«الصحة» تطلق نظاماً إلكترونياً لتسجيل الرغبة في التبرع بالأعضاء قريباً

تبرع بأعضاء 13 متوفى ينقذ حياة 40 شخصاً

صورة

أفاد مستشفى كليفلاند أبوظبي عن إجراء 43 جراحة زرع أعضاء منذ بدء البرنامج عام 2017، فيما وصل عدد حالات زراعة الأعضاء من متوفين إلى 13 حالة، أسهمت في إنقاذ 40 مريضاً.

وأعلن المستشفى بحضور الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، وأعضاء فريق زراعة الأعضاء ومسؤولين من قطاع الرعاية الصحية في الدولة والمستشفيات الأخرى، والمرضى الذين خضعوا لجراحات زراعة أعضاء في المستشفى، أن وزارة الصحة ووقاية المجتمع تعتزم إطلاق النظام الإلكتروني الخاص بتسجيل الرغبة في التبرع بالأعضاء بعد الوفاة قريباً.

وأكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، أن التبرع بالأعضاء يعكس قيم الإنسانية والتسامح، لأن المتبرعين هم أبعد الناس عن الأنانية ويعملون على إعادة الحياة للمرضى، مشيراً إلى أن هذه الاحتفالية تتميز بالجمع بين متناقضين: الاحتفال والابتهاج بهبة الحياة التي مُنحت للمرضى بفضل عطاء المتبرعين، والحزن والأسف على خسارة المتبرعين الذين فارقوا الحياة.

ونوه بالأداء المتميز الذي قدمه فريق زراعة الأعضاء في المستشفى، معرباً عن تقديره لجهود كوادر المستشفى في ممارسة هذه المهارات الطبية تحت الضغط الكبير الذي تتميز به عمليات زراعة الأعضاء، مشيراً إلى أن الأطباء يجسدون قيمة التسامح في مجال العمل الطبي، إذ يقدمون الرعاية لجميع المرضى بغض النظر عن الجنسية أو العرق أو الجنس أو العمر أو الدين أو المعتقدات السياسية أو الفلسفية أو الحالة الاقتصادية.

من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة المستشفى، وليد المقرب المهيري، إن برنامج زراعة الأعضاء مستمر وفي توسع دائم، وهو مجهود مشترك وشامل تشارك فيه جميع الجهات المعنية في دولة الإمارات، لافتاً إلى أن التقدم الكبير الذي حققه مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي في هذا المجال أسهم في الحد من سفر المواطنين للخارج لإجراء عمليات الزراعة.

وأوضح أن المستشفى يعد أول صرح طبي في الدولة يدعم زراعة الأعضاء ويحدث طفرة طبية في هذا المجال، مشيراً إلى التعاون المثمر بين المستشفى ونظيره في الولايات المتحدة الأميركية والمركز السعودي لزراعة الأعضاء، لبناء شبكة دولية تساعد أبناء الإمارات وغيرهم من المرضى.

فيما أكد الرئيس التنفيذي في المستشفى، الدكتور راكيش سوري، أن التبرع بالأعضاء مهمة إنسانية نبيلة تمثل رمزاً مضيئاً للتآخي والتكاتف الإنساني، مشيراً إلى أن المستشفى يوفر برنامج زراعة الأعضاء المتعددة الذي أسهم في شفاء مرضى عدة، بالإضافة إلى توفير 75% من كلفة العلاج في الخارج والتي كانت تتحملها الدولة.

وشدد على أن المستشفى يعد المركز الأول والوحيد المتخصص في زراعة الأعضاء المتعددة في الدولة، لافتاً إلى أنه أجرى منذ أن طرح برنامجه المتخصص في زراعة الأعضاء عام 2017 حتى نهاية العام الماضي 35 عملية زراعة، تضمنت 17 عملية زراعة من متبرعين متوفين وأول جراحة لزراعة القلب والكبد والرئة في الإمارات، بالإضافة إلى 18 عملية من متبرعين أحياء، منها أول جراحة في الدولة لزراعة كبد من متبرع حي في أغسطس الماضي.

وقال: «بنهاية عام 2018 شملت عمليات زراعة الأعضاء التي أجريت 19 عملية لزراعة الكلية (6 من متبرعين متوفين، و13 من أحياء)، و10 عمليات لزراعة الكبد (5 من متبرعين متوفين، و5 من أحياء)، وثلاث عمليات لزراعة الرئة (عملية لزراعة رئة واحدة، وعمليتان لزراعة مزدوجة للرئتين)، وثلاث عمليات زراعة قلب، فيما شهد المستشفى إجراء ثماني عمليات زراعة أعضاء متنوعة في 2019.

من جانبه، أفاد رئيس اللجنة الوطنية لزراعة الأعضاء، الدكتور علي العبيدلي، بأن الدولة حققت تقدماً كبيراً على صعيد جراحات زراعة الأعضاء التي أسهمت في إنقاذ حياة كثير من المرضى، قائلاً «نحن نؤسس لنظام يوفر الدعم لأفراد المجتمع لممارسة حقهم في التبرع بالأعضاء والمساهمة في إنقاذ حياة الآخرين، كما نوفر الأطر المناسبة لدعم المرضى أثناء الجراحة وخلال المراحل التي تسبقها وتليها. ونشكر جميع الشركاء الذين يحرصون على التعاون والعمل معاً لخدمة هذه القضية النبيلة».

