"الصحة" تحذر من مخاطر استخدام حقن السيليكون

حذرت وزارة الصحة ووقاية المجتمع ممارسي الرعاية الصحية وأفراد المجتمع في تعميم إداري رقم 216 لسنة 2017 من مخاطر استخدام حقن السيليكون والتي يتم تسويقها بشكل مضلل على أنها معتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية لغرض تعزيز حجم الأرداف والثدي وأجزاء أخرى من الجسم حيث قد تؤدي إلى حدوث إصابات خطيرة وتشوه لايمكن تغييره حتى بالعمليات الجراحية.
 
وبناء عليه توصي وزارة الصحة ووقاية المجتمع في التعميم الذي أرسل إلى مدراء المناطق الطبية والمستشفيات الحكومية والخاصة الأطباء والصيادلة ومساعدي الصيادلة مدراء الصيدليات الحكومية والخاصة، توصي  بعدم استخدام هذه المنتجات قبل التأكد من سلامتها ومأمونيتها، كما أوضحت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية أن الاستخدام الوحيد المسموح لحقن السيليكون هو زيت السيليكون المستخدم بشكل محدود داخل العين Intraocular ophthalmic
 
وأكد الوكيل المساعد لسياسة الصحة العامة والتراخيص الدكتور أمين حسين الأميري أن الإمارات من الدول الرائدة في المنطقة والعالم في سن تشريعات وفرض ضوابط صارمة للسماح بتسجيل الوسائل الطبية ومنها حقن السيليكون منذ عام 2008. وذلك في إطار استراتيجيتها نحو توفير إطار تشريعي حيوي وحوكمة وتقديم خدمات تنظيمية ورقابية متميزة للقطاع الصحي، وذكر أن العملية لا تقتصر على إذن الدخول من ناحية الحصول على الموافقات اللازمة من مراكز التقييم المعتمدة عالمياً ومنها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، والتأكد من أنه تم تطبيق الدراسات الخاصة بتقييم الخطورة، وأيضا حصول المنتج على شهادات الجودة،  بل إن الوزارة تلزم الشركات المنتجة والموردة بإرسال تقارير دورية عن سلامة الوسائل والمنتجات ما بعد البيع، وفقاً للنظام المتبع في وزارة الصحة ووقاية المجتمع الذي يماثل أفضل المعايير العالمي.
 
 ولفت إلى إصدار الوزارة دليل ممارسات تسويق وتداول المنتجات الطبية  بموجب القرار الوزاري رقم 1412 لسنة 2017 من معالي عبد الرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع، أوضح أن القرار يهدف إلى تنظيم الممارسة التسويقية للمنتجات الطبية، بما يتماشى مع أخلاقيات مهنتَي الطب والصيدلة، وتعزيز بيئة تتم فيها الخيارات المتعلقة بالأدوية على أساس مزايا كل منتج، والاحتياجات الصحية للمرضى.
 
واستعرض بنود نظام الممارسات التسويقية الجيدة في الدولة التي تغطي أهم الموضوعات الحيوية، ومنها ترخيص التسويق، والموافقة على بطاقة المنتج، والمعلومات الواجب توفيرها في المواد التسويقية بشكل متوافق مع النشرة الطبية المعتمدة، وبخصوص التسويق والمعلومات المؤيدة له، يجب أن تكون المادة التسويقية دقيقة ومتوازنة وموضوعية وكاملة بشكل كافٍ، وتستند إلى تقييم حديث لجميع الأدلة ذات الصلة، وأن تشجع المادة التسويقية على الاستخدام الرشيد للمنتجات الطبية، كما يجب أن تشجع المادة التسويقية على الاستخدام الرشيد للمنتجات الطبية ، وأن تكون متوافقة مع السياسات المعتمدة لمنشآت الرعاية الصحية.
 
وأشار الأميري إلى المخاطر التي تتأتى من حقن السيليكون؛ إذا كانت هذه الإبر غير معقمة فقد تكون مصدر عدوى لكثير من الالتهابات لذلك يجب التشدد عند انتقاء العيادة التي سوف يتم فيها إجراء الحقن كما أن حقنها قريباً من العين يؤدي إلى سقوط الجفن على العين، وقد يحدث نزيف موضعي في الأنسجة وضرر عصبي خارج منطقة عضلات الوجه، كما قد تصل مادة السيليكون الى مناطق أخرى غير عضلات الوجه مما يؤدي الى شلل عضلات مؤقتاً. إضافة إلى مخاطر التخدير والظواهر الناجمة عن فرط التحسس لأدوية التخدير وقد يحصل في بعض الحالات رد فعل خطير يؤدي الى هبوط في ضغط الدم.
 
