لوتاه: نحن بصدد طلب اعتمادات مالية إضافية لتوفير الاحتياجات

نقص في الدواء.. و«الصحة» تسعى إلى احتوائه

مستشفى القاسمي يعاني نقصاً في الأدوية منذ 20 نوفمبر الماضي. تصوير: أشوك فيرما

أبلغ أطباء ومسؤولون في مستشفيات تتبع وزارة الصحة «الإمارات اليوم»، بأن مستشفيات الوزارة ومراكزها الصحية تعاني «نقصاً شديداً في الدواء منذ أشهر»، حتى إن «بعض مستودعات الدواء أصبحت شبه خاوية»، في حين أقرّت الوزارة بذلك، وأكدت أنها ستطلب مخصصات مالية إضافية لتغطية احتياجاتها.

وأكدوا أن «هذا النقص تسبب في وقف جراحات مهمة وخطرة، مثل جراحات القلب المفتوح في مستشفى القاسمي بالشارقة، خلال الأسبوعين الماضيين»، لافتين إلى أن هناك نقصاً في أدويـة تُصنّف بأنها «أدوية إنقاذ حياة»، إضافة إلى نقص أدوية للأمراض المزمنة، مثل «الأنسولين (طويل الأمد) لمرضى السكري، وبعض أدوية ارتفاع ضغط الدم، والهرمونات».

وذكروا أن هذا النقص مستمر منذ أكثر من ثلاثة أشهر، ما تسبب في «تأخر علاج مرضى، وإصابة آخرين بانتكاسات صحية شديدة»، وقالوا إن «شركات دواء كبرى أوقفت توريد أدوية عدة لمستودعات الوزارة، لعدم حصولها على مستحقاتها المالية».

وأقرّ وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الخدمات المؤسسية والمساندة بالإنابة، خالد لوتاه، بـ«وجود نقص في الدواء بمستشفيات الوزارة»، مشيراً إلى أن «الوزارة تتولى الآن دراسة احتياجات المستشفيات لتوفيرها». وأوضح أن «الوزارة بصدد طلب اعتمادات مالية إضافية، لتوفير احتياجاتها من الدواء»، لافتاً إلى «توافر أصناف بديلة عن بعض الأدوية، لكن المرضى يطلبون أنواعاً اعتادوا عليها، ولا يرغبون في البدائل».

وذكر لوتاه أن «الوزارة تعمل على وضع نظام جديد لتوفير الدواء، وبصدد توعية الأطباء بالأصناف البديلة، حتى يصفوها للمرضى».

وعلمت «الإمارات اليوم» أن الوزارة خفّضت موازنات الدواء في مستشفيات الوزارة بنسب كبيرة تصل إلى 60٪، مثل مستشفى القاسمي في الشارقة، الذي يعد أهم وأكبر مستشفى يتبع الوزارة، إذ انخفضت موازنة الدواء من 80 مليون درهم عام ،2010 إلى 32 مليون درهم تقريباً هذا العام»، كما تم «خفض موازنة الدواء في مستشفى الأمل للصحة النفسية، من ثمانية ملايين درهم العام الماضي، إلى 5.4 ملايين درهم هذا العام».

وقال مرضى في مستشفى القاسمي إن «أطباء قرروا إرجاء جراحات قلب مفتوح، خلال الأسبوعين الماضي والجاري، انتظاراً لوصول عقار يوقف القلب أثناء الجراحات».

وذكرت مصادر في المستشفى أن «مستودع الدواء يعاني نقصاً منذ 20 نوفمبر الماضي»، لافتة إلى أن «النقص يزيد على 38 صنفاً دوائياً مهماً».

وأوضحت أن «قائمة النقص تشمل الأنسولين (طويل الأمد)، وهو مهم جداً لبعض مرضى السكري، ودواء تخدير لجراحات الولادة».

وتعاني المستشفيات، أيضاً، نقصاً في أدوية لا يُسمح ببيعها في الصيدليات الخارجية، مثل دواء «الهيدروكورتيزون»، وهو من الأدوية «المنقذة للحياة».

وفي مستشفى الأمل للصحة النفسية، قال ذوو مرضى إن «مرضاهم تعرّضوا لانتكاسات صحية شديدة، نتيجة تعطل علاجهم».

وعلقت مديرة المستشفى، صالحة بن ذيبان، بأن «خفض موازنة الدواء الخاصة بالمستشفى أدى إلى نقص أصناف دواء عدة»، لافتة إلى أن «بعض المرضى توقف علاجهم، ما أدى إلى عودتهم لمرحلة العُزلة عن المجتمع والاكتئاب». وذكرت أن «نقص الدواء دفع أطباء إلى تطبيق خطة علاج بديلة لمرضى نفسيين، ما أدى إلى عودة العلاج إلى مرحلة الصفر».

وقال أطباء في مستشفيات في الإمارات الشمالية إنهم «أوقفوا جراحات لمرضى لعدم توافر العلاج، وإذا كانت الحالة عاجلة، نطلب من المرضى شراء أدوية من الصيدليات الخارجية ليتم علاجهم».

وعزا مسؤولون في الوزارة نقص الدواء إلى «عدم وجود إدارة مختصة بالتمويل الدوائي في الوزارة، وتطبيق سياسـة الموازنـة الصفريـة في شـراء الدواء»، إلى جانب «تراكـم ديـون الوزارة لدى شركات الدواء، ما دفـع الأخـيرة إلى وقف صـرف الدواء للمستودعات الدوائية».

تويتر