«صحة أبوظبي» تحذّر من 1097 مقوياً ومستحضراً مغشوشاً

أدوية الـ «سوشيال ميديا».. وعود «سهلة» لأمراض مستعصية

صورة

رصدت «الإمارات اليوم» تزايد الإعلانات المروجة لمستحضرات تجميل ومقويات جنسية على الـ«سوشيال ميديا» خلال الأسابيع الأخيرة، الأمر الذي يرجح وجود إقبال عليها.

وتظهر الإعلانات عبوات أنيقة لعلاجات وكريمات مختلفة، تقدم لمستخدمها وعوداً براقة بحلول سهلة وسحرية لمشكلاته الصحية أو الجمالية، وهو ما يؤكد المختصون استحالته، من وجهة نظر علمية.

ولا ينسى مروجو هذه المنتجات إضافة عبارات مثل «مُصنّع من مواد طبيعية بنسبة 100%»، أو «حائز على علامة الجودة»، وما إلى ذلك من معلومات لا يمكن للشخص العادي التأكد من صحتها.

فيما حذّرت دائرة الصحة في أبوظبي من استعمال 1097 منتجاً مغشوشاً، منها 971 مقوياً جنسياً، و126 منتجاً تجميلياً، تنوّعت ما بين كريمات وحبوب وأعشاب وشراب وأنواع من العسل والشوكولاتة، وشرائح توضع تحت اللسان، إضافة إلى كريمات للبشرة وتجميل العيون وتنعيم الشعر.

وحدثت الدائرة قائمة المقويات الجنسية المغشوشة، للعام الجاري، مجدّدة تحذيراتها من شرائها من خارج الدولة، أو عبر الإنترنت، لعدم أمانها، وخطورتها الشديدة، مشيرة إلى ضعف الرقابة عليها، وافتقادها أدنى متطلبات التصنيع الجيد للأدوية.

كما حثت أفراد المجتمع على عدم الانجرار إلى المنتجات العشبية والمقويات التي تدعي القدرة على زيادة النشاط الجنسي بطريقة غير علمية، وغير منطقية، بهدف حمايتهم من مخاطر الغش التجاري والدوائي، التي تؤثر سلباً في صحتهم.

ونشرت الدائرة قائمة بأسماء الأدوية والمستحضرات المغشوشة وصور عبواتها، لتبيان مخاطرها، مشيرة إلى أن «تداول هذه المنتجات قد يؤثر في الصحة العامة، ويؤدي إلى الوفاة، أو الإصابة بالعديد من الأمراض الخطرة. وقد يؤدي إلى الإصابة بتليف الكبد، وأمراض سرطانية، وأمراض خطرة أخرى مرتبطة بالقلب والأوعية الدموية وضغط الدم».

وأكدت منع هذه النوعية من المنتجات، والتحذير من خطورتها من جانب جهات طبية وبحثية عدة، منها وزارة الصحة، ومعمل مجمع زايد للأعشاب، والهيئة العامة للأغذية والدواء في السعودية، وهيئة الغذاء والدواء الأميركية، ووزارات الصحة الأسترالية، والكندية، وإدارة المنتجات العلاجية في أستراليا، ووكالة الأدوية البريطانية.

كما حذر أطباء وصيادلة من الإعلانات التي تروج لوصفات طبية، ومستحضرات جنسية تحت زعم أنها «طبيعية»، مشيرين إلى أنها قد تشكل خطورة كبيرة في حال استخدامها دون استشارة طبية، نظراً لاحتوائها في معظم الأحيان على مركبات كيميائية قوية غير معلن عنها على ملصقات هذه المستحضرات، وتالياً فهي تمثل مصدر خطورة صحية عالية.

وأكد استشاري الأمراض الجلدية والطب التجميلي، الدكتور خالد عثمان، خطورة استخدام أدوية أو كريمات من دون الرجوع إلى الطبيب، لما لها من أضرار جانبية كبيرة، مشيراً إلى أن استخدام كريمات أو حنة للشعر من خلال نصائح مواقع التواصل الاجتماعي، ومدونات الإنترنت، ينتج عنه كثير من الأضرار الجانبية، مثل التحسس والالتهابات. وقد يستدعي الأمر علاج المريض بالكورتيزون للسيطرة على وضعه الصحي، مشيراً إلى ضرورة مراجعة الطبيب قبل شراء أو استخدام أي منتجات طبية مجهولة المصدر، أو تم شراؤها عبر الإنترنت، للتأكد من كفاءتها وملاءمتها للغرض الموصوف، لمنع الأضرار الصحية التي قد تترتب على استخدامها من دون الرجوع إلى المختصين.

