مرضى يطالبون بحلول لإنهاء معاناتهم.. و«الهيئة» تدعوهم إلى توفير متبرّع عائلي

«صحة أبوظبي»: «زرع الكُلى» تــصطدم بعراقيل قانونية دولية

وحدة الكُلى في مدينة الشيخ خليفة الطبية تعالج حالياً 300 مريض مـــــــــــــــــــــــــــــــــــــن الفشل الكلوي. الإمارات اليوم

يواجه مرضى بالفشل الكلوي، في أبوظبي، مشكلات صحية بسبب تأخر إجراء عمليات زرع كلى لهم.

وفيما أكدت هيئة صحة أبوظبي استعدادها لتحمل النفقات العلاجية للمرضى داخل الدولة وخارجها، في حال وجود متبرع من الأهل، قال مرضى لـ «الإمارات اليوم» إنهم يشعرون بالقلق نتيجة تأخر علاجهم، مطالبين الجهات المعنية في الإمارة بتوفير متبرعين، أو شراء كلى لإنقاذهم.

كما طالبوا بزيادة عدد مواقع الغسيل، فيما قال مدير دائرة التنظيم الصحي في الهيئة الدكتور علي عبيد آل علي، إن «القوانين الطبية العالمية تجرم المتاجرة في الأعضاء البشرية» مشيرا إلى عدم إمكان تنفيذ عمليات الشراء.

وتستقبل وحدة الكلى في مدينة الشيخ خليفة الطبية، وحدها، 300 مريض بالفشل الكلوي، خلال الفترة الحالية، بينهم 22 طفلا.

وتفصيلاً، وقال والد مريض يدعى (س.ع)، توجهت للمستشفى التابع لجهة عملي الذي أقر بعد الفحوص الطبية إن ابني يحتاج إلى زراعة كلى، مضيفاً «بعد مراجعة الجهات المعنية والمتخصصة، طالبني المستشفى بالبحث عن متبرع من الأهل، على أن يتحمل النفقات، لكنه لا يمتلك القدرة على إنجاز هذه المهمة، التي تحتاج لتدخل الجهات المعنية للمساعدة».

وذكرت (أم أحمد)، أن زوجها إبراهيم سالم الطوخي، يعاني منذ خمس سنوات مرض الفشل الكلوي المتأخر، وأنها تبحث عن متبرع على نفقتها الخاصة لكن دون جدوى، مشيرة إلى أن التأخر في إجراء عملية له يعرض حياته للخطر.

وقال حسن الحمادي إن لديه شقيقاً شاباً يدعي (سامي ـ 20 عاماً) يحتاج إلى زرع كلى، وقد أبدت جهات عدة وأهل خير استعدادهم لتحمل النفقات، لكن العملية لم تتم لعدم وجود متبرع في الداخل أو الخارج.

وتحدث مرضى عن عدم توافر مواقع لغسيل الكلي وطول مدة الانتظار، وقال المريض مصطفى عمر، إن الجهة المركزية لعمليات غسيل الكلى داخل العاصمة، مدينة الشيخ خليفة الطبية، وهي غير كافية في ظل زيادة عدد المرضى وتكثيف الطلب على خدمة الغسيل داخل المستشفى، مضيفاً «نطالب بعدد وحدات غسيل أكثر لتخفيف الضغط وتوزيع المرضى»، معرباً عن أمله بزيادة وحدات الغسيل داخل مستشفيات القطاع الخاص.

وقالت المريضة هدى نورالدين: «تسعى وحدات الغسيل إلى إعطاء موعد مسبق للمرضى، لكن في حال حدوث أي طارئ، مثل انقطاع الكهرباء أو تغيير دوام الموظفين تتداخل وتتأخر مواعيد المرضى».