وقال إن عدد المتبرعين بعد الوفاة بلغ 13 حالة أسهمت في إنقاذ حياة 40 مريضاً من خلال زراعة الأعضاء الأربعة: الرئتين، والقلب، والكبد، والكليتين، بالإضافة إلى أن برنامج التبرع بين الأحياء شمل الأقارب حتى الدرجة الرابعة، وذلك لمساعدة أكبر قدر من المرضى، مضيفاً أن هذا الأسبوع سيشهد ثلاث عمليات زراعة كبد من متبرعين أحياء لأقاربهم.

وأشار إلى أن وزارة الصحة ووقاية المجتمع تعمل حالياً على وضع اللمسات الأخيرة للنظام الإلكتروني الخاص بتسجيل الرغبة في التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، متوقعاً إطلاقه قريباً.

وأضاف العبيدلي، أنه قبل البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء تم تدريب الكوادر الطبية، واستقطاب أفضل الكفاءات العالمية للعمل في المؤسسات الطبية في الدولة المؤهلة لتنفيذ البرنامج، بالإضافة إلى وجود عدد كبير من الأطباء المواطنين الذين تم ابتعاثهم للتخصص في زراعة الأعضاء، مشيراً إلى أن الإمارات واحدة من دولتين في الوطن العربي لديها برنامج للتبرع وزراعة الأعضاء المتعددة التي تشمل القلب والرئة والكبد والكليتين.

وأشار إلى أن برنامج التبرع بالأعضاء به جوانب متعددة غير طبية، ويقوم على تكاتف وتكامل الأدوار، حيث يضم جوانب إنسانية ومجتمعية وقانونية، وخيرية، بالإضافة إلى جوانب الدعم اللوجستي، وتوافر هذه المكملات في الدولة ساعد على نجاح البرنامج، ويدفعنا إلى العمل بشكل متكامل.

وتابع «لدينا خطط كثيرة لإشراك المجتمع في البرنامج الوطني لزراعة الأعضاء من خلال زيادة وعي المجتمع بأهمية هذا البرنامج، خصوصاً أن أقل من 1% من المتوفين هم من يمكن الاستفادة بأعضائهم بعد الوفاة، وتكون صالحة للتبرع وزرعها في الأشخاص المرضى»، مشيراً إلى أن الفترة المقبلة ستشهد تدريب وتوعية الكادر الطبية بطرق عرض فرص التبرع على أهل المتوفي، والتعاون مع عدد من المستشفيات والعنايات المركزة لتوفير الفحوص التأكيدية الخاصة بالوفاة في حال طلب أهل المتوفى رأياً إضافياً للتأكد من الوفاة.


دعم ما قبل العملية

أفاد مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، بأنه يقدم خدمات طبية شاملة تتضمن الدعم الكامل خلال مرحلتي ما قبل عملية الزراعة وما بعدها، وتشمل التوجيه الصحي والاستشارات الطبية حول التغييرات الحياتية اللازمة والمتابعة المستمرة لحالات المرضى لضمان تحقيق أفضل النتائج، مشيراً إلى التعاون مع كل من وزارة الصحة ووقاية المجتمع، ودائرة الصحة في أبوظبي، واللجنة الوطنية لزراعة الأعضاء، ومركز كليفلاند كلينك لزراعة الأعضاء في الولايات المتحدة، والمركز السعودي لزراعة الأعضاء، وشرطة أبوظبي والمعهد الإسباني للتبرع بالأعضاء وزراعتها.

وأشار إلى أنه رغم الفترة القصيرة للبرنامج، فإنه تم تحقيق عدد من الإنجازات الطبية الرائدة في مجال زراعة الأعضاء، شملت إجراء أول عملية لزراعة الكبد من متبرع متوفى في سبتمبر 2017، وأول عملية لزراعة القلب في ديسمبر 2017، وأول عملية لزراعة الكبد كاملاً من متبرع متوفى في فبراير الماضي، وأول عملية لزراعة الرئة من متبرع متوفى في فبراير الماضي، وأول عملية لزراعة الكبد من متبرع حي في أغسطس الماضي.

ثقافة التبرع

قال الشاب المواطن حسين الماس، (30 عاماً)، الذي تبرع بالكلى لوالدته عقب اكتشاف تلف كليتيها، إنهم سافروا للعلاج في الخارج ولم يجدوا حلاً، وعقب عودتهم خيرهم الأطباء بين غسل الكلى أو الزراعة، فقرر التبرع لوالدته نظراً لإظهار الفحوص تطابق الأنسجة بينهما.

وقال: «أمارس حياتي بشكل طبيعي بعد إجراء عملية التبرع، خصوصاً أنني رياضي وساعدني ذلك كثيراً»، مشيراً إلى أنه انتظم في الدوام عقب الجراحة بنحو أسبوعين.

فيما أفاد المواطن إسماعيل إبراهيم، (60 عاماً)، بأنه كان مريضاً بالكبد، وراجع أكثر من مستشفى حتى تم تحويله العام الماضي إلى مستشفى كليفلاند، حيث أجرى فحوصاً متعددة أكدت حاجته لزراعة الكبد، مشيراً إلى أن أبناءه لم يترددوا في التبرع له، وقاموا جميعاً بإجراء الفحوص اللازمة، وتم اختيار ابنته لطيفة للتبرع، وحالياً صحته جيدة ويستطيع الحركة وممارسة حياته بشكل طبيعي.

فيما قالت الابنة لطيفة إسماعيل، (35 عاماً)، إنها لم تتردد لحظة في التبرع لوالدها، لحبها الشديد له، مشيرة إلى أن التبرع ثقافة عطاء يجب أن تكون منتشرة بين الجميع.

تويتر