أطباء يحذرون من خطورة التأخر في علاجه

50 ٪ من مرضى السكري اكتشفوه مصادفة

10٪ من مراجعي وحدة علاج السكري من الأطفال. غيتي

حذر أطباء متخصصون في الأمراض الباطنية والكلى من خطورة التأخر في علاج مرض السكري، للحفاظ على المستوى شبه الطبيعي لتركيز السكر في الدم، وتجنب حدوث المضاعفات التي قد تنجم عن ارتفاع نسبة السكر في الدم لفترات طويلة دون علاج سريع، أو اكتشاف مبكر.

وأضافوا أن ما يقارب 50٪ من المصابين بمرض السكري يكتشفون إصابتهم مصادفة، عند إجراء فحوص لتشخيص أمراض أخرى، مشيرين إلى أن مرض السكري من الأمراض الصامتة التي يصعب اكتشافها من دون إجراء فحوص، إلا بعد أشهر طويلة أو سنوات من الإصابة، ما يشكل خطورة على أعضاء الجسم الأخرى، خصوصاً العيون والكلى والشرايين القلبية.

وقالت استشارية الأمراض الباطنية والسكري، مديرة وحدة السكري في أبوظبي سوزان غرايبة، لـ «الإمارات اليوم» إن إجمالي ملفات مرضى السكري الذين تتابعهم وحدة السكري في أبوظبي، يصل إلى 15 ألف مريض «ما يعكس حجم مشكلة المرض في المجتمع، خصوصاً أن تقارير عدة أشارت إلى أن 10٪ من هؤلاء المرضى هم من الأطفال الذين يعانون المرض نتيجة السمنة المفرطة».

وأضافت غرايبة أن 20٪ من أسباب مرض السكري وراثية، و80٪ بيئية ذات علاقة بالسلوك الصحي والغذائي.

وأكدت أهمية وجود مراكز ووحدات لعلاج مرضى السكري، وتوفير الخدمات التشخيصية والعلاجية التي يحتاجون إليها في مكان واحد، توفيراً للوقت والجهد، موضحة أن مريض السكري يحتاج إلى إجراء فحوص دم لمتابعة مستوى السكر في الدم، إلى جانب فحص وظائف الكلى، وفحص شبكية العين، ثم فحص القلب والأوعية الدموية، إلى جانب وضع برامج تغذية مناسبة.

وتابعت أن 40-50٪ من المرضى يكتشفون إصابتهم بمرض السكري مصادفة، وأن نسبة من المرضى ممن يتم وضعهم على برامج علاجية لا يلتزمون بالبرامج العلاجية التي يحددها الطبيب المعالج، الى جانب عدم الالتزام بأدوية علاج السكري، والحمية الغذائية، وممارسة الرياضة، مضيفة أنه سيتم قريباً توفير أجهزة تشخيصية متطورة في الوحدة لقياس مستوى الكوليسترول والدهون في الدم، إلى جانب فحص وظائف الكبد والكلى، مؤكدة تميز هذه الأجهزة في الحصول على النتائج خلال ساعتين فقط من الحصول على العينة من المريض، ما يعطي الطبيب المعالج فرصة لتقييم حالة المريض بشكل دقيق.

ولفتت الى إجراء دراسة تقييمية عالمية لمرضى السكري، بالتعاون ما بين وحدة علاج السكري في أبوظبي ومستشفى النور والهلال الأخضر للتأمين الصحي وصحة دبي، إذ تجرى فحوص شاملة لـ 10 مرضى يومياً، ثم تعاد الفحوص لهم بعد ثلاثة أشهر لمعرفة مدى التجاوب مع البرامج العلاجية والأدوية التي يحددها الطبيب المعالج.

وأكد استشاري الأمراض الباطنية مدير مجموعة مستشفيات النور في أبوظبي الدكتور قاسم العوم، أن عدداً كبيراً من مرضى السكري يكتشفون إصابتهم بالمرض في وقت متأخر، ما يؤثر سلباً في مختلف أعضاء الجسم، خصوصاً شبكية العين والكلى وشرايين القلب، مشيراً إلى أن 30٪ من مرضى السكري يعانون مشكلات صحية في شبكية العين و30٪ من من مشكلات صحية في الكلى، داعياً إلى تبني برامج طبية تساعد في الاكتشاف المبكر للمرض.

وقال إن أفراد المجمتع مطالبون بإجراء فحوص دورية لاستبعاد الإصابة بمرض السكري وغيره من الأمراض المزمنة، لافتاً إلى أن دراسات وأبحاثاً عدة أكدت أن 80٪ من الحالات الأكثر عرضة للإصابة بمرض السكري يمكن حمايتها ووقايتها من المرض من خلال اتباع برامج غذائية صحية، وممارسة الرياضة بشكل منتظم.

وأفاد استشاري أمراض الكلى في أبوظبي الدكتور ياسين الشحات، بأن 30٪ من مرضى السكري يعانون مشكلات صحية في الكلى، لافتاً الى ضرورة إجراء فحوص دورية للتأكد من سلامة وظائف الكلى من مضاعفات مرض السكري، ومن ثم وضع البرامج العلاجية المناسبة لتجنب تأثير المرض في وظائف الكلى.

وأكد أن أبرز أسباب وفاة مرضى السكري الإصابة بالجلطة الدماغية، والقلبية، شارحا أنه يؤدي إلى ترسبات سكرية في الأوعية الدموية، ما يسبب، تالياً، حدوث تصلب في الشرايين، في حال عدم علاجه.

وكان مستشفى المفرق قد كشف أخيراً عن وجود أطفال مصابين بمرض السكري، يعانون أمراض الكلى والكبد والبنكرياس.

وعزا ظهور إصابات بالمرض بين المراهقين إلى العادات الغذائية السيئة التي تسبب السمنة، مشيراً إلى ظهور عوارض على حالات تراوح من ثلاث الى أربع من المراهقين أسبوعياً.

وكانت وزارة الصحة قد بدأت العمل بالسجل الإلكتروني الوطني لمرضى السكري على مستوى الدولة، ووجهت اللجنة الوطنية لمكافحة مرض السكري أصحاب العلاقة من هيئات ومراكز صحية ومستشفيات وقطاع خاص، بضرورة الاستفادة من السجل الالكتروني الجديد.

وقد خصصت الوزارة السجل لفئة الأطباء المتخصصين في علاج داء السكري، بهدف توفير المعلومات الخاصة بالمرض، والإرشادات الواجب اتباعها للتصدي له ومعالجته، والوقاية منه.

ويقدم الموقع الإلكترونى للسجل الوطني بيانات عن المرض ويحدد الفئات العمرية المصابة به، وأعدادها، وطرق علاجها، ويرسم خطط مكافحة المرض.

وكانت إدارة خدمات الصحة المدرسية في أبوظبي قد أطلقت أخيراً، بالتعاون مع مجلس أبوظبي للتعليم حملة للتوعية بمرض السكري في 17 مدرسة موزعة على مناطق مختلفة من مدينة أبوظبي، والعين والمنطقة الغربية تحت عنوان «ألف مدينة.. وألف حياة»، بهدف توعية الطلاب المصابين بالسكري وآبائهم بكيفية التعامل والتعايش مع المرض، وتوعية الطلبة والمدرسين والمجتمع المحلي بالممارسات الصحية الضرورية للوقاية من الإصابة به.

تويتر