طالبات جامعيات يلجأن إليه للحصول على جسم ممشوق.. و«النتائج ليست مضمونة»

تسطيح البطن بـ «البوتوكـــس».. 17 ألف درهم كل 6 أشهر

صورة

بسبب هاجس الجسم الممشوق، تلجأ طالبات جامعيات إلى حقن عضلات المعدة بمادة «البوتوكس» للحصول على بطن مسطح، وتراوح كلفة العملية بين 14 و17 ألف درهم، ولأن مفعول هذه المادة يبطل بعد ستة أشهر، تحتاج هؤلاء الفتيات إلى إجرائها كل ستة أشهر ما لم يلتزمن بنظام غذائي صحي. وفي حين ترى فتيات أن نتائج العملية ليست مرضية دائماً، أكد طبيب مختص أن العملية آمنة.

الطالبة في جامعة الشارقة، تسنيم عبدالحق، قالت إنه «رغم أن وزنها لا يتعدى 58 كيلوغراماً، إلا أن رغبتها في الحصول على جسم رشيق دفعتها إلى اللجوء إلى عيادة مختصة في إنقاص الوزن بالحقن بمادة (البوتوكس) التي تشهد إقبالاً كبيراً من طالبات الجامعة، لاسيما أن هذه العملية تتميز بسهولة وسرعة في إجرائها مقارنة بالعمليات الأخرى، إذ لا تستغرق أكثر من 15 دقيقة، فضلاً عن أن كلفتها المنخفضة نسبياً مقارنة بغيرها من عمليات إنقاص الوزن، ومضاعفاتها القليلة، شجعتا العديد من الشابات على الإقدام عليها»، مضيفة: «لاحظت بعد خضوعي لهذه التقنية بنحو 10 أيام، أن رغبتي في تناول الطعام تراجعت بشكل ملحوظ، إذ أشعر بالشبع خلال معظم ساعات اليوم، ما أسهم خلال شهر ونصف الشهر في خسارتي تسعة كيلوغرامات من وزني، والدهون في منطقة البطن، ما زاد من ثقتي بنفسي مقارنة بما كنت عليه في السابق».

وتتسابق طالبات للحصول على بطن مسطح كونه مثل نجمات السينما العالمية وعارضات الأزياء، اللواتي تعتبرهن الفتيات نموذجاً للجمال، حسب عبدالحق.

فيما عانت الطالبة في كلية الإعلام بجامعة الشارقة، عفراء خلف (19 عاماً)، الوزن الزائد لفترة طويلة، وعند محاولتها المواظبة على ممارسة الرياضة يومياً في الأندية المتخصصة، كانت لا تستمر إلا لفترة محدودة، بسبب حرصها على حضور محاضرات الجامعة والمذاكرة المتواصلة طوال الفصل الدراسي، لذا قررت الخضوع لتقنية طبية سريعة تساعدها في فقد وزنها الزائد.

وخلف، أوضحت أنها قررت اللجوء إلى تقنية حقن عضلات المعدة بـ«البوتوكس» بعد بحث طويل في مواقع إلكترونية، لاسيما أنها أسرع الطرق في إنقاص الوزن، ولا تحتاج إلى جراحة، وقد شجعها على إجرائها، أن صديقاتها اللواتي خضعن لها بدا على معظمهن فرق شاسع، قبل وبعد إجرائها، فيما لم تحظَ أخريات بالنتائج المرجوة لأسباب تتعلق باشتراطات وطريقة تطبيق التقنية، لافتة إلى أن «المبلغ الإجمالي الذي دفعته لم يزد على 17 ألف درهم».

ومفهوم الرشاقة عند الطالبات، وفق خلف، لم يقف عند حدود الحصول على كتلة جسم تتناسب مع المعايير الصحية المتعارف عليها، بل أصبحن يسعين للوصول إلى نحافة مبالغ فيها، مجاراة لما تروج له مواقع التواصل الاجتماعي، حتى لو كلفهن الأمر دفع مبالغ مالية كبيرة.

استشاري أمراض الجهاز الهضمي والمناظير والسمنة في مستشفى سليمان حبيب في دبي، الدكتور سعيد سالم الشيخ، قال إن «تقنية الحقن بـ(البوتوكس) في جدار المعدة لإنقاص الوزن خضعت لها أكثر من 5000 حالة في المستشفى، مثلت الإناث 60% منها»، مؤكداً أن «الأشخاص الذين يراجعون العيادة وتكون كتلة جسمهم ضمن المعدل الطبيعي (من 18 إلى 25)، أرفض أن أجري لهم هذه التقنية نظراً لعدم حاجتهم إليها، باستثناء بعض الرياضيين الذين تتطلب منهم الرياضة التي يمارسونها أوزاناً محددة، ويلجأون لمثل هذه التقنية من أجل التخلص من كيلوغرامات قليلة».

وتتمحور آلية عمل مادة البوتوكس حول حقن عضلة المعدة بها عن طريق منظار الفم في مناطق محددة بالمعدة، بصورة تعمل على ارتخاء انقباض عضلات المعدة وتبطئتها، وتالياً التقليل من سرعة الهضم، ما يعطي الشخص إحساساً بالشبع لمدة أطول، وفق الشيخ، الذي أشار إلى أن «البوتوكس تخسر مفعولها بعد ستة أشهر تقريباً، لذا من المهم جداً أن يعتاد الشخص خلال هذه الفترة على نمط حياة صحي، وأن يحافظ عليه، حتى لا يضطر لإجراء العملية التي تبلغ كلفتها 14 ألف درهم مرة أخرى».

وحقن البوتوكس مجدية في معظم الحالات، باستثناء التي لا يستمر أصحابها في اتباع البرنامج الغذائي بشكل متكامل، إذ إن نتائجهم تكون غير مرضية في الحصول على الوزن المطلوب.

ويلجأ الأشخاص إلى هذه التقنية الآمنة من أجل خسارة الوزن الزائد، بدلاً من الخضوع لعمليات جراحية كقص المعدة أو ربطها، فضلاً عن أنها تتميز بسهولة القيام بها، وقلة الأعراض الجانبية التي تتركها، وفي الوقت ذاته تحقق النتيجة المرجوة بشرط الالتزام بأمور عدة، منها جدول غذائي مدروس يضعه أخصائي التغذية، ومتابعة دورية لمدة ستة أشهر مع الطبيب المختص، إلى جانب برنامج رياضي بسيط، حسب الشيخ.

salkitbi@emaratalyoum.com

تويتر