رحلة شقاء استمرت 27 سنة من «التعاطي» والسجن والعزلة

«خمسيني» يتعافى من «الإدمان» بعد وفاة أشقائه الثلاثة وأصدقائه بجرعات زائدة

صورة

لجأ خليجي خمسيني إلى مركز حماية الدولي بالإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي، لإنقاذه من إدمان المخدرات بعد 27 عاماً من التعاطي، شهد خلالها وفاة جميع أفراد شلة المخدرات، من بينهم ثلاثة من أشقائه نتيجة تعاطي جرعات زائدة، وعانى السجن والعزلة المجتمعية.

وقال مدير مركز حماية الدولي، العقيد عبدالله الخياط، إن المركز احتوى حالة الرجل وأخضعه للمادة 43 من قانون مكافحة المخدرات، التي تعد طوق نجاة وتعفي المتعاطي من العقوبة حين يُسلم نفسه أو يسلمه أحد أقاربه من الدرجة الأولى أو الثانية لأحد المراكز العلاجية أو إلى النيابة العامة أو الشرطة طلباً للعلاج، مؤكداً أنه تعافى من الإدمان تماماً على الرغم من طول فترة تعاطيه، ما يمثل بارقة أمل للجميع.

وتفصيلاً، استقبل قسم الفحص الدوري بمركز حماية رجلاً خمسينياً، قال بكل يأس للقائمين على القسم: «لقد تعبت.. ساعدوني.. أبا أعيش»، مشيراً إلى أنه وقع في فخ «الجرعة الأولى» وبدأ مشوار تعاطي المخدرات في سن 23 عاماً بتشجيع من «شِلة» مات جميع أفرادها الواحد تلو الآخر نتيجة تعاطي جرعات زائدة من المخدرات.

وقال العقيد عبدالله الخياط، في تصريح لـ«دورية حماية» إن الرجل وجد نفسه وحيداً يعاني ذل الإدمان ومرارته، فقرر أن يستفيد من المادة 43 من قانون المخدرات، عملاً بمبدأ «أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً»، وبعزيمة وإصرار كبيرين تحسنت حالة الرجل الخمسيني، بفضل المتابعة والبرنامج العلاجي والتأهيلي الشامل، وأبدى التزاماً كبيراً بمواعيد فحوصه الدورية وحضور ندوات التوعية، حتى طوى 27 عاماً من الإدمان.

وأوضح أن غالبية الذين يتورطون في فخ الإدمان يتلقون جرعتهم الأولى من أصدقاء سوء، ويضيعون أجمل سنوات حياتهم في تعاطي المخدرات والسموم، وقد يتورطون لاحقاً في جرائم ويكون مصيرهم السجن أو الموت، ولكن بعضهم يُصر على العودة إلى الحياة مجدداً ويثابر من أجل هذه الغاية، من بينهم هذا الرجل الذي انخرط في التعاطي وسط غفلة الأهل وإهمالهم، بل وجر ثلاثة من أشقائه إلى «شِلة» التعاطي، التي مات أفرادها - بمن فيهم إخوته - تباعاً بجرعات زائدة، بعد التورط في كثير من الجرائم.

وتابع الخياط أن الرجل يعيش أعزب وحيداً ومنبوذاً في محيطه الاجتماعي منذ سنوات طويلة، كما عانى الخوف والقلق والمرض وصراعات نفسية كثيرة بعد وفاة أفراد «شِلة» التعاطي، وكلما فكر في تغيير حياته وجد نفسه متعطشاً للتعاطي، ومتورطاً في قضايا مخدرات وصل عددها إلى سبع قضايا أدخلته السجن مرات عدة، ورغم غرقه حتى أذنيه في عالم الإدمان، فإن نفسه كانت تحدثه دائماً بالعودة إلى الحياة بدلاً من الموت بجرعة زائدة وتطالبه بالخلاص من العذاب والذل والقهر الذي يعيشه كل يوم بسبب المخدرات.

وأفاد الخياط بأن الرجل تلقى في ديسمبر الماضي اتصالاً من قسم الفحص الدوري لزيارة القسم والخضوع للفحص، وهنا بدأ التغيير الحقيقي، إذ وصل متعباً ومنهكاً واعترف بالعودة إلى تعاطي المخدرات، قائلاً: «أنا تعبت.. ساعدوني.. أبا أعيش»، وبدا هذه المرة جاداً في توبته وصادقاً في نيته وإرادته، وطلب تجديد الثقة به للمرة الأخيرة، وفعلاً تم احتواؤه وقدم له مركز حماية الدولي فرصة التعافي والعودة مجدداً إلى الحياة بالتعاون مع مركز عونك للتأهيل الاجتماعي ومركز إرادة للعلاج والتأهيل.

وبمرور الوقت صار أكثر حرصاً على التغير والانسلاخ عن ماضيه الأليم وكل ما يذكره بعالم الإدمان، فالتزم بحضور المحاضرات التوعوية وأداء الصلوات في وقتها، كما كان يبلغ عن الأشخاص الذين يحاولون التأثير عليه وجره مرة أخرى للتعاطي، وبدأ يقترب من عائلته، الأمر الذي دفع المركز إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لأفراد أسرته لمساعدتهم على تجاوز الماضي بكل آلامه وفتح صفحة جديدة.

• استفاد من المادة 43.. و«حماية» دعمه نفسياً واجتماعياً ووفر له الرعاية والتأهيل.

تويتر