ممارسة الأنشطة الرياضية البوابة الأولى للوقاية منها

5 % من سكان الدولة يعانون أمراض القلب والشرايين

صورة

أفاد استشاري ورئيس قسم أمراض القلب والقسطرة في مستشفى راشد، الدكتور فهد باصليب، بأن 5% من سكان الدولة يعانون أمراض القلب والشرايين، مؤكداً أن ممارسة الأنشطة الرياضية تُعد البوابة الأولى للوقاية من هذه الأمراض، واعتبر أن مبادرة «تحدي اللياقة»، التي أطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، بداية لمواجهة هذه الأمراض، وبادرة لترسيخ نمط حياة صحي في المجتمع.

مدينة القلب السليم

أكد استشاري ورئيس قسم أمراض القلب والقسطرة في مستشفى راشد، الدكتور فهد باصليب، أن دبي لها بصمتها على الساحة الصحية الدولية بالنسبة لأمراض القلب من خلال إنجازاتها ومكانتها المتقدمة، التي تظهر بوضوح في مجموعة العمليات الكبرى الناجحة التي تجريها مستشفيات الهيئة، ومستشفى راشد على وجه التحديد.

وأشار إلى تبني هيئة الصحة في دبي تنفيذ مبادرة دبي مدينة القلب السليم، التي تصبّ في هدف تمييز دبي بخدمات طبية متكاملة ورعاية صحية فائقة وتجربة استشفاء مثالية، فضلاً عن جعل دبي مدينة آمنة من الجلطات القلبية، وهو الهدف الأساس من المبادرة الطموحة.

وقال إن الهيئة تعمل بالتعاون مع جميع الشركاء والأطراف المعنية الداعمة للمبادرة، على تحقيق هذا الهدف، وتوفير الرعاية العاجلة لأي مريض معرض للإصابة بالجلطة القلبية، ورفع نسبة نجاته من أثر الجلطة ومخاطرها من 5% إلى 65%، خلال الدقائق الخمس الأولى للإصابة بالجلطة.

وقال باصليب لـ«الإمارات اليوم» إن إهمال الكثير لممارسة الرياضة بشكل منتظم، يُعد أول الطريق للإصابة بالعديد من الأمراض، مثل السمنة، والسكري، والضغط، وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، التي تؤدي بدورها إلى أمراض القلب والشرايين في النهاية، خصوصاً في فئة البالغين، مؤكداً أن ممارسة التمارين الرياضية خط الدفاع الأول للوقاية من هذه الأمراض، مطالباً أفراد المجتمع باستغلال «تحدي اللياقة» لتصبح نمط حياة مستمراً، وتكون بداية جديدة في حياتهم تستمر العمر كله.

وأشار إلى أن تقديرات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن نحو 17.5 مليون نسمة ماتوا جراء الأمراض القلبية الوعائية في عام 2012، أي نحو 31% من وفيات العالم في هذا العام، وأكدت المنظمة إمكانية تفادي 80% من الأزمات القلبية والسكتات التي تحدث في سن مبكرة، ويمكن تحقيق ذلك عن طريق اتباع نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني بانتظام والامتناع عن التدخين.

وذكر باصليب أن مبادرة «تحدي دبي للياقة»، تمثل نموذجاً جديراً بالدراسة، لاسيما من الناحية الطبية، حيث يشهد التحدي مجموعة من المنافسات والأنشطة الرياضية المتناسبة مع جميع الفئات والأعمار، ومتنوعة ومتدرجة بين السهولة والمتوسطة والقوية، ومجمل هذا التحدي يصبّ مباشرة في سلامة الأفراد من أمراض القلب، ما تؤكده منظمة الصحة العالمية، التي طالما نادت ومعها المنظمات والجمعيات الصحية الدولية المتخصصة، بضرورة تخلي الإنسان عن أنماط حياته المألوفة.

وعن طبيعة أمراض القلب وعلاقتها بالنشاط وممارسة الرياضة، قال باصليب إنه وفقاً للتعريف العلمي لمنظمة الصحة العالمية للأمراض القلبية الوعائية، فإن هذه الأمراض تسببها اضطرابات القلب والأوعية الدموية وتشمل أمراض القلب التاجية «النوبات القلبية» والأمراض الدماغية الوعائية «السكتة الدماغية»، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض الشرايين المحيطية وأمراض القلب الروماتزمية وأمراض القلب الخلقية وقصور عضلة القلب، فيما يعد التدخين من الأسباب الرئيسة للإصابة بالأمراض القلبية الوعائية، إضافة إلى عدم ممارسة النشاط البدني واتباع نظام غذائي غير صحي.

وذكر أن النظام الغذائي المتوازن يُعد ضرورياً لصحة القلب والجهاز الوعائي، ويشمل الإكثار من الخضراوات والفواكه والحبوب غير منزوعة النخالة، واللحوم الخالية من الدهون، والأسماك والبقوليات، والإقلال من تناول الملح والسكر، كما تساعد ممارسة النشاط البدني بانتظام لمدة لا تقل عن 30 دقيقة على الحفاظ على الجهاز القلبي الوعائي، وضرورة الامتناع عن التدخين، الذي يخلف أضراراً صحية جسيمة، مشيراً إلى أن خطر الإصابة بالأزمة القلبية والسكتة يتقلص فور الإقلاع عن التدخين، كما يمكن أن يتقلص بنسبة تصل إلى النصف بعد مضي عام على الإقلاع.

وأضاف أن مبادرة «تحدي دبي للياقة» لها آثار إيجابية في أمراض ذات صلة بأمراض القلب، حيث تؤكد منظمة الصحة العالمية في تقرير رسمي أنه ينبغي على الناس ممارسة قسط من النشاط البدني طوال حياتهم، إذ إنّ ممارسة النشاط البدني بانتظام طوال 30 دقيقة في معظم أيام الأسبوع من الأمور التي تسهم في خفض مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية والسكري وانتظام ضغط الدم، وخفض معدلات الكوليسترول الضار، ورفع مستوى الكوليسترول المفيد، وتفادي السمنة وجميع الأمراض المرتبطة بها، كما يمكن من خلال تقوية العضلات والتدريب على التوازن الحد من حالات السقوط، وتحسين قدرة المسنين على التحرّك.

تويتر