شرطة أبوظبي أكدت أن حسن النية لا يُنجي من العقوبة

موافقة «الصحة» شرط لحيازة العقاقير المخدّرة في المطار

صورة

أكّد مدير مديرية مكافحة المخدرات، في القيادة العامة لشرطة أبوظبي، العقيد طاهر غريب الظاهري، أن حيازة العقاقير المدرجة على جداول المواد المخدرة، بهدف نقلها من وإلى أصدقاء أو أقارب، داخل الدولة أو خارجها، تعرّض المسافر للمساءلة الأمنية والجنائية، داعياً مغادري الدولة والقادمين إليها للحصول على موافقة رسمية من وزارة الصحة ووقاية المجتمع، تسمح لهم بحيازة تلك الأدوية، لأن حسن النية لن يجعلهم محصّنين ضد العقوبات.

وربط الظاهري بين الأنشطة الإرهابية وتجارة المخدرات، لافتاً إلى أن الجماعات والتنظيمات الإرهابية تعتمد على هذا النوع من التجارة في تمويل أنشطتها الإجرامية.

وقال خلال محاضرة ألقاها، أول من أمس، في مجلس البطين بأبوظبي، إن وقت صلاة المغرب في شهر رمضان، يعتبر أفضل الأوقات من وجهة نظر المهربين لتهريب المواد المخدرة، إذ يحاولون استغلال انشغال العناصر الشرطية بالإفطار.

وبدأ الظاهري محاضرته بالتأكيد على أن المعابر البرية والبحرية والجوية للدولة كافة تمتلك منظومة متطورة من أنظمة التفتيش والمراقبة.

وكشف خلال المحاضرة، التي نظّمها مكتب شؤون المجالس، التابع لديوان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن المنافذ البحرية من المناطق الساخنة، التي تشهد محاولات دائمة لتهريب المخدرات، إذ يستغل المهربون الحاويات والحركة الكبيرة في الموانئ لتهريب المخدرات، متّبعين أساليب إجرامية احترافية.

وقال الظاهري إن «أشهر الوسائل المتبعة في التهريب الجوي، ابتلاع حبوب والاحتفاظ بها في المعدة. لهذا يحرص التجار على اختيار أشخاص من جنسيات معينة (آسيوية وإفريقية) يتسمون بالسمنة، لكي تستوعب معدهم أكبر كمية من المخدرات، على أن يفرغوها بعد ذلك عن طريق فتحة الشرج. وقد تصل هذه الكمية أحياناً إلى 142 قرصاً مخدراً، ما يعني أن المهرب قد يحمل في بطنه ما يوازي 200 ألف درهم».

وأضاف: «على الرغم من استقبال مطارات الدولة عشرات الملايين من المسافرين سنوياً، يتم التعامل مع هذا الكم البشري الهائل بشكل دقيق وفق أعلى أساليب التفتيش والكشف عن التهريب في العالم».

كما تطرّق الظاهري إلى أشهر طرق التهريب عبر المنافذ البرية، مشيراً إلى أن هذه المنافذ تمثل 42.2% من إجمالي المنافذ على مستوى الدولة، ولذلك يسعى تجار المواد المخدرة لاستغلال غطاء التجارة البرية في عمليات التهريب بأساليب احترافية متقدمة.

وقال: «خلال العامين الماضيين ضبطت ناقلات برية كبيرة الحجم دخلت الدولة على أنها تنقل بضائع تجارية، إلّا أن تجار المخدرات استخدموها وسيلة للتهريب من خلال إخفاء المواد المخدرة في إطارات السيارات أو هياكل الشاحنات».

وحذر المسافرين عبر منافذ الدولة من مغبة وعواقب جلب وحيازة عقاقير طبية محظورة بمقتضى القوانين الإماراتية، آخذاً في الاعتبار أن هذه الممارسات تمثل جريمة، مشدداً على أن حسن النوايا في نقل عقاقير داخل الدولة أو خارجها، لا يعفي من المسؤولية الجنائية والأمنية.

