أطلقت مبادرة لإنقاذ المشوّهين عربياً

أشواق ترمم تشوّه وجه امرأة باكستانية

أشواق الهاشمي وصورة المرأة الباكستانية التي أنقذتها من التشوه. تصوير: باتريك كاستيلو

أمضت المرأة الباكستانية زكية، ما يزيد على عام وهي بنصف وجه، بعد أن ألقى عليها زوجها مواد كيماوية حارقة، أدت إلى اختفاء ملامح النصف الايسر من وجهها.

وعاشت زكية مشوهة الوجه أشهراً عدة، وتناولت قضيتها وسائل إعلام عالمية، باعتبارها أشهر ضحية باكستانية للعنف الزوجي، حتى علمت بحالتها النحاتة الطبية المواطنة أشواق حسان الهاشمي، وتكفلت بترميم نصف وجهها، وعادت إلى صورتها الاولى.

وأشواق هي أول نحاتة طبية في الامارات، وبموجب تخصصها تستقبل الأشخاص الذين تعرضوا لفقدان أعضائهم، نتيجة حوادث أو تشوهات جنينية أو أمراض استدعت استئصال أعضاء أو أطراف من أجسادهم، لتصنع لهم أطرافاً مطابقة تماماً لتلك المبتورة، ليظهر الشخص بصورة طبيعية.

ولم تكتف أشواق بإنقاذ المرأة الباكستانية زكية، بل بدأت تنظيم حملة تطوعية خيرية لصناعة أعضاء بشرية تعويضية للمصابين والمشوهين في دول عربية، وخاطبت سفارات تلك الدول لتيسير تنفيذ مبادرتها.

وتقول الهاشمي لـ«الإمارات اليوم»: بدأت رحلتي في صناعة الاطراف ونحت الاعضاء البشرية قبل ‬11 عاماً، ويعد هذا التخصص نادراً جداً عالمياً، وفي الإمارات يوجد ثلاثة أشخاص فقط يزاولونه.

وتضيف «بعد أن مارست تخصصي في هيئة الصحة في دبي، وصنّعت أكثر من ‬450 عضواً لمصابين من خارج الدولة وداخلها، اتجهت لتأسيس مركز (امنيتي)، وهو أول مركز خاص لصناعة الأعضاء البشرية في الدولة، وتم بدعم من مؤسسة الشيخ محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة».

وتكمل «خاطبتني مؤسسة (مساعدة المسلمين) البريطانية لأساعد المرأة الباكستانية زكية، التي ألقى عليها زوجها مادة الاسيد (ماء النار)، التي تسببت في إذابة العين اليسرى ونصف الانف وجزء من الفم، واصبحت امرأة بنصف وجه».

وتضيف «لم أتردد لحظة في مساعدة هذه المرأة التي تحولت حياتها الى جحيم، والتي اثارت حادثتها ردود فعل غاضبة، أدت إلى صدور قانون بتغليظ عقوبة الاعتداء على النساء بهذه المادة الكيماوية في باكستان».

وتكفلت النحاتة الاماراتية بنفقات العلاج، وتصنيع أشكال شبيهة بنصف وجه جديد بمواصفات العين والحاجب والرمش والانف والفم نفسها، لتعود المرأة الى صورتها الطبيعية تماماً، مضيفة «تعاونت مع معلمي السابق في مستشفى راشد، الأخصائي دارل اتكنز، للقيام بتصنيع الوجه».

ولأن قضية زكية كانت مثار اهتمام عالمي، فقد اهتمت بها مؤسسات دولية، وجرى تصوير فيلم وثائقي أميركي عنها منذ بداية إصابتها، وحتى تصنيع وجه جديد لها.

وحمل الفيلم عنوان «حماية الوجه»، وفاز بجائزة الأوسكار العالمية، وجائزة أفضل فيلم في مهرجان أبوظبي السينمائي (جائزة الجمهور)، وصعدت أشواق على خشبة المسرح في حفل ختام المهرجان لتتسلم الجائزة، وسط تقدير كبير من الجمهور والنقاد، الذين تعاطفوا مع الضحية، وصفقوا كثيراً لمن صنع لها وجهاً جديداً.

وبدأت زكية، أخيراً، حملة تطوعية خيرية تحمل اسم «امنيتي»، لمساعدة المشوهين وفاقدي الأطراف في الدول العربية، لتصنع لهم أعضاء بشرية جديدة بدعم من مؤسسات وجمعيات خيرية.

وتقول أشواق «تواصلت مع سفارات اليمن والسودان ودول خليجية، لتيسر لي الوصول إلى الحالات المشوهة لمساعداتها، ومستقبلاً سأتواصل مع سفارتي مصر وسورية لنصل بالخدمة إلى أكبر عدد من فاقدي ملامح الوجه وأطراف الجسد».

وتمنت النحاتة الطبية أن ترعى مؤسسات إنسانية في الدولة والدول العربية، وتساعدها في التكفل بعلاج المشوهين في العالم العربي، والنساء الآسيويات ضحايا العنف الزوجي والحرق، لانهاء عزلتهم، والقضاء على آلامهم النفسية، وتمكينهم من العودة إلى الحياة الطبيعية.

تويتر