محرومون من وظائف كبرى ويتعرّضون للسخرية من أسرهم

مواطنون يبكون ندماً من «الوشم»

يستقبل مركز الأمراض الجلدية في دبي، وعيادات الأمراض الجلدية في الدولة، عشرات المواطنين شهرياً، طلباً لإزالة وشم من على الجلد.

ويبدي هؤلاء المواطنون ندماً شديداً على إقدامهم على تقليعة الوشم التي جعلت مناظر أجسادهم منفرة، ما سبب لهم إحراجاً كبيراً، وأدى الى حرمان بعضهم من وظائف مهمة.

ويروي بعضهم أنهم محرومون من ارتداء بعض الملابس الكاشفة، أو النزول إلى البحر وحمامات السباحة، خشية من نظرة المجتمع السلبية تجاههم.

وذكروا أنهم أقدموا على الوشم وقت المراهقة والطيش، لكن كثيرين منهم مصابون بإحراج شديد أمام أبنائهم وزوجاتهم، بعد ان تقدم بهم العمر.

وقال استشاري ورئيس مركز الأمراض الجلدية في هيئة الصحة في دبي، الدكتور أنور الحمادي، إن كثيراً من المواطنين الذين اقدموا على الوشم وقت المراهقة للتفاخر  بين الشباب نادمون الآن على هذه التجربة، ويطلبون إزالته بأي صورة.

وأضاف في مقابلة مع «الامارات اليوم» أن بعضهم أصيب بأمراض مثل التقرحات، والاكزيما والتبقع وتصبغ الجلد.

وأضاف  «نستقبل 50 حالة سنوياً تقريباً طلباً لإزالة الوشم بعد سخرية المجتمع منهم»، متابعاً «استقبلنا حالات تقدمت لوظائف مهمة، وبعد أن اجتازت الاختبارات والفحوص الطبية، تم اكتشاف أنها تحمل وشماً، فتم رفض توظيفهم، ما سبب آلاماً شديدة لهم، بخلاف الأزمات الاسرية والاجتماعية».

وأكمل «بعض الذين يحملون الوشم، يتعرضون لمضايقات شديدة في العمل، من قبل زملائهم او المراجعين لمقار وظائفهم، خصوصاً لوكان الوشم واضحاً في الذراع، ويحمل معاني مرفوضة مجتمعياً»، متابعا «كثيرون منهم يتعرضون للسخرية الشديدة، خصوصاً على الشواطئ، أو حمامات السباحة، ما يدفعهم للعزلة، وربما الاصابة باكتئاب».

وحذر الحمادي من أن الوشم قد يكون سبباً للاصابة بأمراض خطرة وقاتلة، موضحاً أن ”بعض الشباب يسافرون الى دول فقيرة تشتهر بعمليات الوشم، وإذا تمت تلك العمليات في مراكز غير معقمة، وعبر أجهزة لا يتم تطهيرها، فيمكن أن تنتقل أمراض فيروسية خطرة إليهم، مثل الايدز والالتهاب الكبدي البائي». وأضاف أن «الوشم قد يصيب صاحبه بتقرح، أذ إنه صبغة تتسرب إلى الجلد، وتؤدي الى رفض من الجسم وتهيج، تنتهي بتسمم فيروسي أو تقرح».

  وتابع رئيس مركز الأمراض الجلدية أن «حامل الوشم قد يسدد مبلغاً لا يزيد على 500 درهم للتزين بالوشم، لكن بعد أن يكتشف أنه أصبح مثاراً للسخرية والمضايقات والأزمات الاجتماعية يبحث عن حلول تكلفه مبالغ كبيرة لإزالته».

وأوضح «يتوجه حاملو الوشم الى اطباء جلدية طالبين إزالته بأي ثمن، ولا سبيل أمامهم إلا جلسات الليزر التي تكلف احياناً عشرات الآلاف من الدراهم».
وأضاف «للاسف علاجات الليزر لا تفيد في كل حالات الوشم، خصوصاً بعض الالوان، مثل الصفراء والبرتقالية، ما يجعلها تستمر طوال العمر ولا تزول».

تويتر