الكشف على موظفي الدوائر المحلية والاتحادية للتعجيل بعلاج المصابين منهم

خطة صحية للحدّ من الإصابة بــ «السكّري»

«الصحة» تجري فحوصاً مجانية للموظفين لمعرفة الأعداد الحقيقية للمصابين بـ«السكّري». من المصدر

تنفّذ وزارة الصحة والهيئات المعنية، بالتعاون مع القطاع الطبي الخاص خطة للكشف على موظفي الدوائر المحلية والاتحادية لمعرفة المصابين بمرضي السكّري وضغط الدم، بهدف الوقاية من الأمراض والتعرف إلى الأعداد الحقيقية للمصابين والتعجيل بعلاج المصابين منهم. وخضع نحو 1000 موظف حكومي في أبوظبي لإجراءات فحص مرض السكري، وتولى مستشفى نيو ميديكال سنتر أبوظبي وبالتعاون مع عدد من الوزارات الاتحادية والدوائر المحلية والهيئات فحص تلك الشريحة للتعرّف إلى مستوى إصابتهم بالمرض، والوقوف على واقعهم الصحي تزامناً مع «شهر مرض السكري» الذي أقرّته وزارة الصحة، واستمرت عمليات الفحص ثلاثة أيام في مقر المستشفى في أبوظبي.

وقال المدير العام الرئيس التنفيذي للمستشفى، الدكتور دبر شيتي، لـ«الإمارات اليوم» إنه تم فحص 1000 موظف حكومي بالتنسيق مع وزارة الصحة وهيئة صحة أبوظبي وقطاع النفط بمختلف مؤسساته، إضافة إلى دوائر وهيئات محلية أخرى، لافتاً إلى إجراء الفحص بالمجان، لرصد الواقع الصحي للموظفين بصورة دقيقة.

وأفاد بأن تنظيم هذه الفحوص السريعة والمكثفة يهدف إلى الحد من الارتفاع المتنامي في أعداد مرضى السكري، والتعرف إلى مستوى الإصابات في بداياتها الأولى، مؤكداً أن 40 الى 50٪ من حالات مرض السكري يتم اكتشافها بشكل فجائي عند إجراء فحوص تشخيص أمراض أخرى أو احساس المرضى بالتعب، معتبراً أن مرض السكري من الأمراض الصامتة التي يتم اكتشافها بعد شهور طويلة أو سنوات من الإصابة بها.

وأوضح أن الاصابة بالسكري تشكل خطراً على أعضاء الجسم الأخرى، خصوصاً العيون والكلى والشرايين القلبية نتيجة ارتفاع نسبة السكر في الدم فترات طويلة دون علاج سريع أو اكتشاف مبكر.

وقال شيتي إن وزارة الصحة بدأت العمل بالسجل الإلكتروني الوطني لمرضى السكري على مستوى الدولة، كذلك طالبت اللجنة الوطنية لمكافحة مرض السكري أصحاب العلاقة من هيئات ومراكز صحية ومستشفيات وقطاع خاص بضرورة الاستفادة من السجل الالكتروني الجديد في إجراء المزيد من الفحوص لمعرفة الحالات المصابة، لافتاً إلى تخصيص وزارة الصحة السجل الإلكتروني لفئة الأطباء المتخصصين في علاج داء السكري بهدف توفير جميع المعلومات الخاصة بالمرض والإرشادات الواجب اتباعها وطرق المعالجة والوقاية.

وأضاف أن الموقع الإلكتروني للسجل الوطني يقدم بيانات صادقة عن المرضى، ويحدد الفئات العمرية المصابة وأعدادها وطرق علاجها، ويرسم خطط مكافحة المرض، مؤكداً أن تلك المبادرة واحدة من جهود تبذل لخفض نسبة الإصابة بالمرض التي وصلت إلى 25٪ من سكان الدولة.

وأكد أن نتائج الفحص ترصد بعناية الحالات المصابة، وسيتواصل المستشفى مع المصابين ويحدد مواعيد لهم مع أطباء واستشاريين لعلاجهم، كما يبذل المستشفى جهوداً مع شبه المصابين لتفعيل طرق الوقاية للحد من الإصابة بالمرض.

وأوضح شيتي أن الفحوص المجانية التي أجريت شملت ضغط الدم والتعرف إلى نسب السكر والكوليسترول في الدم وقياس كتلة الجسم والوزن، متابعاً أن المستشفى بالتعاون مع وزارة الصحة والجهات الصحية المعنية سيتولى إجراء فحوص مشابهة في إمارات الدولة كافة، لافتاً إلى أن برنامج مواعيد فحص الموظفين في الإمارات الأخرى سيعلن عنه عبر وسائل الإعلام.

