلينيكي لذوي اضطراب طيف التوحد من فئة الأطفال واليافعين (الفئة العمرية الممتدة منذ الولادة إلى 18 عام)، وذلك في خطوة مهمة للإمارة في مجال تعزيز منظومة الرعاية الصحية والاجتماعية المتكاملة، التي توفرها لأصحاب الهمم عموماً، ولذوي اضطراب طيف التوحد على وجه التحديد، حيث يضمن الدليل توحيد إجراءات وآليات الكشف المبكر، والتدخل المبكر، وتكامل طرق وبروتوكولات العلاج، والارتقاء بمستوى الخدمات الصحية والاجتماعية لضمان حصول هذه الفئة على فرص متكافئة في التعليم، والصحة، والتوظيف، وغيرها من نواحي العيش الكريم.

يأتي ذلك تطبيقاً لسياسة الصحة الدامجة، إحدى برامج استراتيجية دبي للإعاقة 2020 ضمن مبادرة «مجتمعي...مكان للجميع» التي أطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، والهادفة لتحويل دبي إلى مدينة صديقة بالكامل لأصحاب الهمم، وتتضمن مسار الصحة الدامجة على رأس أولويات تأمين حقوق أصحاب الهمم وتحقيق جودة الحياة لهم.

ويتوافق الدليل في رسالته وأهدافه ونطاق تنفيذه مع الدعوات المتجددة لمنظمة الصحة العالمية، التي أكدت فيها المنظمة على أهمية سعي الحكومات حول العالم نحو توفير سياسات ونظم وأدلة إرشادية لتحسين جودة حياة ذوي اضطراب طيف التوحد، وتمكينهم من جميع السبل المعززة لصحتهم وعافيتهم، وخاصة مع تقديرات المنظمة لمعدلات الإصابة بهذه الاضطرابات التي تصل إلى شخص واحد من كل 160شخصاً على مستوى العالم.

وتأتي أهمية دليل دبي الإرشادي الإكلينيكي، في كونه أداة رئيسة لاتخاذ القرارات وتطوير السياسات المتعلقة بذوي اضطراب طيف التوحد، إلى جانب كونه أداة مهمة لتوجيه وإرشاد مقدمي الرعاية الصحية وعائلات ذوي اضطراب طيف التوحد، لمساعدة الأطفال واليافعين على تجاوز التحديات والظروف الصحية التي تواجههم، بما يحقق دمجهم ويضمن تفاعلهم في المجتمع.

وقال المدير العام لهيئة الصحة بدبي عوض صغير الكتبي، إن «دبي أرست قواعد عدة، وحددت من المبادئ والأهداف، ما يجعلها في صدارة المدن الصديقة لأصحاب الهمم، وأنها في هذا الاتجاه تعمل بجميع أجهزتها ومؤسساتها وهيئاتها بما فيها هيئة الصحة في دبي على تقديم نموذج يحتذى به في الرعاية الصحية والاجتماعية، وخصوصاً في مجال العناية بحياة وسلامة ودمج أصحاب الهمم، بمن فيهم ذوي اضطراب طيف التوحد».

وأكد الكتبي أن الهيئة تولي هذه الفئة المجتمعية المهمة، أولوية قصوى في سياستها وخططها وبرامجها التطويرية هدفها توفير خدمات طبية عالية الجودة وعناية صحية فائقة المستوى، وذلك مواكبة لما تنجزه إمارة دبي في هذا الشأن.

وأوضح أن دليل دبي الإرشادي الإكلينيكي لذوي اضطراب طيف التوحد من فئة الأطفال واليافعين (الفئة العمرية منذ الولادة إلى 18 عام)، يمثل نقلة مهمة ونوعية على طريق الرفاه الصحي الذي تعمل دبي على تحقيقه للجميع، وأن الهيئة لن تدخر وسعاً في دعم هذا التوجه، الذي يعكس الوجه الحضاري لإمارة دبي.

تجدر الإشارة إلى أن الدليل جاء ثمرة لجهود كبيرة قام بها فريق عمل تم تشكيله على مستوى حكومة دبي، حيث أشرف الفريق على تطوير البروتوكولات والأدلة الإرشادية الإكلينيكية لتوجيه عملية تقديم الخدمات وتوضيح المعايير والأسس المثلى لتقديمها، بما يحقق الارتقاء بمستوى الجودة.

ضم الفريق في عضويته ممثلين عن مستشفى الجليلة التخصصي للأطفال، وهيئة الصحة في دبي، ‏وسلطة مدينة دبي الطبية. وقد سبق أن شاركت الجهات الممثلة ضمن الفريق في تطوير وثيقة المبادئ العامة بالتشاور مع نخبة من الخبراء العالميين من الولايات المتحدة وأستراليا، وقد استند محتوى الوثيقة إلى أفضل الممارسات العالمية في مجالات الكشف المبكر عن الإصابة باضطرابات طيف التوحد في فئة الأطفال واليافعين.

وأكدت هيئة الصحة في دبي أن محتوى الدليل وما تضمنه من إرشادات، سيتم ترجمته وتوزيعه على المنشآت الطبية للعمل به، ولضمان وصول الإرشادات إلى العائلات، بما يعزز جهود الرعاية المتكاملة والشاملة لذوي اضطراب طيف التوحد. وخصصت الهيئة رابطاً خاصاً للاطلاع على الدليل والاستفادة مما جاء فيه من إرشادات: (https://www.dha.gov.ae/Asset%20Library/HealthRegulation/Autism%20guidelines-%20final2.pdf )،

تويتر