من خلال دراسة شاملة تستهدف 20 ألف شخص خلال 5 سنوات

«صحة دبي» ترصد مسببات الأمراض المزمنة لدى المواطنين

المؤتمر الصحافي عُقد في مقر هيئة الصحة بدبي. ■ من المصدر

أعلنت هيئة الصحة في دبي بدء إجراء دراسة شاملة لرصد وتتبّع أبرز مسببات الأمراض المزمنة لدى المواطنين من عمر 18 عاماً فأكثر، وذلك ضمن دراسة وطنية طويلة المدى، تستهدف 20 ألف شخص خلال خمس سنوات، وتستمر لتشمل أكبر عدد من المواطنين.

وأوضحت الهيئة أن الدراسة تنفذ بالتعاون مع جامعة نيويورك أبوظبي تحت شعار «مستقبل صحي للإمارات»، للوصول الى منظومة متطورة للوقاية من الأمراض الوراثية والجينية، وكذلك الأمراض المزمنة.

وقالت رئيس فريق الدراسة، الدكتورة منى تهلك، خلال مؤتمر صحافي عقد أول من أمس في مقر هيئة الصحة بدبي، إن «الدراسة تستهدف 20 ألف متطوع إماراتي من الأصحاء من عمر 18 سنة وما فوق»، مشيرة إلى أن الدراسة بدأت قبل أربع سنوات في أبوظبي، وتمكنت من جمع 8000 متطوع، منهم 400 متطوع من إمارة دبي.

وأشارت تهلك إلى أن عملية استقبال المتطوعين توقفت عام 2020 بسبب تفشي جائحة (كوفيد-19)، ولكنها عادت من جديد لاستقبال المتطوعين الراغبين بالمشاركة من إمارات الدولة كافة، وسيتم في القريب العاجل توقيع اتفاقية مع وزارة الصحة ووقاية المجتمع لإشراكهم في الدراسة، وذلك لتغطية الإمارات الأخرى للتسهيل على المواطنين الراغبين بالمشاركة في الدراسة، والتي تهدف إلى الوصول إلى منظومة متطورة للوقاية من الأمراض الوراثية والجينية، وكذلك الأمراض المزمنة.

وأضافت أن التحديات التي تواجهها الدراسة تكمن في الحصول على الأعداد الكافية من المتطوعين، خصوصاً أن ثقافة التطوع مازالت غير منتشرة بالشكل الكافي في الدولة لأسباب عدة، منها الانشغال في العمل أو مع الأسرة، ونتفهم ذلك جيداً، مستدركة «لكن عندما يتعلق الأمر بمصلحة الدولة نتوقع أن يكون هناك تفهم أكثر لدى المواطنين، ونأمل خلال الفترة المقبلة أن نصل للعدد المطلوب في الدراسة، وهو 20 ألف مواطن ومواطنة».

وقال المدير المشارك في قسم أبحاث الصحة العامة في جامعة نيويورك أبوظبي الدكتور عبدالشكور عبدالله: «الدراسة التي تعد الأولى من نوعها على مستوى الدولة، ستساعد مستقبلاً الأطباء والباحثين على إجراء أبحاثهم الطبية للوصول بها إلى العالمية».

وأضاف: «هناك إجراءات يجب على المتطوع القيام بها، منها إقرار بالموافقة، وبعدها يحصل على موعد في العيادات المتوافرة حالياً في إمارة أبوظبي ودبي، والبالغ عددها ثماني عيادات، وستتوافر عيادات أخرى قريباً في بقية الإمارات، وبعدها يملأ الاستبيان الخاص بالدراسة، ويتم في العيادة إجراء التحاليل المطلوبة للمتطوع، مثل البول والدم وغيرهما، وبعد خمس سنوات يتم سؤال المتطوع عن الأمراض التي قد تظهر عنده مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو غيرهما لمعرفة الأسباب التي أدت لظهور تلك الأمراض، ومن ثم يتم رفع توصيات للجهات المعنية لوضع السياسات الوقائية والتشخيص الأفضل، وصولاً الى العلاج الأنسب.

وقالت استشارية السكري والغدد الصم في مستشفى دبي، الدكتورة فتحية العوضي، إن «الدراسة تُجرى على أشخاص لا يعانون أي مشكلات أو أمراض، بحيث تتم متابعة المشاركين لمدة تراوح بين 10 و15 سنة للوقوف على الأسباب التي أدت إلى إصابتهم ببعض الأمراض، سواء من ناحية تأثرهم بالأنماط الغذائية أو السلوكيات اليومية، مثل التدخين أو عدم ممارسة النشاط البدني وغيرهما، ومن ثم رفع توصيات لصناع القرار في الدولة لاتخاذ الخطوات الوقائية».

المصابون بالسكري

أظهرت نتائج المسح الوطني عام 2019 أن نسبة انتشار السكري بين المواطنين في إمارة دبي وصلت إلى 19%، مشيرة إلى أن 50% ممن تزيد أعمارهم على 50 عاماً من المواطنين والمقيمين مصابون بالسكري، وهنا تكمن أهمية الدراسة التي تقوم بها هيئة الصحة بالتعاون مع جامعة نيويورك في أبوظبي، والتي ستمكن الجهات المعنية من وضع السياسات الوقائية، وتمكين الأطباء المعالجين من تشخيص وعلاج أفضل للأمراض.


- الدراسة تنفّذ بالتعاون مع جامعة نيويورك أبوظبي تحت شعار «مستقبل صحي للإمارات».

تويتر