كما دعا القادمين إلى الدولة ومغادريها، للالتزام بالبنود الواردة في قرار وزارة الصحة ووقاية المجتمع في شأن إجراءات وضوابط اصطحاب الأدوية المخدرة أو المراقبة مع المسافرين عند الدخول أو الخروج من الدولة، لافتاً إلى ضرورة حصول القادم إلى الدولة على موافقة من سلطات بلده بحيازة أي نوع من الأدوية المدرجة على جداول المواد المخدرة، على أن تعتمد هذه الموافقة من سفارة الإمارات لدى دولته التي تعود بدورها إلى وزارة الصحة ووقاية المجتمع، وذلك قبل سفره بها. وتابع الظاهري أن القرار الذي صدر خلال سبتمبر الماضي، ألزم مغادري الدولة بالحصول على إذن مسبق من وزارة الصحة عند اصطحاب الأدوية المراقبة بغرض الاستخدام الشخصي.

وقال إن «التقارير العالمية تشير إلى أن تجارة المواد المخدرة، تشهد نمواً وتطوراً كبيرين على المستوى العالمي، فقد أصبح تجارها أكثر قدرة وكفاءة في تصنيعها وتعديل خصائصها الكيميائية لتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب المالية. وعلى سبيل المثال، فقد يتكلف التاجر مبلغ 200 درهم لتصنيع مواد وعقاقير مخدرة، ليجني من وراء بيعها مبالغ تراوح ما بين 20 و25 ألف درهم، مؤكداً أن الإمارات تصنف من ضمن الدول المتدنية في نسب الإدمان على مستوى العالم».

وأشار إلى أن مخاطر الترويج والاتجار في المواد المخدرة لا تقتصر على تدمير صحة الفرد أو التكاليف الاقتصادية التي قد تخلفها، وإنما تتعدى ذلك لتشمل تمويل «الإرهاب»، فالمخدرات تعد مصدراً مهماً لتمويل المنظمات الإرهابية، ودعم جهودها في استقطاب وتجنيد العناصر الإرهابية.

وأكد أن التقارير الرسمية بينت أن معظم الانتحاريين أقدموا على ارتكاب جرائمهم الإرهابية، وهم تحت تأثير المواد المخدرة.


3 أنواع للمخدّرات

تنقسم المواد المخدّرة إلى ثلاثة أنواع: «طبيعية»، وهي المخدرات التي تنتج من النباتات الطبيعية بصورة مباشرة كالحشيش والأفيون ونبات القنب. و«مصنّعة»، وهي مخدرات تستخرج من المخدر الطبيعي بعد عمليات كيماوية تحولها إلى أنواع أخرى، مثل المورفين والهيروين والكوكايين. و«مؤثرات عقلية»، وهي مخدرات مركبة تصنع من عناصر كيماوية ومركبات أخرى، ولها التأثير نفسه، ومنها المواد المسكنة والمنوّمة والمهلوسة.

سلوكيات تكشف المدمن

ثمانية متغيرات سلوكية يجب على الآباء ملاحظتها في أبنائهم، بحسب مدير مديرية مكافحة المخدرات، في القيادة العامة لشرطة أبوظبي، العقيد طاهر غريب الظاهري، لأنها قد تكون مؤشراً الى تعاطيهم المواد المخدرة، تشمل تراجع المستوى الدراسي بشكل غير معهود، مع كثرة الغياب عن الدراسة، وتدهور الصحة الجسدية وكثرة النوم والكسل، وعدم الاهتمام بالمظهر الخارجي، بجانب التغير في بعض السلوكيات الأخرى (مثل سرية الحياة، الكذب، اختلاق الأعذار، التأخر كثيراً خارج المنزل)، إضافة إلى الزيادة في صرف المال وكثرة الإلحاح في طلب المزيد، ووجود بعض الأدوات الغريبة مثل مقص محترق، ملعقة محترقة، سرنجة.

وعن أساليب ترويج المواد المخدرة، قال الظاهري إن مروج المخدرات والمؤثرات العقلية يتبع طرقاً عدة، من بينها إيهام الشباب بأن المخدر ممكن أن يسهم في زيادة قدرتهم الجنسية أو تنحيف الجسد أو زيادة النشاط. وشدد على أن أبرز أسباب انتكاسة المتعافي من الإدمان تكمن في عدم تشجيع المجتمع له على الاندماج بالحياة العامة، ورفضه وتجنبه. وقال إن شرطة أبوظبي تعطي أولوية قصوى لملف مكافحة المخدرات، وإن التركيز التوعوي الأكبر لجهود الجهاز منصب على الشباب، مشيراً إلى مبادرة «حافلة بادر» التي تجول المدارس والجامعات للتوعية حول هذه الآفة.

 

تويتر