مواطنون يفضّلون ذبح أضحيتهم بأنفسهم لازدحام المقاصب

قصابون متجولون يسوّقون أنفسهم بفحوص «كورونا» سلبية

صورة

استغل قصابون متجولون نتائج فحص فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19) السلبية، لتسويق أنفسهم مع اقتراب عيد الأضحى، بعد توقفهم عن العمل منذ أكثر من ستة أشهر بسبب تخوف سكان في إمارة الفجيرة من إحضارهم لمنازلهم لذبح المواشي في الولائم المختلفة، تنفيذاً للإجراءات الاحترازية.

وحذرت بلدية الفجيرة من التعامل مع القصابين المتجولين، داعيةً إلى تجنب مخاطر الذبح غير الصحي في ظل جهود الدولة بخفض عدد إصابات «كورونا»، مشيرة إلى أن القصابين المتجولين لا يلتزمون بالاشتراطات الصحية، ويذبحون المواشي في أماكن تفتقر الى الاشتراطات، وغير معقمة، إضافة إلى أن أدوات القصاب المتجول تستخدم في المنازل دون تنظيف أو تعقيم.

وتفصيلاً، قال محمد عبدالله السعدي، من إمارة الفجيرة، إنه فوجئ أثناء وجوده في السوق المركزي لبيع الخضراوات والفواكه بوجود قصاب متجول يقوم بالتسويق لنفسه عبر إبراز رسالة نصية توضح أن نتيجة فحص فيروس «كورونا» سلبية.

وأشار إلى أنه «في ظل الظروف الراهنة والقوانين التي تمنع التعامل بشكل مباشر مع الأشخاص والعمال للحد من انتشار الفيروس، امتنع بشكل كلي عن الاستجابة للقصاب المتجول»، لافتاً إلى أن بعض العمال بسبب توقفهم عن العمل ابتكروا طرقاً مختلفة لجذب الزبائن، منها خفض الأجر الذي يتقاضاه مقارنة بالأماكن المخصصة والمعقمة.

وقال محمد أحمد عيسى من إمارة الفجيرة: «إنه يعتقد أن كبار السن من المواطنين قد يستجيبون لمثل هذه المغريات التي يقدمها القصابون المتجولون، إذ يصعب عليهم الخروج وارتداء الكمامات والوقوف في طوابير الانتظار، بالإضافة إلى عدم معرفتهم بالتسجيل الإلكتروني المسبق الذي حددته بلديات من أجل حجز موعد لذبح أضحية العيد».

وتابع «إن بعض المواطنين فضلوا ذبح أضحيتهم بأنفسهم في ظل الظروف الحالية، لتخوفهم من الإصابة بفيروس كورونا المستجد، إلا أن عدداً منهم لا يمتلك الخبرة الكافية للحكم على صلاحية الذبائح للاستهلاك، كما أنهم يعرضون أسرهم لخطر الإصابة بأمراض نتيجة أخطاء قد يرتكبها أثناء عملية الذبح».

وأكد المواطن محمد عبدالله الشامسي، من إمارة الفجيرة، أن عدداً من العمال الذين يعملون في عزب المواطنين يقومون باستغلال خبرتهم في المواشي ويعملون كقصابين متجولين خلال فترات عيد الأضحى، خصوصاً حين تشهد المقاصب المخصصة ازدحاماً شديداً يلجئ البعض إليهم، لكسب الوقت وتفادي الانتظار الطويل.

ونوه إلى أن الظروف الحالية ستجعل الأسر أكثر حذراً وتنبهاً من السابق، إذ إن التخوف من الإصابة بفيروس كورونا سيمنع التعامل بشكل كلي مع القصابين المتجولين ولو أظهروا نتائجهم سلبية لفحوص «كورونا» وبتواريخ حديثة.

فيما أكّد مدير عام بلدية الفجيرة، المهندس محمد الأفخم، أن البلدية خصصت فريقاً لمتابعة ومراقبة جميع المناطق وضبط القصابين المتجولين، واتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم، للحد من خطورتهم، إذ يعتبر القصاب المتجول من أخطر المخالفات خلال عيد الأضحى على صحة الأشخاص، إذ يقوم بالذبح في بيئة غير مناسبة، مشيرا إلى أن صحة المستهلك والمحافظة عليها تعتبر أولوية لدى البلدية، إذ ستبذل فرق التفتيش قصارى جهدها للحد من هذه الظاهرة من خلال الجولات المستمرة على مدار الساعة أيام العيد.

وتابع الأفخم: «في حال تم ضبط القصاب تتم مصادرة الذبيحة ومخالفته والشخص المتعامل معه، لذا يتوجب عدم التعامل معهم، والذبح في الأماكن التي خصصتها البلدية، إذ تتميز بكونها بيئة نظيفة وملائمة للذبح وتخضع جميع المعدات المستخدمة للتعقيم، كما أن جميع الأضاحي خاضعة للفحص من قبل أطباء بيطريين».

خطر القصاب المتجول

أكّد طبيب بيطري، معاذ محمد، أن خطر القصاب المتجول كبير جداً، ولا يتمثل في نقل عدوى فيروس «كورونا» فقط، إنما قد تُنقل أمراض أخرى مُعدية لأفراد الأسرة، مشيراً إلى أن ازدحام المقاصب ليس سبباً كافياً في ممارسة هذه السلوكيات الخاطئة. وقال إن المقاصب تُخضع الذبائح للإشراف البيطري، ويتم فحصها ومعاينتها، كما أنه يتم تعقيم الأضحية لتجنب تعرضها للملوثات الخارجية وتكاثر الذباب والحشرات والقوارض الناقلة للأمراض.


- عمال في عزب يستغلون خبرتهم بالمواشي ويعملون كقصابين متجولين.

 

تويتر