وذكرت تقارير طبية حدوث تباين في استجابة الجلد والعضلات  بشكل منفصل لحقن السيليكون. ونشوء مقاومة لمادة السيليكون مع الوقت أو قد تصبح كمية المادة المحقونة أقل فاعلية أو تفقد فاعليتها بشكل كلي. كما قد يحدث تهدل للحاجبين وسقوط الجفن المتحرك عند استخدام جرعة زائدة أو الخطأ في اختيار المكان المناسب، وظهور ابتسامة غير متماثلة، وقد يعاني المريض تسرب بعض اللعاب عند الحقن بالطريقة الخطأ في الفم، وحدوث مشكلات في النظام التنفسي في حال حقن الرقبة بكميات كبيرة من المادة، وما ينتج عنه من حدوث حالات اكتئاب وعزلة عن المحيط تمتد لشهور قبل إصلاح العيوب التي تسبب بها الحقن الخاطئ للسيليكون.
 
 وأشار الدكتور أمين إلى إصدار إدارة الغذاء والدواء الأمريكية "FDA"، تحذيراً للمستهلكين والعاملين فى مجال الرعاية الصحية حول الإصابات الخطيرة والتشوه الذى يمكن أن ينتج عن استخدام السيليكون القابل للحقن أو المنتجات التى يتم تسويقها لحشو الجلد لتعزيز حجم الأرداف، الثدى وأجزاء الجسم الأخرى.
 
حيث أكدت "FDA" أن لديها مخاوف كبيرة من السيليكون غير الآمن عن طريق الحقن الذى يجرى تسويقه لنحت الجسم من قبل الأشخاص غير المرخص لهم مع ظهور أحداث سلبية خطيرة ناتجة عن تلك المنتجات، والتى تكون أحياناً بسبب السيليكون الصناعى وقد تدخلت لاتخاذ إجراءات ضد الفاعلين الذين يروجون لها لكن يجب أن يطلع الجمهور على المخاطر، التى يمكن أن تشمل التشوه و حتى الموت.
 
وأضاف أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تُقر بملاحظات طبية واضحة، مثل ارتفاع الإصابات بأحد أنواع الأورام السرطانية لخلايا الدم البيضاء لدى النسوة اللواتي خضعن لعملية الحقن، كما تُقر بأن هناك شكوكا طبية أخرى حول ظهور آثار عكسية مختلفة .
 
ودعا الدكتور أفراد المجتمع لعدم الالتفات لهذه الإعلانات المضللة التي تروج لبعض الحقن التجميلية في المنازل، ولا يلتفتوا لإعلانات تدعي وجود حقن تجميلية خاصة تعيد إلا إذا كان الإعلان مرخصاً من قبل وزارة الصحة ووقاية المجتمع في دولة الإمارات، وبعد التأكد من مضمون وصحة الإعلان، مؤكداً أن غالبية الإعلانات التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي معلوماتها الطبية غير واقعية، وأوضح أن العمليات التجميلية تحتاج إلى أطباء أخصائين وجراحين وليس مراكز تجميل، ويجب أن تجرى تحت إشراف طاقم طبي متكامل.
 
وأوضح الدكتور الأميري أن مفتشي الوزارة يقومون بحملات تفتيشية حتى في أيام العطلات الأسبوعية لرصد أي تجاوزات في مسلكية المنشآت الصحية لاسيما مراكز التجميل التي تقدم حقن السيليكون و البوتوكس والفيلر وغيرها ، مشدداً على أن الوزارة لا تتهاون مع أي مخالفة لمعايير الترخيص لمزاولي المهنة أو جودة الخدمات الصحية، لأنها مؤتمنة على صحة المجتمع أمام القانون.
 
وأضاف الدكتور الأميري أن فرق التفتيش تقوم خلال زياراتها التفتيشية بالتدقيق على الامتثال للممارسات الطبية والصيدلانية ويتم تنظيم محاضر الضبط المناسبة للمخالفين تمهيداً لاتخاذ الاجراءات الصارمة التي تنص عليها الأنظمة الصحية.
 
وأكد الأميري تسجيل حالات طارئة في مستشفيات الدولة نتيجة مضاعفات صحية خطيرة جراء الانسياق وراء تلك الممارسات الطبية غير المشروعة باستخدام حقن تجميلية مجهولة المصدر أو تحتوي مواد خطيرة على مرضى القلب والشرايين وضغط الدم قد تسبب انتكاسات. ودعا المرضى أو الباحثين عن التجميل التوجه إلى المنشآت الصحية التجميلية المرخصة بالدولة، للحصول على العلاجات الطبية الموثوقة حرصا على صحتهم وأموالهم، خاصة في ظل توفر الإمكانيات الطبية المتطورة والمرافق المعتمدة من أعرق المؤسسات العالمية بالاعتماد. ولفت لضرورة الإبلاغ عن تلك الممارسات إلى وزارة الصحة ووقاية المجتمع  أو الهيئات الصحية أو مراكز الشرطة في الدولة. وفي حال حدوث أي أعراض جانبية يرجى ملئ  الاستمارة الخاصة بالآثار الجانبية للدواء ADR والمتوفرة على  موقع الوزارة.
تويتر