تشمل توفير أدوية للمريض وخدمات متخصصة تستهدف الأطفال والمراهقين

برامج ومبادرات مبتكرة لتعزيز الصحة النفسية

صورة

أفاد نائب مدير منطقة دبي الطبية مدير مستشفى الأمل، الدكتور عبدالعزيز الزرعوني، بأن وزارة الصحة ووقاية المجتمع أعدت حزمة من البرامج والمبادرات المبتكرة لتعزيز الاستقرار النفسي في المجتمع، تشمل تقديم خدمات الصحة النفسية المجتمعية للمريض النفسي، وتوفير الأدوية الأساسية له، إضافة إلى توفير خدمات متخصصة في الطب النفسي للأطفال والمراهقين.

وأكد لـ«الإمارات اليوم» ضرورة تغيير النظرة السائدة إلى المرضى النفسيين، لافتاً إلى رفض مرضى مصابين باضطراب القلق والاكتئاب مراجعة عيادات الطب النفسي، خشية وصمهم بأنهم مجانين، أو غير طبيعيين.

وقال إن «هناك حاجة إلى مزيد من الكوادر المواطنة المتخصصة في الطب النفسي، داعياً المواطنين إلى خوض هذا الحقل، وتعزيز حضورهم فيه».

وتفصيلاً، بيّن الزرعوني أن «حزمة المبادرات الجديدة التي أطلقتها الوزارة في مستشفى الأمل تشمل تقديم خدمات الصحة النفسية المجتمعية، بهدف التقليل من مخاطر تعرض المريض للانتكاسة، وتمكينه اجتماعياً ونفسياً ومهنياً. كما شملت برامج لتحسين وتطوير جودة الخدمات النفسية المقدمة للمرضى، وتوفير الأدوية النفسية الأساسية لهم، بشكل ثابت ومستمر».

 للإطلاع على أقسام مستشفى الأمل، يرجى الضغط على هذا الرابط.


زيارات منزلية

قال نائب مدير منطقة دبي الطبية مدير مستشفى الأمل، الدكتور عبدالعزيز الزرعوني، إن وزارة الصحة ووقاية المجتمع استحدثت وحدة متكاملة في المستشفى لتقديم خدمات الصحة النفسية المجتمعية، من خلال الزيارات المنزلية للحالات المزمنة، بهدف التأكد من التزام المريض بأخذ العلاج وتقليل نسبة حدوث انتكاسة له، فضلاً عن مساعدة أسرته على العناية به وتقليل الضغوط النفسية عليهم.

وتابع: «تعمل الوحدة أيضاً على توفير خدمات التأهيل النفسي والمهني والاجتماعي للمرضى النفسيين من خلال مركز الرعاية النهارية في المستشفى، وتفعيل دور الاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين في برامج الدعم الذاتي، بهدف رفع نسبة رضا المرضى وذويهم عن الخدمات، فضلاً عن تعزيز برامج الدعم الذاتي للمرضى النفسيين وأسرهم، مالياً وفنياً، من خلال خلق شراكات مع الجهات المعنية، مثل وزارة الشؤون الاجتماعية، وهيئة تنمية المجتمع، وهيئة تنمية الموارد البشرية، والجهات القانونية، والتعليمية، ومكاتب حقوق الإنسان».

وتابع أن «البرامج شملت أيضاً تطوير خدمات علاج وتأهيل مرضى الإدمان، وتوفير الموارد البشرية اللازمة في مجال الصحة النفسية، والعمل على تنميتها وتأهيلها، إضافة إلى تعزيز وتطوير برامج الوقاية والاكتشاف المبكر للاضطرابات النفسية، وإعداد قاعدة بيانات إحصائية شاملة للصحة النفسية في الوزارة، والعمل على تكوين معرفة قائمة على الأدلة العلمية واستثمارها في التخطيط للصحة النفسية وتطوير الخدمات من خلال نظام معلومات صحية فاعل وبحوث منسقة، وتعزيز دور الهيئات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية المعنية برعاية وتأهيل ودعم المرضى النفسيين ودمجهم في المجتمع».

وأضاف الزرعوني أن «المستشفى حرص على تفعيل العمل التطوعي في مجال الصحة النفسية، ونفذ مبادرة وحدة الطب النفسي المجتمعي، والزيارات المنزلية للمرضى، وإنشاء مركز متكامل للتأهيل والعلاج النهاري، إضافة إلى مبادرة (عيادة الخير)، الخاصة بتقديم الاستشارات النفسية لموظفي مؤسسات حكومية وخاصة، وتفعيل خدمات التطبيب النفسي عن بعد في عيادات الطب النفسي المجتمعي».

وقال إن «الخدمات الصحية النوعية التي يقدمها مستشفى الأمل حققت نسبة إشغال توازي المعدلات العالمية، إذ بلغ معدل الإشغال فيه 83%»، شارحاً أن «المستشفى يقدم خدمات نفسية تخصصية داخلية وخارجية في الطب النفسي للبالغين والطب النفسي للأطفال والمراهقين وكبار السن، إضافة إلى الطب النفسي العدلي، وخدمات علاج وتأهيل مرضى الإدمان، والطب النفسي الوصلي، والطب النفسي المجتمعي، وخدمات الإرشاد والعلاج النفسي والخدمة الاجتماعية، والتأهيل النفسي والاجتماعي والمهني، إضافة إلى علاج النطق، وعيادة الجلدية، وخدمات فنية داعمة (أشعة، مختبر، علاج طبيعي، تغذية)».

وذكر الزرعوني أن «القلق النفسي والاكتئاب هما أكثر مظاهر الاضطراب النفسي انتشاراً محلياً»، مؤكداً أن أعراض الحالتين تترافق مع بعضها بنسب ودرجات مختلفة، إلا أن كثيرين يتجنبون مراجعة الطبيب النفسي بسبب النظرة الاجتماعية السائدة، وما يحمله ذلك من وصمة لدى البعض. وأوضح أن «كثيراً من المرضى النفسيين يراجعون تخصصات طبية مختلفة، كالعصبية والقلبية والجهاز الهضمي، على الرغم من أن مشكلاتهم نفسية في الأساس. كما تتعدد الأمراض النفسية وتتنوع في المجتمع وتختلف في شدتها ودرجتها»، مؤكداً أن التوعية والتثقيف الصحي النفسي عنصران مهمان في توجيه أفراد المجتمع نحو فهم طبيعة الاضطرابات النفسية، ومعرفة الطرق الصحيحة والنافعة في علاجها.

وأكد الزرعوني أن التخصصات النفسية تشهد عزوفاً من المواطنين، مقارنة بالتخصصات الأخرى، إذ لا يعتبر هذا التخصص من الخيارات الأولى لدى الطلبة، لافتاً إلى حاجة المجتمع الماسة إلى التخصصات النفسية من أطباء وأخصائيين نفسيين واجتماعيين، حتى يثروا المؤسسات والمراكز الطبية النفسية ويملأوا الفراغ فيها، وهو ما يحتاج إلى مزيد من التشجيع والحث والتوعية والإقناع بأهمية هذه التخصصات.

تويتر