مها بركات: البنكرياس الاصطناعي ابتكار فعّال يتوقع توافره في أبوظبي خلال عامـــــــــين

الإمارات السادسة عالمياً في قابليـة الإصابة بـ «السكري»

التوعية والوقاية والعلاج الحديث قللت من نسبة الإصابة بـ «السكري» في الدولة. الإمارات اليوم

أفادت مديرة البحوث في مركز «إمبريال كوليدج» لعلاج السكري في أبوظبي عضو مجلس إدارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الاتحاد العالمي للسكري، الدكتورة مها تيسير بركات، بأن نسبة القابلية للاصابة بمرض السكري بين سكان الدولة بلغت 16.5٪، محتلة المرتبة السادسة عالميا، وفق تقرير الاتحاد العالمي للسكري، لافتة إلى تقدم دول خليجية في معدلات القابلية للإصابة مثل الكويت التي تحتل المرتبة الثانية عالميا بنسبة 18.1٪، وقطر في المرتبة الثالثة بنسبة 16.8٪، والبحرين في المرتبة الخامسة بنسبة 16.6٪.

وأوضحت أن معدل القابلية للإصابة في الإمارات سيرتفع إلى الثالث عالميا بنسبة 17.2٪، في جدول تقرير انتشار السكري المتوقع لعام ،2030 بعد كل من ماليزيا صاحبة المرتبة الأولى بنسبة 19٪ والكويت الثانية بنسبة 18.3٪.

برامج

قالت مديرة البحوث في مركز «إمبريال كوليدج لعلاج السكري» في أبوظبي عضو مجلس إدارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الاتحاد العالمي للسكري، الدكتورة مها تيسير بركات، إن المركز ينفذ برامج التوعية والوقاية من مخاطر مرض السكري، من بينها فعاليات رياضية مثل ماراثون مرسى ياس ومباريات في كرة القدم، وبرامج للنساء خلال فترة معينة لقياس كثافة الجسم، والقدرة على التحمل بعد شهر من ممارسة الرياضة. وأشارت إلى تنفيذ عدد من الفعاليات الاخرى، منها 45 حلقة تلفزيونية حول التوعية الغذائية تحت اسم «كيف الصحة»، و«سكر مزبوط»، بالإضافة إلى تنفيذ حملات توعية للأطفال من سن سبع سنوات وحتى 12 سنة في المدارس. وذكرت أن شركة عالمية متخصصة في الدراسات والبحوث تولت رصد تحسن الوعي في مجتمع أبوظبي، والتعرف إلى جدوى أساليب الوقاية، وجاءت النسب حول برنامج «سكر مزبوط» أن 52٪ من مشاهديه اعتبروه غنياً جدا بالمعلومات، و37٪ يحاولون اتباع النصائح المقدمة من اخصائية التغذية، و21٪ يطبقون الوصفات المقترحة.

وقالت بركات لـ«الإمارات اليوم»، إن علاج مرض السكري في تطور مستمر، وننتظر حاليا ابتكارا جديدا وفعالا (البنكرياس الاصطناعي)، وهو عبارة عن مضخة أنسولين متضمنة جهازاً لفحص «السكري»، موضحة أن هذا الجهاز لديه القدرة على تغيير نسبة الأنسولين في الدم أتوماتيكيا دون تدخل من المريض، لافتة إلى أن الجهاز في مرحلة التجارب العالمية على عينة عشوائية من المرضى، ويتوقع طرحه في الأسواق، وأن يكون متاحا لجميع المرضى حول العالم خلال عامين.

وأفادت بأن شركات الأدوية تكشف كل ستة أشهر عن علاج جديد لمرض السكري، مشيرة إلى أن مركز «إمبريال» أول من وفر إبرة تعطى للمريض مرتين يوميا للتخسيس وتنظيم السكر في الدم، كما وفر إبرة واحدة تعطى للمريض يومياً، ويستخدم حاليا إبرة تعطى للمريض أسبـوعياً، تخفض الوزن وتنظم السكر، مؤكدة كفاءة الإبرة واستفادة المريض منها بنـسبة كبيرة لتأثيرها المباشر في السكر والوزن معا.

وأكدت بركات أن الأنسولين لايزال العلاج المفيد والفعال والمثالي لمرضى السكري العالي، موضحة أن تعاطي الأنسولين عن طريق الفم يبطل مفعوله كدواء، ومع تجربته عن طريق الاستنشاق أصاب المرضى بالربو، لذا تعمل شركات الأدوية على إعطاء الأنسولين للمريض داخل الجسم بالضغط وهو أسلوب أكثر ألما أو بأبرة تحت الجلد وهو الاسلوب المتبع حاليا.

وقالت إن دولة الإمارات تراجعت للمرتبة العاشرة لمعدلات الإصابة بمرض السكري بنسبة 19.2٪، وفق تقرير للاتحاد الدولي للسكري لعام ،2011 الموثق والذي صدر أخيراً بعد أن كانت تحتل المرتبة الثانية عالميا، لافتة إلى أن هذا التقدم يعود لبرامج التوعية والوقاية وأساليب العلاج والأدوية الحديثة المستخدمة.

وأشارت إلى أن أربع دول خليجية تقدمت على الإمارات في معدلات الإصابة بمرض السكري، إذ جاءت الكويت في المرتبة الثالثة عالميا بنسبة 22.2٪، وقطر في المرتبة السادسة بنسبة إصابة 20.2٪، والسعودية في المرتبة السابعة بنسبة 20٪، والبحرين في المرتبة الثامنة بنسبة 19.9٪، لافتة إلى تقدم معدلات الإصابة في لبنان على الإمارات والتي جاءت في المرتبة الخامسة بنسبة إصابة 20.2٪، مشيرة إلى أن دولة كيريباتي احتلت المرتبة الأولى بمعدل إصابة 25.7٪، وجزر مارشال في المرتبة الثانية بنسبة إصابة 22.2٪، ثم جاءت دولة توفالو في المرتبة التاسعة وقبل الإمارات مباشرة بمعدل إصابة 19.5٪.

وأضافت بركات أن الاتحاد الدولي للسكري قسم العالم إلى سبع مناطق ويضع لكل منطقة معدلات ونسب إصابة بمرض السكري الخاصة بها وهي إفريقيا، وأوروبا، والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأميركا الشمالية والبحر الكاريبي، وأميركا الجنوبية والوسطى، وجنوب شرق آسيا، وغرب المحيط الهادي، لافتة إلى أن عضويتها عن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا جعلتها على اطلاع بمعدلات الإصابة عالميا والانتشار المتوقع وترتيب كل دولة في المناطق السبع، ومتابعة مناقشة اجتماعات الاتحاد حول كل جديد في علاج «السكري»، ومحاولة تطبيقه في أبوظبي.

وأكدت وجود أكثر من 20 طبيبا متخصصا في علاج مرضى السكري بالمركز من أصل 200 موظف، يستقبلون نحو 500 حالة يومياً، لافتة إلى وجود خمسة أطباء حاليا في مدينة العين يعالجون 125 مريضا يوميا، تتوقع زيادتهم إلى 20 طبيبا خلال السنوات الثلاث المقبلة.

وأضافت بركات أن التغير الذي حدث عام 2008 على القطاع الطبي في أبوظبي، وامتلاك بطاقات التأمين الصحي مكن معظم مرضى «السكري»، من الحصول على العلاج بطريقة سهلة وآمنة، لافتة إلى تقديم المركز خدماته إلى عدد من الدول الخليجية.

تويتر