وأشار إلى تنظيم فحوص مشابهة على موظفين وشريحة من الجمهور في المنطقة الغربية والرويس والسلع، لافتاً إلى أن المستشفى يستقبل يومياً أكثر من 40 مريضاً بالسكري، معظمهم من الشباب الذين تقل أعمارهم عن 25 عاماً، وآخرين يعانون زيادة الوزن وأشخاصاً يفتقدون إلى ممارسة الرياضة، مؤكداً تعرض شريحة الشباب المصاب بمرض السكري إلى انتكاسات مرضية في القلب والمخ وأمراض أخرى خطرة.

يذكر أن مستشفيات أخرى في أبوظبي نظمت حملات مشابهة للتعرف إلى حالات مرضى السكري في الدولة.

من جانبه، قال استشاري الأمراض الباطنية مدير مجموعة مستشفيات النور في أبوظبي الدكتور قاسم العوم لـ«الإمارات اليوم» إن نسبة كبيرة من مرضى السكري يكتشفون إصابتهم بالمرض في وقت متأخر يكون بعد 15 شهراً أو سنتين أحياناً من حدوث الإصابة، ما يؤثر سلباً في مختلف أعضاء الجسم، خصوصاً شبكية العين والكلى وشرايين القلب، مشيراً إلى أن 30٪ من مرضى السكري يعانون مشكلات صحية في شبكية العين و30٪ من مرضى السكري يعانون مشكلات في الكلى ما يتطلب تبنّي برامج تساعد على الاكتشاف المبكر للمرض.

وأضاف أن معظم مستشفيات أبوظبي تتوافر فيها أقسام ووحدات متطورة لتشخيص ومتابعة علاج مرضى السكري، كما تتوافر مراكز متطورة لعلاج المرض، مشيراً إلى أن أفراد المجتمع مطالبون بالحرص على إجراء الفحوص الدورية للتأكد من خلوّهم من «السكري» وغيره من الأمراض المزمنة، لافتاً إلى أن الدراسات والأبحاث أكدت أن 80٪ من الحالات الأكثر عرضة للإصابة بالسكري يمكن حمايتها ووقايتها من المرض من خلال اتباع برامج غذائية صحية وممارسة الرياضة بشكل منتظم، ما يؤدي إلى تجنب البرامج العلاجية وحدوث المضاعفات.

من جانبها، أكدت استشارية الأمراض الباطنية والسكري مديرة وحدة السكري في أبوظبي سوزان غرايبة، أهمية وجود مراكز ووحدات لعلاج السكري وتوفير جميع الخدمات التشخيصية والعلاجية لمرضى السكري في مكان واحد، توفيراً للوقت والجهد.

موضحة أن مريض السكري بحاجة مستمرة إلى إجراء فحص دم لمتابعة مستوى السكر في الدم، إلى جانب فحص وظائف الكلى وشبكية العين، ثم فحص القلب والأوعية الدموية، مع وضع برامج تغذية مناسبة.

وكشفت أن ملفات مرضى السكري الذين تتم متابعتهم في وحدة السكري تصل إلى 15 ألفاً، ما يعكس حجم مشكلة المرض في المجتمع، لافتة إلى أن 10٪ من هؤلاء المرضى من الأطفال الذين يعانون المرض نتيجة السمنة المفرطة، مشيرة إلى أن 20٪ من أسباب مرض السكري وراثية و80٪ من أسبابه بيئية ذات علاقة بالسلوكيات الصحية والغذائية.

وذكرت أن نسبة من المرضى ممن يتم وضع برامج علاجية لهم لا يلتزمون بالبرامج العلاجية المحددة من قبل الطبيب المعالج، الى جانب عدم الالتزام بأدوية علاج السكري والحمية الغذائية وممارسة الرياضة.

وتابعت «تجرى حالياً دراسة تقييمية عالمية لمرضى السكري بالتعاون بين وحدة علاج السكري في أبوظبي، ومستشفى النور، والهلال الأخضر للتأمين الصحي، وصحة دبي، إذ يتم إجراء فحوص شاملة لـ10 مرضى يومياً، ثم تُعاد الفحوص لهم بعد ثلاثة أشهر لمعرفة مدى التجاوب مع البرامج العلاجية والأدوية التي يحددها الطبيب المعالج.

تويتر