وأكد مدير دائرة التنظيم الصحي في هيئة صحة أبوظبي الدكتور علي عبيد آل علي، أن «الهيئة تتحمل نفقات علاج مرضى الفشل الكلوي والمتبرع في الداخل والخارج»، لافتا إلى عدم تأخر قرار الهيئة في إجراء العملية في حال وجود متبرع من الأهل. وقال إنه في حال تبين عدم وجود متبرع عائلي مطابق ترسل تقارير المريض إلى الخارج، للتأكد من وجود كلى من متبرع غير حي (متوفى)، لكن احتمال الحصول على كلية بهذه الطريقة صعب وقد يستغرق وقتا طويلا. وتطرق للحديث حول الضوابط التي تحكم تسفير مرضى الفشل الكلوي للخارج لإجراء عمليات زرع، في ظل القوانين الدولية التي تجرم المتاجرة بالكلى، قائلا: «توجد معايير لعمليات الزرع من بينها أن يكون المريض في مرحلة فشل كلوي وبحاجة إلى زرع فعلي، وأن يتم تقييم حالته الصحية محلياً للتأكد من تحمله إجراء العملية»، مضيفاً ننصح بإيجاد متبرع عائلي مطابق، ونتأكد بالفحص من خلوه من بعض الأمراض، كما نتأكد من قدرته على التبرع.

وتابع الدكتور علي عبيد آل علي «يتم إجراء عمليات زرع الكلى في مدينة الشيخ خليفة الطبية في أبوظبي، كما يتم تسفير بعض الحالات الصعبة للخارج مع المتبرعين من الأهل لإجراء العملية»، مؤكداً التزام الهيئة بالقوانين الدولية كافة.

وعلق مدير برنامج أمراض الكلى في مدينة الشيخ خليفة الطبية، الدكتور عبدالكريم صالح، قائلا إن «وحدة الكلى في مدينة الشيخ خليفة الطبية تعالج حالياً 300 مريض من الفشل الكلوي، إضافة إلى 20 مريضاً بالغسيل البريتوني (حالات متأخرة)».

وأفاد بأن 22 من مجموع عدد المرضى من الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 13 عاماً، مضيفا «نوفر حالياً غسيل الكلى لمرضى مدينة خليفة الطبية في ثلاثة مواقع مختلفة هي عنابر المرضى المقيمين، والثاني في مراكز العناية الفائقة (وحدة العناية المركزة ووحدة العناية القلبية)، والثالث في وحدات الكلى لمرضانا المراجعين (في مبنى العيادات الخارجية).

وقال صالح: لدينا 45 محطة غسيل كلى ونقدم أكثر من 3300 جلسة غسيل شهرياً، ونحو 15٪ من مجموع جلسات الغسيل للمرضى المقيمين في المستشفى، لافتاً إلى إجراء 38 ألفاً و775 جلسة غسيل كلى العام الماضي .

وأكمل أن مدة جلسة الغسيل تراوح بين 3.5 و4 ساعات، ويحتاجها المريض ثلاث مرات في الأسبوع على الأقل وتعطى بمواعيد مسبقة حسب جدول لجميع المرضى، مضيفا «تتوافر لدينا خدمات في عيادة الكلى لمتابعة المرضى الذين يعانون ضغط الدم ومشكلات الكلى العامة وتستقبل العيادة نحو 500 مريض شهرياً.

وأضاف الدكتور عبدالكريم صالح، قائلا «يعتمد القسم مبدأ الشمولية في العلاج، لتغطية جميع مراحل أمراض الكلى وارتفاع ضغط الدم واستبدال وظائف الكلى عن طريق غسيل الدم، مع التركيز على أهمية الوقاية والكشف المبكر»، ناصحاً الأشخاص المعرضين للإصابة بأمراض الكلى بإعطاء الأولوية لإجراء الفحص للاكتشاف المبكر للمرض، لإتاحة الفرصة للعلاج المناسب قبل حدوث تلف أو تدهور في الكلى يؤدي إلى مضاعفات أخرى.

ودعا رئيس إدارة الخدمات الطبية في مدينة الشيخ خليفة الطبية الدكتور أتول ميهتا، جميع المرضى والأصحاء إلى القيام بالفحص المبكر لأمراض الكلى المزمنة وتلقي العلاج الملائم، مشجعاً الأشخاص على الخضوع لفحوص بسيطة للدم والبول للتعرف إلى مسببات المرض مبكراً.

وأكد التزام مدينة خليفة الطبية بنشر الوعي حول الصحة والوقاية من الأمراض خصوصاً ما يتعلق منه بالكلى، مضيفاً يعاني أكثر من 500 مليون شخص حول العالم نوعاً من الداء الكلوي المزمن بنسبة شخص من كل ،10 موضحاً أن «الداء الكلوي المزمن يزيد احتمالية الإصابة بالفشل الكلوي وأمراض القلب والأوعية الدموية والجلطات الدماغية»، متوقعاً وفاة 36 مليون حالة مبكرة بحلول عام 2015 .

تويتر