وأفاد الأطباء الاختصاصيون، معتز علي، ومحمد خالد، ومي السيد، بأن المنتجات الطبية التي يروج لها على الإنترنت، والوصفات العشبية التي تسوقها بعض محال العطارة، لم تخضع لدراسات السمية والسلامة، لمعرفة ما قد ينتج عنها من أخطار صحية، كما أنها لم تخضع لرقابة الجودة والنوعية أثناء عمليات التصنيع، ولم تخضع أيضاً لرقابة الجهات الصحية المعنية.

وأضافوا أن هذه المركبات تتعارض أو تتفاعل مع الأدوية التي قد يتعاطاها المريض لعلاج أمراض أخرى نتيجة عدم ملاءمتها للعديد من المرضى الذين يعانون حالات مرضية مزمنة.

وذكر الصيادلة، سامح فاروق، وشيرين حسن، وأمنية محمد، أن إعلانات الأدوية العشبية والكريمات التي تستهدف رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بالترويج لمستحضرات تجميل ومنتجات عشبية، زاعمة أنها ذات فعالية سريعة ومضمونة، وأنها قادرة على علاج حب الشباب، وإزالة الهالات السود حول العينين، وترهلات البطن، وتبييض وترطيب وتنعيم البشرة، ومقاومة التجاعيد، والحماية من أشعة الشمس، غالباً ما يتبين - بعد تحليلها - خلوها من أي مواد فعالة، وأن الادعاءات الطبية المكتوبة على عبواتها غير صحيحة، ومضللة للمستهلك، وأن بعض الكريمات تحتوي على نسب مرتفعة من مادة الزئبق، أو الكبريت، أو الرصاص.

وشدد الأطباء والصيادلة على خطورة شراء الأدوية من خلال الإنترنت، ووصفوها بأنها عملية ذات أخطار جمة، وتتسبب في كثير من المشكلات الصحية، لافتين إلى احتمال الحصول على دواء مغشوش، لا يحتوي على الجرعة الصحيحة، أو لا يحتوي على المكونات الفعالة، أو أن يحتوي على إضافات خطرة، ما قد يتسبب في حدوث مشكلات صحية كبيرة، وإن لم تتسبب هذه الأدوية أو المستحضرات في الإضرار بالمستهلك مباشرة، أو لحظة العلاج، فإن حالته ستزداد سوءاً مع مرور الوقت، بسبب العلاج غير الفعال.

وأشاروا إلى أن انسياق فئة من المجتمع وراء تعاطي أدوية عشبية أو مقويات جنسية، أو استخدام مستحضرات تجميل مجهولة المصدر، على الرغم من دأب الجهات الصحية في الدولة على التحذير من استخدامها، ومطالبتها بتوخي الحذر منها، يعد مشاركة في الخطأ، ومساعدة لمروجي هذه المنتجات على الإضرار بصحة المجتمع، ودعم انتشار هذه التجارة الضارة والمخالفة للقانون.


مخالفة قانونية

أكدت وزارة الصحة ووقاية المجتمع أنها تعمل على مراقبة الإعلانات الصحية عبر وسائل التواصل الاجتماعي على مدار الساعة، لحماية أفراد المجتمع والمرضى من التضليل والخداع، مشيرة إلى وجود مفتشين يعملون بالتنسيق مع الهيئات الصحية المحلية، لمراقبة هذا النوع من الإعلانات، واتخاذ الإجراءات القانونية فوراً في حال ثبوت أي مخالفة. وأفاد المستشار القانوني، سالم سعيد الحيقي، بأن تسويق منتجات طبية، أو منتجات تخسيس أو تجميل، على الإنترنت، من دون تصريح، يعد مخالفاً للقانون، خصوصاً أن البعض من الممكن أن يصاب بأمراض خطرة نتيجة شرائها واستعمالها، مشيراً إلى وجود قنوات رسمية في الدولة هي المسؤولة عن اعتماد مثل هذه المنتجات والتصريح ببيعها. وأوضح أن المشكلة الكبرى في التعامل مع المسؤولين عن تسويق هذه المنتجات أنهم يعملون من خارج الدولة، لافتاً إلى أن التوعية المجتمعية بخطورة اللجوء إليها تعد الوسيلة الأفضل للوقاية من أضرارها.


