فرق المكافحة لاحظت في الآونة الأخيرة انتشار العقاقير المخدّرة على حساب المخدرات التقليدية. أرشيفية

العسماوي: 50٪ من علاج مشكلة المخدّرات في «التوعية»

واصلت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي مشروعاً يستهدف الحد من دخول الأحداث إلى المخدرات، ويستهدف طلبة المدارس، لتوعيتهم بمخاطر تعاطيها، من خلال التركيز على مناطق تجمعاتهم، سواء في المدارس والجامعات والنوادي، كما تستهدف الآباء.

مشيراً إلى أن التوعية تمثل 50٪ من نسبة علاج مشكلة المخدرات وذكر مدير الإدارة اللواء عبدالجليل مهدي العسماوي، أن «الإدارة انتهجت استراتيجية لردع مروجي المخدرات وتوعية الشباب بها، من خلال نشر صور المتورطين، وتشجيع الأسر على الإبلاغ عن أبنائهم المتورطين في التعاطي أو الاتجار في المخدرات»، لافتا إلى أن بعض الأسر لا تسأل عن أبنائها، وهناك شخص احتجز لمدة أربعة أيام، قبل أن يظهر أحد من أهله.

وتفصيلا قال العسماوي لـ«الإمارات اليوم»، إن بعض المروجين، خصوصا في العقاقير المخدرة، يستهدفون الطلبة بشكل مباشر، لافتا إلى ضبط أحدهم أخيرا وهو طالب في التعليم المسائي، وكان يروج المخدرات بين زملائه، ومثل هؤلاء يمثلون الخطر الأكبر، لأنهم يعرفون كيفية اختراق صفوف الطلبة.

وأشار إلى أن معدل انتشار المخدرات في صفوف الطلبة لا يثير القلق، لكن هذا لا يمنع تسرب المخدرات إليها، موضحا أن «الإدارة تتعامل بشكل مختلف في ما يتعلق بقضايا المخدرات في المدارس، إذ لا تضبط المتهمين داخل المدرسة، ولكن يتم استدراجهم إلى الخارج، وتالياً القبض عليهم». موضحا أن الإدارة تحرص على مراعاة الجوانب الإنسانية، ومستقبل الطلبة الذين يتورطون في التعاطي، فتحاول إصلاحهم وإعادة تأهيلهم، وتالياً إعادة دمجهم في المجتمع من دون أن يتعرضوا للتجريح أو التشهير. وتابع أن فرق المكافحة لاحظت في الآونة الأخيرة انتشار العقاقير المخدرة على حساب المخدرات التقليدية، ويلجأ إليها الطلبة لأنها لا تثير الشبهات حين ضبطها، كما أنها أرخص ولا تقل تأثيرا عن بعض المخدرات المعروفة. مؤكدا أن الإدارة تحرص على تجفيف المنابع التي تأتي منها هذه العقاقير. ولفت العسماوي إلى وجود مشكلة في تعامل الأسر مع أبنائها المتعاطين، وهي عدم إبلاغهم الشرطة، وتبادر بعض الأسر بعلاج أبنائها في الخارج، بغرض التكتم على المشكلة، لكن هذا ليس علاجاً بأي حال من الأحوال، ومعظم الأبناء الذين يخضعون لهذا النوع من التأهيل يعودون مجددا إلى التعاطي.

وأوضح مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات أن المشكلة الحقيقية التي لا تتداركها بعض الأسر، أن وجود ابن مدمن في أسرة واحدة يهدد بقية أشقائه. مشيرا إلى أن «هناك عدداً كبيراً من الحالات التي يتكرر فيها الإدمان داخل الأسرة، بسبب شقيق نقل هذه العدوى الخبيثة لأشقائه، لافتا إلى أن المشكلة تبدأ دائما بابن أكبر يستخدم شقيقه الأصغر في جلب المخدرات، فيقوم الأخير بتجربتها».

