تسبب في إشراف الطبيب على 14 مريضاً والمعايير العالمية تقضي بمتابعة 4 حالات

مستشفى راشد يعاني تكدس «العناية المركزة» بالمرضى

صورة

قال أطباء في مستشفى راشد التابع لهيئة الصحة في دبي، إن أقسام العناية المركزة في المستشفى تشهد تكدساً شديداً يفوق نسبة 140% من إجمالي عدد الأسرّة.

وأوضحوا لـ«الإمارات اليوم» أن التكدس الشديد ناتج عن تحويل مرضى من إمارات الدولة كافة إلى مستشفى راشد «للاستفادة من خدماته الطبية المتميزة»، لافتين إلى أن «مستشفيات عدة في الدولة تعاني نقصاً في خدمات العناية المركزة، فتحول المرضى إلى مستشفى راشد».

خارج المهام الوظيفية

أكد أطباء في مستشفى راشد أنهم «اضطروا إلى الانتقال بمركبات إسعاف إلى إمارات مجاورة لاستقبال مرضى عناية مركزة، ونقلهم إلى مستشفى راشد، وهذا أمر خارج مهامهم الوظيفية»، لافتين إلى أنهم «اضطروا للانتقال إلى مستشفيات حكومية وخاصة، للإشراف على مرضى عناية مركزة وتقديم المشورة لأطباء تلك المستشفيات، حتى لا يتم نقل المرضى إلى مستشفى راشد المتكدس بالمرضى».

وطالب أطباء الجهات المعنية بتطوير المستشفيات الكبرى في الدولة، بما يتيح لها تقديم الرعاية الصحية الكاملة للحالات الحرجة وفقاً للمعايير العالمية، لافتين إلى أن «استمرار تساهل بعض الأطباء في مستشفيات الدولة بتحويل المرضى إلى مستشفى راشد، يخالف تقاليد المهنة، ويهدد سلامة المرضى».

وذكروا أن التحويلات المتزايدة من المرضى دفعت إدارة المستشفى إلى نقل 24 حالة مرضية مصنفة على أنها حالات حرجة وتحتاج إلى عناية مركزة، إلى أقسام علاج عادية، مشيرين إلى أن المعايير العالمية تقضي بإشراف طبيب العناية المركزة على ما بين أربع وست حالات مرضية، بينما تسبب التكدس في مستشفى راشد في اشراف الطبيب على 14 مريضاً في التوقيت نفسه، ما يفوق طاقة الكادر الطبي.

وتفصيلاً، زارت «الإمارات اليوم» أقسام العناية المركزة في مستشفى راشد في دبي، الذي يعد المستشفى الحكومي الأكبر في الإمارة، ورصدت عدم وجود أي سرير شاغر، على الرغم من افتتاح وحدات عناية مركزة جديدة خلال الاعوام الماضية لاستيعاب الاعداد المتزايدة من الحالات الحرجة.

وقال أطباء في المستشفى إن «القسم يعاني ازدحاماً شديداً بالحالات الحرجة يفوق الطاقة الاستيعابية للعناية المركزة، بنسبة تزيد على 140% من حجم الاسرّة»، لافتين إلى أن إدارة المستشفى اضطرت إلى «نقل 24 مريض عناية مركزة للعلاج في أقسام طبية عادية، ووضعتهم تحت عناية طبية مكثفة».

ولفتوا إلى أن «هذا الوضع أجبر أطباء على الاعتذار عن استقبال بعض الحالات المرضية القادمة للعناية المركزة لعدم وجود أسرة تستقبلها»، مؤكدين أن «استمرار استقبال حالات عناية مركزة محولة من مستشفيات كبرى في إمارات الدولة، يزيد من تكدس المرضى في مستشفى راشد، ويؤثر في مستوى جودة الخدمة الطبية، وقد يهدد حياة هذه الحالات».

وتساءل أطباء عن أسباب استمرار مستشفيات كبرى في الدولة في تحويل مرضى عناية مركزة إلى مستشفى راشد، بينما هذه المستشفيات مجهزة لاستقبال الحالات كافة، معتبرين أن «بعض الأطباء في مستشفيات كبرى حكومية وخاصة في أنحاء الدولة يعتمدون سياسة تحويل المرضى لتخفيف العبء عليهم، وتحميله لأطباء مستشفى راشد».

وذكروا أن «هذا الوضع الغريب تسبب في اشراف طبيب العناية المركزة في مستشفى راشد على 14 مريضاً في وقت واحد، في حين أن المعايير العالمية تنص على إشراف طبيب الحالات الحرجة على ما بين أربع وست حالات حداً أعلى».

ويتكرر الأمر نفسه مع الطاقم التمريضي، إذ «يشرف الممرض على ثلاثة مرضى عناية مركزة، بينما تقضي المعايير العالمية بوجود ممرض لكل مريض».

وأفاد أطباء بأن «هذا الوضع تسبب في استقالة ثمانية أطباء و20 ممرضاً خلال العامين الأخيرين، لعدم قدرتهم على تحمل أعباء العمل المتزايدة، ولتلقيهم عروضاً للعمل في مستشفيات غير مزدحمة برواتب مضاعفة»، لافتين إلى أن «رواتب الأطباء والطاقم التمريضي في مستشفى راشد لا تعادل المجهود الكبير الذي يبذلونه».

وأوضحوا أن «العدد الكبير لمرضى العناية المركزة يفوق الطاقة البشرية للأطباء والممرضين، ما يهدد بوقوعهم في أخطاء مهنية، أو يؤثر سلباً في مستوى الجودة الطبية، وتالياً يؤثر في حياة المريض»، لافتين إلى أن «كثيراً من الأطباء لا يحصلون على إجازاتهم بالشكل المناسب، ويعملون أوقاتا إضافية، وهو أمر دفع البعض إلى تقديم الاستقالة».

إلى ذلك، أقر مصدر في إدارة المستشفى بوجود تكدس في أقسام العناية المركزة، موضحاً أن المستشفى يضم 64 سريراً للعناية المركزة، لكن العدد الحالي يزيد على 88 مريضاً، نسبة كبيرة منهم محولون من مستشفيات في إمارات الدولة كافة.

وذكر المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن «السبب الرئيس في هذا التكدس هو ثقة المرضى وذويهم بكفاءة أطباء مستشفى راشد، ومستوى الخدمة الصحية المتميزة التي يلقاها المريض في المستشفى وفق المعايير الطبية العالمية، وهي العوامل التي يفتقدها في مستشفيات أخرى».

وأكد أن المستشفى «يضطر إلى الاعتذار عن قبول بعض الحالات لعدم وجود أي أسرّة شاغرة في العناية المركزة، خصوصاً أن علاجها متوافر في المستشفيات التي قدموا منها».

وشدد على أن «المستشفى لا يرفض مطلقاً الحالات التي لا علاج لها في مستشفيات أخرى مثل إصابات حوادث الأطفال».

تويتر