• 971 مقوياً جنسياً مغشوشاً حذّرت «صحة أبوظبي» من استعمالها.


7 طرق لشراء الأدوية الآمن عبر الإنترنت

كيف تعرف الفرق بين الصيدليات الحقيقية والوهمية على الإنترنت؟

سنقدم لك سبع طرق سريعة وسهلة يمكنك من خلالها التحقق من الصيدلية التي تريد الشراء منها، وشراء الأدوية عبر الإنترنت بأمان.

1- تقييم الموقع

إذا ظهرت الإعلانات في اللحظة التي تفتح فيها الموقع أو لاحظت أن الصفحات مزدحمة بإعلانات لا علاقة لها بالمستحضرات الصيدلانية، أغلق الصفحة وواصل البحث.

لا تحتاج صيدليات الإنترنت الحقيقية إلى الاستفادة من الإعلانات غير ذات الصلة، فهي تعمل فقط في مجال بيع العقاقير القانونية عبر الإنترنت، ويمكنها مواصلة نشاطها من دون الإعلانات.

2- سلة التسوّق الافتراضية

إذا كنت على وشك إجراء عملية شراء أدوية عبر الإنترنت، وكل ما يمكنك العثور عليه هو عنوان بريد إلكتروني، فابتعد عن سلة التسوق الافتراضية، لأن المفترض أن يكون لأي صيدلية حقيقية على الإنترنت موقع مادي، حتى لو لم يضطر المريض إلى زيارتها شخصياً.

وستفصح صيدليات الإنترنت ذات السمعة الطيبة عن معلوماتها على موقعها.

يجب عليك، أيضاً، العثور على رقم هاتف تستطيع الاتصال به إذا كنت تريد التحدث إلى صيدلي، أو موظف رعاية العملاء، حول الوصفات الطبية الخاصة بك.

3- وصفة طبية

تأكد من أن لديك وصفة طبية شرعية، وليس خلاف ذلك «بيع وشراء الأدوية من دون وصفة طبية حقيقية من طبيب حقيقي يعتبر أمراً غير قانوني». لن يسمح لك الصيدلي أبداً بشراء دواء لم يوصف لك.

4- الخيارات العامة

أحد العيوب الرئيسة لشراء الأدوية عبر الإنترنت أنها غالباً ما تكون أرخص من شراء الأدوية من الصيدليات. إذا كنت تبحث عن خصم، فإن أمامك إصدارات عامة لدواء له علامته التجارية. للأدوية العامة التركيب الكيميائي نفسه، الموجود لدى نظيراتها من العلامات التجارية الأخرى. ومع ذلك، عليك التأكد من أنها مرخصة.

لست بحاجة إلى شهادة في الطب للتحقق من صحة الدواء. سيساعدك إجراء بحث سريع عبر الإنترنت عن اسم دواء عام في الحصول على الإجابات التي تحتاجها. إذا نتج البحث عن بعض المعلومات غير المؤكدة من مصادر موثوقة، فلا تكمل عملية الشراء.

5- معلوماتك الشخصية

لا يختلف إجراء عملية شراء آمنة عبر الإنترنت من الصيدلية الإلكترونية عن أي عملية شراء من أي موقع آخر.

إذا كنت تشتري زوجاً من الأحذية عبر الإنترنت، مثلاً، وسألك البائع عن رقم الضمان الاجتماعي الخاص بك، فلن تجيبه عن ذلك. وينطبق الشيء نفسه على صيدليات الإنترنت.

6- التحقق من الصيدلية

هذه الفقرة هي أهم احتياط يجب اتخاذه قبل شراء الأدوية عبر الإنترنت، فبسبب كثرة الصيدليات غير القانونية، أو المشبوهة، على الإنترنت، كان هناك ارتفاع في عدد الجمعيات المكرسة للتحقق من صحة صيدليات الإنترنت. وإحدى أكثر الجهات شيوعاً هي CIPA، وهي الجمعية الكندية الدولية للصيدلة.

7- أفضل سعر

تقدم صيدليات الإنترنت الأدوية بسعر مخفض، ما يجعلها في متناول كثير من الناس. وحتى لو كنت تستطيع تحمل السعر المرتفع، فلماذا لا توفر بعض المال؟

يمكن للصيدليات على الإنترنت تقديم الأدوية بسعر أقل جزئياً، لأن عليها التزامات مالية أقل. ولكن السلامة أولاً، والتوفير ثانياً.

تويتر