وشكا العسماوي إهمال هذه الأسر من البداية متابعة سلوكيات أبنائها، لافتا إلى أن «المناخ الذي يسود الأسرة يكون سببا رئيسا في انحراف الابن، فالأب مشغول دائما وتتكرر خلافاته مع الأم، وكلاهما لا يسأل عن الابن ولا يراقب سلوكياته، أو يحاول معرفة طبيعة أصدقائه وبيئتهم».

وأشار إلى أن الوضع يصل أحيانا إلى رغبة الأسرة في التنصل من الابن حين ينحرف، موضحا أن فرق المكافحة ضبطت شابا وظل محتجزا أربعة أيام كاملة من دون أن يسأل عنه أحد، لافتا إلى أن التعامل بهذه الطريقة يرسخ رغبة لدى الأبناء ـ كما يحدث في كثير من البيوت حالياً ـ في اللجوء لصداقات مع أشخاص أغراب، قد يكونون غير صالحين، ليحصلوا منهم على ما ينقصهم في بيوتهم، ويلغي عندهم الشعور بالعزلة والإحباط وعدم الاهتمام بمشكلاتهم كما أنهم يجدون فرصة مع هؤلاء للتعبير عن أفكارهم ومشاعرهم التي تفرضها، في معظم الأحيان، متطلبات المراحل العمرية التي يعيشونها.

وأوضح العسماوي أن التوعية تمثل 50٪ من نسبة علاج مشكلة المخدرات، فيما تمثل جهود المكافحة النسبة المتبقية. مبينا أن شرطة دبي لا تستطيع القيام بهذا الدور بمفردها، من دون تعاون من الأسر، لأن الآباء يمثلون خط الدفاع الأول. مبينا أن «هناك مؤشرات يمكن من خلالها اكتشاف المدمن مثل الانطواء على النفس، وعدم الرغبة في الطعام، والعصبية وكثرة النوم، والتأخر خارج المنزل، وطلب الكثير من المال من دون الحاجة الماسة إليه والسرقة». وزاد أن هناك مظاهر أخرى للإدمان، تبدو على المدمن نفسه، مثل شحوب الوجه وانخفاض سريع في الوزن واضطراب الشخصية وعدم التركيز وعدم الاهتمام بالمظهر الخارجي، والعثور على أدوية غريبة في سيارته أو غرفة نومه، إضافة إلى وجود علامات على الجسم، لافتا إلى أن هذه المظاهر لا تشكل بالضرورة دليلاً على الإدمان، وإنما قد تنذر الآباء إلى أن هناك تغيراً في سلوكيات وعادات أبنائهم تستوجب مراقبتهم ومساعدتهم. وتابع أن المدرسة كذا تتحمل دورا في رصد سلوكيات الطلبة، لذا تركز إدارة التوعية والوقاية في الإدارة العامة للمخدرات على تدريب المشرفين والأخصائيين الاجتماعيين، على كيفية ملاحظة الطالب المتعاطي، وقدم المحاضرون التابعون للإدارة ما يزيد على 100 محاضرة، استهدفت أكثر من 2000 طالب وطالبة، كما أجرت استبيانات لتحديد توجهات الطلبة.

وأضاف أن المحاضرات لا تقتصر على الجانب النظري فقط، ولكن تمتد إلى استخدام مدمنين تائبين، للحديث عن تجاربهم مع المخدرات، وكيف وقعوا في فخها وعولجوا منها، مؤكدا أن هذه التجارب يكون لها وقع نفسي أكبر على الطلبة الذين يتلقون المحاضرة، كما نشرح لهم العقوبات التي يتعرض لها المروجون والمتعاطون، بغرض توفير نوع من الردع لهم، بسبب الخوف على مستقبلهم من هذا الخطر الكبير.

يشار ألى أن مؤشر قضايا المخدرات المسجلة، خلال العام الماضي، انخفض بواقع 731 قضية مقارنة بـ1049 قضية في عام ،2009 على الرغم من زيادة عدد الضبطيات من المخدرات المختلفة بنسبة تتجاوز الـ100٪ في .2010

وأشار العسماوي إلى ضبط 1125 كيلوغراما من المخدرات المختلفة، خلال عام ،2010 مقابل 408 في عام .2009

الأكثر مشاركة