جمعية القلب: الدولة في حاجة إلى دراسات ميدانية متعمقة للمرض

سنّ الإصابة بالقلب في الإماراتبين 30 و 40 عاماً

سن الإصابة بأمراض القلب في الدولة تقل بـ 20 عاماً عن أوروبا. من المصدر

أكد استشاري أمراض القلب والشرايين، نائب رئيس جمعية القلب الإماراتية، رئيس برامج التعليم الطبي المستمر، الدكتور عبدالله شهاب، خطورة أمراض القلب في الدولة مقارنة بالدول الأجنبية، موضحاً «تظهر أمراض القلب في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية عند سن تراوح بين 50 و60 عاماً، فيما تظهر الإصابة في المنطقة العربية ومنها الإمارات في سن تراوح بين 30 و40 عاماً، مشيراً إلى أن «سنّ الإصابة بالقلب في الإمارات تقل بـ20عاماً عن الأوروبيين».

وأضاف في تصريحات لـ«الإمارات اليوم»، على هامش الاجتماع السنوي الثالث للأمراض القلبية، الذي عقد في أبوظبي بحضور 50 طبيباً متخصصاً في أمراض القلب على مستوى الدولة، أن «70 إلى 80٪ من مرضى القلب وأخطرها متلازمة الشرايين الحادة في الدولة، يعالجون العوامل المسببة للمرض وليس المرض نفسه، مثل السكري والضغط وزيادة الكوليسترول»، متابعاً أن «90٪ من المرضى يتعين علاجهم في مراكز ومعاهد قلب متخصصة».

وذكر أن «الإمارات بحاجة إلى دراسات ميدانية وسريرية متعمقة حول متلازمة الشرايين الحادة، لمعرفة الكمّ الحقيقي للمرضى المصابين بأمراض القلب، خصوصاً المحتاجين منهم إلى صمامات أو دعامات أو معالجة للشرايين»، لافتاً إلى أن هذه النوعية من الدراسات تحتاج متابعات ميدانية طويلة المدى، وإنفاقاً مالياً عالياً.

وتابع «لا توجد دراسات إماراتية متعمقة تتابع أحوال مرضى القلب أو تتعرف إلى نسب الإصابة المستقبلية، وكل البيانات المعلنه اجتهادات لمستشفيات أو مراكز متخصصة وضعت في صيغة دراسة استقصائية صغيرة».

وقال شهاب إن «الدراسة الإماراتية الأولى لأمراض القلب حول متلازمة الشرايين الحادة أعدت في عام ،2007 داخل مستشفى، ونشرت نتائجها في 33 مجلة علمية، كما أعدت دراسة ثانية في عام 2009 حول الموضوع نفسه، لكنها أضافت متابعة المرضى بعد خروجهم من المستشفى لمدة عام»، موضحاً أن «تزايد أعداد المرضى وافتقاد الرؤية المستقبلية سيجعلان الإمكانات العلاجية الحالية غير قادرة على تقديم خدماتها بالشكل المطلوب للمرضى».

وأفاد بأن انعقاد المؤتمر جاء بهدف إثراء نقاشات وحوارات بين نخبة من خبراء القلب في الدولة، للخروج بأفضل صورة تطبيقية لرفع مستوى الرعاية الطبية والعلاجية، وضمان تقديم أفضل النتائج للمصابين.

وأكد شهاب أن الدعم المالي القادر على السيطرة الكاملة على تفشي أمراض القلب في معظم الدول غير موجود، لافتاً إلى أن «كل دولة لها خصوصيتها في تبني برامج الوقاية والسيطرة والعلاج، إذ تعاني الإمارات حالياً ظهوراً متزايداً لأمراض القلب بين الشباب للفئة العمرية 20 عاماً، وفي المقابل لا توجد دراسات واقعية تفسر تداعيات هذه الظاهرة وكيفية التعامل معها مستقبلاً»، مضيفاً مع الافتقار إلى دراسات ميدانية ومؤشرات صحيحة إلى نسب وأعداد المرضى، ستصبح المستشفيات والمراكز الطبية غير قادرة في التعامل مع المرضى، إذ إن كل مستشفى في الدولة يقدم خدماته لمرضى القلب، حسب إمكاناته، مؤكداً وجود مستشفيات لا تجري إلا خمس عمليات قلب فقط على مدار العام.

وبيّن نائب رئيس جمعية القلب أن «اجتماعات جمعية الإمارات السنوية للأمراض القلبية تسهم في الارتقاء ببرامج التعليم الطبي المستمر نحو مستويات أفضل، وتوحيد أفضل الخبرات لأجل مصلحة المرضى»، مضيفاً نعمل على تطبيق أهم أساليب التدريب الحديثة، واستخدام أحدث التقنيات المتطورة، مؤكداً مشاركة ممثلي كبرى المنشآت الطبية في الدولة، مثل كلية الطب والعلوم الصحية ومستشفيات دبي والأميركي والإمارات وزايد العسكري ومدينة خليفة الطبية وتوام والعين وراشد والقاسمي في جميع المؤتمرات وورش العمل، لوضع تصور مثالي لعلاج مرضى القلب. وأفاد بأن «جمعية القلب الإماراتية لديها خمس مجموعات متخصصة لمتابعة أمراض الشرايين، وكهرباء القلب، وعلاج الجراحات القلبية، وطرق الوقاية، والتصوير الخارجي للقلب»، لافتاً إلى أن جميع المجموعات على تواصل بأقسام القلب في مستشفيات الدولة، للتوصل إلى طرق العلاج الأفضل، وتطبيق واستخدام أفضل التقنيات، مؤكداً وجود ما يزيد على 50 طبيباً للقلب في دولة الإمارات.

تويتر