بسبب طول فترة الجلوس.. والإفراط في استخدام التقنيات الحديثة

مليون شخص من سكان الدولة معرَّضون للإصابة بآلام الرقبة والظهر

خلال مؤتمر الإمارات السادس للعلاج الطبيعي. من المصدر

كشفت رئيس شعبة العلاج الطبيعي في جمعية الإمارات الطبية، أمل الشملان، أن نحو مليون شخص من سكان الدولة معرضون للإصابة بمشكلات صحية في منطقتي الرقبة والظهر، بسبب طول فترات الجلوس، والإفراط في استخدام التقنيات الحديثة، فيما أكد رئيس مجلس الإدارة المدير العام لهيئة الصحة في دبي، حميد القطامي، أن الهيئة وضعت استراتيجية لتطوير مهارات وقدرات الأطباء المختصين بالعلاج الطبيعي.

وكشفت الشملان، في تصريحات صحافية على هامش مؤتمر الإمارات السادس للعلاج الطبيعي، عن فوز الإمارات بتنظيم المؤتمر العالمي للعلاج الطبي 2021 في دبي، لتكون أول دولة في الشرق الأوسط تستضيف هذا الحدث الذي ينظم كل عامين، ويشارك فيه أعضاء من 109 دول أعضاء، ويتوقع أن يحضر ما بين 3000 إلى 5000 مشارك، مشيرة إلى أن ملف دولة الإمارات كان الأفضل، مقارنة بالدول الأخرى المنافسة.

وذكرت أن نحو مليون شخص في الدولة معرضون للإصابة بمشكلات صحية في منطقتي الرقبة والظهر، في إحدى مراحلهم العمرية نتيجة طول فترات الجلوس على المكاتب، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات الحديثة، خصوصاً الأجهزة اللوحية.

وناقش المؤتمر، للمرة الأولى، تقييم الأطفال وتأهيل الجهاز التنفسي ومشكلات الرقبة وتأهيل اللياقة للأطفال ذوي الإعاقة، ممن يعانون الإعاقة الجسدية والحركية، حيث يركز هذا المحور الجديد على الاضطرابات الإنمائية، مثل اضطرابات التواصل، والاضطرابات السلوكية والحركية والإدراكية.

تمارين رياضية أثناء الدوام

دعت رئيس شعبة العلاج الطبيعي في جمعية الإمارات الطبية، أمل الشملان، كل أفراد المجتمع إلى عمل تمارين رياضية أثناء أوقات الدوام، كإجراء وقائي للموظفين أصحاب الأعمال المكتبية، بحيث يكون ذلك كل ساعة، حيث يتوجب على الموظف أن يغير وضعيته على الكرسي، بممارسة تمارين تتعلق بتقوية عضلات الرقبة، وأيضاً الظهر، مشيرة إلى أن هناك العديد من المهن، التي تحتاج إلى توعية بضرورة القيام بالتمرين، وخطورة الجلوس ساعات طويلة. ولفتت إلى أن من أكثر الوظائف التي تتعرض لآلام الرقبة أطباء الأسنان، لذلك من المهم توعية طلبة كليات الأسنان بالدولة بتمارين وقائية، لضمان عدم الإصابة بآلام الرقبة.


• الإمارات تفوز بتنظيم المؤتمر العالمي للعلاج الطبي 2021 في دبي.

ولفتت الشملان إلى وجود تحديات تواجه مهنة وتخصصات العلاج الطبيعي بالدولة، أبرزها عدم وجود دراسات محلية تفصيلية في هذا الجانب، لذلك نحتاج إلى استراتيجيات لعمل أبحاث ودراسات تتعلق بمجتمعنا المحلي، مشيرة إلى أن الشعبة وقعت، أخيراً، اتفاقيتين: الأولى مع جمعية العلاج الطبيعي في السعودية، والثانية مع الجمعية الأردنية للعلاج الطبيعي، للتعاون في عمل الأبحاث والدراسات المتخصصة، وخلال النصف الثاني من العام الجاري سيتم البدء في تنفيذ هاتين الاتفاقيتين.

من جهته، أكد القطامي أن هيئة الصحة في دبي تعمل على تمكين الأطباء المتخصصين وجميع الفئات الطبية المساعدة، من أدوات تطوير تخصص العلاج الطبيعي على وجه التحديد، لافتاً إلى أن الهيئة تفتح باب الابتكار واسعاً أمام العلماء والخبراء، للمشاركة والإسهام في تقدم (طب العلاج الطبيعي)، الذي يحتل أولوية قصوى في سياسة السياحة الصحية بدبي، وتعده «صحة دبي» إحدى أهم وسائل تنشيط هذا النوع المهم من السياحة، كما تعده ركيزة أساسية لبرامج الرعاية الصحية، التي تستهدف التصدي لأمراض ومشكلات العصر المزمنة، منها مشكلات العظام والعضلات والعمود الفقري، التي تمثل أكثر الأسباب شيوعاً لفقدان عوائد الإنتاج على مستوى العالم.

وذكر أن الممارسات الطبية المتصلة بالعلاج الطبيعي، لم تعد قاصرة أو محدودة عند مشكلات العظام واللياقة الطبية وإعادة التأهيل فقط، حيث امتد التطور بهذا التخصص ليكون في مقدمة المنظومة الطبية الوقائية التي تحفظ لمرضى الجلطات القلبية والدماغية مقومات حياتهم الطبيعية، كما تعيد لمصابي الحوادث، وغيرهم من أصحاب الهمم، الأمل في التعايش والاندماج في مجتمعهم، وهنا تتجسد رسالة الطب النبيلة بشكل واضح، كما تتجسد الصورة اللافتة لتطور العلاج الطبيعي بعلومه الأكاديمية وممارساته المهنية وتجهيزاته وتقنياته.

تويتر