طبيب مواطن أجرى له جراحة عاجلة أنقذت حياته

محمد ينجو من ورم نادر في القلب

الدكتور عبيد الجاسم (يمين) والمريض محمد قبل خروجه من المستشفى أمس. تصوير: باتريك كاستيلو

أكثر من 10 أيام قضتها أسرة الشاب محمد علي في حالة من الحزن والدهشة الشديدين، حين علمت بأن ابنها مصاب بورم في القلب بحجم برتقالة صغيرة، وهي حالة نادرة جداً، وفق أطباء.

علمت أسرة الشاب بأن الورم قد ينتشر، ويتسبب في إصابة ابنها بجلطات تودي بحياته، لكن الطبيب المواطن عبيد محمد الجاسم، قاد فريقاً طبياً، وأجرى له جراحة قلب مفتوح عاجلة لإزالة الورم، تكللت بالنجاح، وخرج الشاب من المستشفى، أمس، متمتعاً بصحة كاملة.

وبدأت قصة الشاب محمد، وفق ما رواها لـ«الإمارات اليوم»، «في سبتمبر الماضي حينما بدأ يشعر بآلام شديدة في منطقة الصدر، كانت تتزايد يوماً تلو الآخر مصحوبة بسعال مستمر، وضيق في التنفس».

وزار الشاب عدداً كبيراً من عيادات الأطباء في الدولة، فكان التشخيص المتكرر لحالته أنه «مصاب بمرض تنفسي، وصرفوا له دواءً لعلاج السعال، لكن حالته كانت تزداد سوءاً، واستمرت آلامه الصدرية».

ويكمل: «نصحني البعض بزيارة مستشفى خاص في العين، وبعد إجراء أشعة بالموجات فوق الصوتية للقلب، ظهرت إصابتي بورم في الأذين الأيسر، ما أدخل والده في نوبات بكاء حزناً على ولده، خصوصاً أنها المرة الأولى التي يسمع فيها وأهله، أن الأورام يمكن أن تصيب القلب».

ويضيف: «بناءً على نصيحة الأطباء، توجّهت إلى مركز جراحات القلب والصدر التابع لهيئة الصحة في دبي، وفيه استقبلني الأطباء بترحاب، وأكدوا لي أن حالتي لها علاج، على الرغم من أنها حالة نادرة، وشرعوا في الحال بعلاجي، وخلال 12 ساعة أجريت جراحة تم فيها استئصال الورم».

وقال رئيس قسم جراحة القلب والصدر في هيئة الصحة بدبي، الدكتور عبيد الجاسم، إن «الإصابة بورم في القلب مرض نادر جداً». وأضاف أن «محمد خضع لفحوص وتحاليل عدة لدراسة حجم الورم، وظهر أنه بحجم برتقالة صغيرة، ويشغل مساحة الأذين الأيسر، ما يتسبب في سد الصمام الأورطي، مع كل نبضة قلب».

ويكمل الطبيب: «كان الورم على شكل عنقود العنب، ما كان يهدد بانفصال أجزاء منه مع ضربات القلب، تنتقل لتسد الشريان المغذي للمخ أو القلب أو الرئة، أو تتسبب في سد مجرى الدم في القلب، فيتوقف تماماً في أي لحظة». ويشير إلى أن «فريقاً طبياً ضم إلى جواره الأطباء: يحيى كرعلي ومصطفى أحمد وباسل الزمكان وطارق عبدالعزيز ونير أحمد، تولى إجراء الجراحة التي استمرت ساعتين، تم خلالهما توقيف القلب وتفريغه والرئة من الدم تماماً». ويتابع الجاسم أن «الفريق استخدم تقنية متقدمة جداً لاستئصال الورم من دون التسبب في جرح الصمامات وعضلة القلب، ونجح في إزالة الورم من جذوره حتى لا يعود إلى النمو مجدداً»، مشيراً إلى أن «ظهور هذا الورم غير معروف السبب».

تويتر