خلال الإحاطة الإعلامية الخاصة بمستجدات «الفيروس»

لا دليل لقدرة طفرات «كورونا» على إفشال اللقاحات

الدكتور عمر عبدالرحمن الحمادي: «الباحثون رصدوا حصول طفرات أدّت إلى تغير في بنية فيروس كورونا المستجد الجينية، بصورة غير مؤثرة».

عقدت حكومة الإمارات الإحاطة الإعلامية الدورية الخاصة بالمستجدات الصحية حول فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وأكدت خلالها قدرة القطاع الصحي في الدولة على التعامل بكفاءة مع أي تغييرات قد تطرأ على الوضع الصحي، وتوفير أفضل أشكال الوقاية والرعاية الصحية للمواطنين والمقيمين، بفضل كوادره الطبية المميزة وتعاون المجتمع، وهو ما أثمر نجاح المؤسسات المعنية في التعامل الفعال مع الجائحة منذ بدايتها، واحتواء انتشار الفيروس.

وحول الأخبار المتداولة عن ظهور طفرة جديدة لفيروس كورونا المستجد، أكد المتحدث الرسمي للإحاطة الإعلامية لحكومة الإمارات حول مستجدات وإجراءات التعامل مع مرض «كوفيد-19»، الدكتور عمر عبدالرحمن الحمادي، أن «الفيروسات من أكثر الكائنات الحية قابلية للتطور السريع، ما يجعلها متقلبة ومتغيرة بشكل مستمر، حيث تتكاثر بسرعة كبيرة، وكلما ازدادت سرعة التكاثر ازدادت احتمالية حصول الطفرات».

وأضاف أن «الفيروسات قد تتغير بطريقة مخادعة، ما يسبب الإصابة بنزلات البرد الشائعة، وتكرار الإصابة بها، بسبب التغيرات التي تطرأ على الفيروس نتيجة الطفرات».

وأشار الحمادي إلى أن «الطفرة» تعني حدوث تغير في جينات الفيروس خلال عملية التكاثر، ثم يتم تمريرها إلى الجيل الجديد. وتحدث الطفرات على ثلاثة أشكال مختلفة، فهي إما أن تكون طفرات محايدة لا تحرك ساكناً ولا تُحدث أي تغيير، وهذا ما يحدث مع معظم الطفرات بشكل عام، وقد حدث ذلك فعلاً مع فيروس كورونا المستجد. أما الشكل الثاني فالطفرات التي تزيد قوة الفيروس أو قدرته على الانتشار، أو زيادة حدة المضاعفات الناتجة عنه، ما يعد أمراً نادراً. وأخيراً الشكل الثالث، وهو الطفرات التي تسبب ضعف الفيروس، وتؤدي إلى انحساره، وهو أمر ليس بالشائع أيضاً، إلا أنه حدث بالفعل مع فيروس سارس، وأسهم في انحساره إلى جانب عوامل أخرى، مثل التباعد الجسدي، والعزل المبكر للمصابين.

وقال الحمادي إنه «منذ مارس الماضي، رصد الباحثون حصول طفرات أدت إلى تغير في بنية فيروس كورونا المستجد الجينية، بصورة طفيفة وغير مؤثرة. كما عبر بعض العلماء عن مخاوف من تأثير للطفرات في هيكل السطح الخارجي للفيروس، ما أثار القلق حول إمكانية تسهيل هذه الطفرات دخول الفيروس للخلية البشرية».

وأضاف الحمادي أنه، خلال الفترة الأخيرة، أبدى بعض الباحثين مخاوف من كون بعض الطفرات الجديدة قد ساعدت سلالة جديدة من فيروس كورونا المستجد على الانتشار بصورة أسرع في بعض مناطق العالم، موضحاً أن «هذا الأمر لايزال قيد الدراسة والمتابعة الشديدة من العلماء والجهات المختصة، ولم يتم التوصل إلى نتيجة قاطعة».

وأكد الحمادي أن «الأبحاث السريرية لم تشر إلى قدرة أي من هذه الطفرات على إفشال عملية الاستجابة للقاحات، بل سجل باحثون - قبل ظهور الطفرة الجديدة - أن مناعة الإنسان صارت تحارب النسخ المتحورة من الفيروس الأصلي بصورة أكثر فاعلية من ذي قبل».

ودعا الجمهور إلى عدم الخوف أو الهلع جراء هذه الأخبار، وكذلك تجنب نشر الشائعات والأخبار التي تحمل لغة مُلتبسة لحين التحقق من مراد العلماء الصحيح، مطالباً الجميع بمواصلة الالتزام بالإجراءات الاحترازية، مثل التباعد الجسدي، والتعقيم، ولبس الكمامات.

وأكد ضرورة التزام القادمين من خارج الدولة بالإجراءات الاحترازية، بما فيها الالتزام بالحجر المنزلي، وعدم مخالطة الآخرين والتوجه للمستشفى حال ظهور أية أعراض. كما شدد على التزام الموجودين خارج الدولة بالاحتياطات والإجراءات الوقائية، الخاصة بالدول التي يوجدون فيها.

وأكد أهمية التزام العاملين في المطارات والمنافذ الجوية بالإجراءات الاحترازية، وأخذ الاحتياطات عند التعامل مع المسافرين.

ولفت إلى أهمية الوعي الذاتي كسلاح فعال ضد الوباء، يضمن لنا حماية أنفسنا وأسرنا وجميع من نحب، والابتعاد عن مصادر العدوى.

تويتر